الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الاجتماع السنوي لحكومة الإمارات «صناعة الغد تبدأ اليوم»

24 سبتمبر 2017 23:19
أبوظبي (وام) تدرك دولة الإمارات في ظل ما يشهده العالم من تغيرات وتطورات متسارعة، أنه لا مكان للعشوائية أو التخبط في العمل الحكومي، لأن بوابات المستقبل مفتوحة على مختلف الخيارات، ما يحتم فهم العملية الاستشرافية وأدواتها، إضافة إلى مواكبة الحراك التقني العالمي، والاستفادة من أدواته للانتقال بالعمل الحكومي إلى المستقبل. ومن هنا جاء إصرار الدولة على جعل التخطيط الإستراتيجي واستشراف المستقبل، منهج عمل حكومياً أصيلاً في الوزارات والهيئات والمؤسسات المحلية والاتحادية كافة من أجل المحافظة على مكانتها الريادية العالمية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية. ويأتي الاجتماع السنوي لحكومة دولة الإمارات الذي يعقد غداً الثلاثاء في أبوظبي برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليؤكد أن التخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل ركن أساسي من أركان العملية التنموية في الدولة، وأن «صناعة الغد تبدأ اليوم». وأكد عدد من المسؤولين والأكاديميين في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أن الاجتماع يشكل نقطة تحول بارزة ومحطة تاريخية مهمة لتقييم التجارب السابقة في مجالات العمل الحكومي كافة، من أجل استخلاص الدروس والعبر، ووضع التصورات الرئيسة للمرحلة المقبلة للسير بخطوات مدروسة ووفق خطط استراتيجية ورؤى استشرافية نحو تحقيق «رؤية دولة الإمارات 2021»، وصولاً إلى مئوية الدولة عام 2071. وقال أحمد الجروان، عضو المجلس الوطني الاتحادي، إن قدرة الدول على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ترتبط بجودة التخطيط الاستراتيجي في مختلف قطاعات الدولة، وهو ما يعزز قدرة مؤسساتها على توفير الحياة الكريمة لشعبها، موضحاً أن الإمارات تبنت منذ نشأتها على يد الآباء المؤسسين نهجاً فريداً ومتميزاً في التخطيط الاستراتيجي، أثمر ما نشهده اليوم من نجاحات متعددة في مختلف قطاعات العمل، سواء الحكومي أو الخاص. يجسد الحوكمة المتقدمة وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إن القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في دولة الإمارات لعقد «اجتماع سنوي» خلال شهر سبتمبر لمناقشة الوضع الحكومي والتنموي للدولة، ووضع تصور تنموي وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071، يجسد الحوكمة المتقدمة في الدولة وحكمة القيادة وتفكيرها الاستباقي، وحرصها على بذل كل جهدها من أجل تحقيق دولتنا الحبيبة التقدم والنهضة الشاملة. وأكد اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، مفتش عام وزارة الداخلية، أن الإمارات تعد شاهداً جميلاً على تحولات العصر الذي نعيش فيه بكل ما فيه من متغيرات اقتصادية وتكنولوجية وسكانية وبيئية هائلة، فقد أصبحت تسابق غيرها على احتلال المراكز الأولى في مجالات تنموية عدة، لا سيما المجالات المستقبلية. ركن أساسي بالعملية التنموية ورأى سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام «أبوظبي للإعلام»، أنه منذ قيام دولة الإمارات على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كان التخطيط الاستراتيجي، ركناً أساسياً من أركان العملية التنموية في الدولة، وينبع هذا الوعي المبكر من القراءة الصحيحة للتجارب العالمية المختلفة، فاستطاعت دول بمواردها القليلة النجاح بفضل التخطيط الاستراتيجي، فيما أخفقت دول أخرى ربما تكون مواردها أفضل وأكثر تنوعاً بسبب انعدام هذا التخطيط. وقال إنه لعل السبب الآخر لهذا الوعي الإماراتي يتمثل في إدراك قادة الدولة منذ البداية أن نعمة النفط لن تدوم، وبالتالي يجب التفكير في تنويع مصادر الدخل، بما يضمن المحافظة على منجزات الدولة ومسيرتها التنموية، ويؤمن حياة كريمة لأجيال المستقبل، مشيراً إلى أن المتابع لتصريحات قادة الدولة منذ السبعينيات وحتى وقتنا هذا، يرى هذا القاسم المشترك بينها ألا وهو ضرورة التخطيط الاستراتيجي وصون عملية التنمية وبناء الإنسان، وهو ما اكتسب أهمية متزايدة مع نمو دولة الإمارات وزيادة أعداد سكانها من مواطنين ومقيمين، ما يستلزم باستمرار وضع الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بتوقع المستقبل، والوقوف على تحدياته، وإيجاد الحلول المسبقة لهذه التحديات. وأضاف أن عملية التخطيط الاستراتيجي بلغت ذروتها مع اجتماعات الحكومة الإماراتية السنوية في أبوظبي غداً الثلاثاء، والتي تتمحور حول التخطيط لمئوية قيام الدولة، والتي ستشهد بادرات مهمة في هذا المجال، وقد يستغرب بعضهم فكرة وضع الخطط للخمسين عاماً المقبلة وليس فقط لخمس أو عشر سنوات، لكن التجرية الإماراتية الفريدة في مجال التنمية، تحتم مثل هذه النظرة بعيدة المدى، فأعمار الدول لا تقاس بالسنوات فحسب، بل بالخطوات الراسخة التي قطعتها وتقطعها نحو المستقبل. وقالت الدكتورة فاطمة الشامسي، نائب المدير للشؤون الإدارية في جامعة السوربون، إن التخطيط الاستراتيجي في أي عمل هو من أهم العناصر الكفيلة بوضع مسارات النمو على الطريق الصحيح، وهو بمثابة الإطار الذي يحدد الاتجاه ويقيم الأداء ويختبر المخرجات، لذلك هناك دائماً حاجة للتخطيط على المستويات الكلية والوحدات الاقتصادية. وأكدت الدكتورة منى البحر، المدير التنفيذي لمركز الجليلة لثقافة الطفل، أن الإنجازات التي حققتها الإمارات كانت نتيجة التخطيط الاستراتيجي لصنع المستقبل، والذي يعد منهجاً أصيلاً في عمل الحكومة الإماراتية منذ عهد التأسيس، مشيرة إلى أن الاجتماع الحكومي السنوي استكمال لهذه المسيرة من الإنجازات، ومناسبة لتقييم التجارب السابقة للبناء عليها، وطرح مبادرات مستقبلية تحقق طموحات قيادة وشعب دولة الإمارات. وقال محمد عيسى الدرمكي، عضو المجلس الاستشاري بإمارة الشارقة، عضو جمعية الإمارات للتخطيط الإستراتيجي، إن سقف الطموحات كبير جداً بشأن الاجتماع الحكومي السنوي، وما يخرج عنه من مبادرات وخطط تستهدف عزة ورفعة دولة الإمارات. وأشاد الدكتور هاشم المنصوري، مستشار أنظمة الحكومة الإلكترونية الذكية، بما حققته الإمارات من إنجازات عالمية بفضل الرؤى المستقبلية لقيادتها الرشيدة التي أرست نهج التخطيط العلمي والإستراتيجي في كل مفاصل الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©