الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الباعة يشتكون من قلة البيع والزبائن يسألون عن التكييف

16 ابريل 2006

دبي- علي مرجان:
مليون متر مربع ·· ستة آلاف عامل ·· 3 ساحات واسعة··280 محلا تجاريا ، وهدوء صنعه الحذر الذي يغطي أركان هذا المصدر الرئيسي لشريك أساسي على المائدة الاماراتية ·· أكثر من 13 ألف برادّة وصلت الى هذا المكان في عام ··2005 20مستودعا لتخزين الخضروات والفاكهة، وأرقام أخرى مدونة في السجلات الرسمية في بلدية دبي- ربما تبدو أمرا مستهلكا أو كبقايا وجبة دسمة انتهينا منها قبل قليل·
باختصار·· وأنت تقترب من 6000 روح لابد أن تقف متلبسا بسؤال وحيد : ما سر علامات الاستفهام التي ألمحها في عيون هؤلاء العمال الذين ليست لهم مطالب ولا أمنيات؟ ·· ربما تعلنها بدون تفكير: أمنياتهم أن تمر أيامهم هكذا ·· وتمر !
وبين هدوء يغطي أركان السوق المركزي للخضراوات والفاكهة بمنطقة الحمرية، وبين مساحات واسعة يحتلها ذلك السوق الحيوي، وبين عيون الزبائن الباحثين عن شحنة هذا اليوم أو ذاك الأسبوع من الخضروات والفاكهة·· ولدت قصة مثيرة تصيبك بحيرة : هل مليون مترمربع لا تكفي حتى تولد وتتنامى امبراطورية الباعة الجائلين على أبواب ساحات السوق ؟ ·· هل الباحثين عن كل ما هو رخيص الثمن يشاركون- بدون قصد- في مسلسل عربي نهايته 'درامية'؟·
الاتحاد راقبت السوق·· رصدت الحالة·· سألت عن كل شيء، وعادت بهذا التحقيق·
ساحات ··ضد التكييف!
ليث طه، وهو أحد الزبائن الذين يأتون السوق للمرة الأولى يقول:سمعت أن أسعاره أقل من أي مكان في دبي، وهناك اهتمام تبديه بلدية دبي فيما يتعلق بمسألة تنظيمه والتأكيد على نظافة ما يتم بيعه من خضراوات وفواكه·
ويتساءل: لماذا غابت أجهزة التكييف عن الساحات الثلاث في السوق؟·· أعتقد أن ذلك يهدد صلاحية البضاعة ويسرع بانتهائها، مثلما يتسبب في امتناع بعض الزبائن عن الحضور الى هنا بسبب الطقس الحار جدا داخل السوق·
وقلل البائع مراد علي من المسؤولية الملقاة على عاتق أصحاب البضاعة لتخزين الفائض منها قائلا: نحرص على أن يكون المعروض بالسوق على قدر الطلب حتى لا تؤرقنا مسألة تلف ما يتبقى منها نظرا لغياب التكييف بساحات السوق·
شكوى
وعلى بعد خطوات ·· جلس جناب علي الذي مرت 25 سنة من عمره لم يبع فيها الا الخضراوات والفاكهة·· سألناه وهو ينتظر زبونا لم يأت بعد وأجاب: أنا هنا في هذا السوق الذي ولد قبل عام ونصف العام تقريبا·· ولم نعان من قلة المبيعات إلا في هذه الأيام·
سألناه عن السر في ذلك : صمت قليلا وكأنه يتساءل : هل لديكم إجابة ؟ ·· أحس أن حوار الصمت لن يجدي، وبعد ثوان معدودة قال: بارك الله فيما رزق·
أسعار نار
وتتعجب أم صادق- التي اعتادت زيارة السوق قادمة من الجميرة لشراء احتياجات المائدة أسبوعيا- من ارتفاع الأسعار بالسوق في الآونة الأخيرة، ولجوء الباعة الى رفع الأسعار ليكون الفصال- هنا- متحدثا رسميا مثل الكثير من أسواق الدولة·
وتسألنا: تخيلوا أن صندوق الطماطم وصل الى 10 دراهم بعد أن كان بخمسة فقط؟ ·· وبسرعة تطالب بإيجاد رقابة صارمة على الأسعار في أسواق الخضراوات تحديدا على مستوى الدولة·
قنبلة موقوتة
ويقول إسماعيل مصطفى الذي يعتبر زبونا دائما بالسوق: مع صباح كل يوم ينتشرالباعة الجائلين خارج السوق متسببن في زحام شديد ·· يبيعون بأسعار أقل ويتهافت عليهم الكثيرون من الباحثين عن كل ما هو رخيص ·
ويؤكد: هؤلاء قنبلة موقوتة لأن البضاعة التي يبيعونها ليست جيدة ، الأمر الذي يشكل خطرا على الصحة العامة·
المثير أن هؤلاء الباعة لديهم قدرة خارقة على الكر والفر ، فعلى مشارف السوق هناك من يقف بعين يقظة ليحذرهم من خطر قادم- نقصد الحملات الرقابية من جانب بلدية دبي - و ليمارسوا عملهم في أمان تام·
على مكتب مسؤول
أمام ذلك كثرت التساؤلات ·· وضعناها على مكتب خليل اسماعيل رئيس شعبة الأسواق التخصصية ببلدية دبي وأجاب: في البداية لابد أن نؤكد أن السوق يشهد تنوعا في مصادر البضاعة القادمة إليه الى جانب الانتاج المحلي الموجود بالسوق، نستورد من أوروبا ودول شرق آسيا، لكن سوريا ولبنان والأردن وتركيا الى جانب مصر وفلسطين في مقدمة الدول التي تمول السوق باحتياجاته من الخضراوات والفاكهة، وتوجد هنا محلات الجملة التي يكون أصحابها من التجار الكبار، إضافة إلى محلات التجزئة والساحات التي يمتلك هؤلاء التجار أيضا90% منها·
ويدافع رئيس شعبة الأسواق التخصصية عن أسعار السوق قائلا' لم يؤثر ارتفاع الأسعار على مستوى الدولة على سوق الخضراوات والفاكهة، فقط تخضع المسألة لمبدأ العرض والطلب خصوصا وأن موسم الإنتاج المحلي يبدأ من شهر يناير وينتهي في إبريل ، وكرد فعل طبيعي لابد أن ترتفع الأسعار الى حد ما لكن ليس ارتفاعا مخيفا·
مشروعات تحت التنفيذ
وعما أثاره الكثيرون بسبب غياب أجهزة التكييف عن ساحات السوق، أكد : نقوم حاليا بتركيب عوازل الأسقف لتقليل نسبة الحرارة داخل الساحات ، وسنقوم في المرحلة المقبلة بدراسة مسألة تركيب أجهزة التكييف أملا في توفير الراحة للمستهلك والجودة الكاملة للبضاعة التي يشتريها من الساحات،مضيفا: اطمئنوا ·· لأن البضاعة المعروضة بالساحات تأتي اليها من المبردات بشكل يومي وحسب احتياجات السوق، ومحلات الجملة بها مبردات لتخزين البضاعة·
احترسوا ·· انتبهوا!
ويحذر رئيس شعبة الأسواق التخصصية من التعامل مع الباعة الجائلين مشددا على الثمن العالي الذي قد يدفعه من يشتري منهم ، لأن بضاعتهم تكون في الغالب منتهية الصلاحية·
وعن مصدرها يقول: تصل اليهم من بعض التجار سواء من السوق أو من خارجه، وفي الوقت الذي لا توجد فيه رقابة صحية من جانب الجهات المختصة لمتابعة مدى صلاحية تلك البضاعة يصبح الأمر في غاية الخطورة، وفي ذلك الشأن تشدد بلدية دبي من حملاتها المستمرة لضبط هؤلاء الباعة الجائلين· ويؤكد: من الصعب حاليا إحكام السيطرة على مسألة البيع والشراء خصوصا وأن هناك تجارا من خارج السوق يقومون بالاستيراد والبيع بعيدا عن الرقابة·
التوطين مستحيل
من بين 6000 عامل في السوق جميعهم من العمالة الآسيوية جذب انتباهنا عدم توطين مهنة بيع الخضراوات والفاكهة أسوة بما حدث في أسواق السمك ·· وفي ذلك الاتجاه علق رئيس شعبة الأسواق التخصصية قائلا: لا يوجد أي توجه لتوطين العمالة بالسوق، خصوصا وأن معظم التجار بالسوق من المستثمرين ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©