صخر إدريس (دبي) - جاتسباي العظيم «The Great Gatsby»، ، فيلم يدور حول قصة عشق لا تنتهي، وحب لا يعرف الهزيمة إلا بالموت، حين يعود الجندي «جاتسبي» من الحرب العالمية الأولى باحثاً عن حبيبته «دايزي» التي تركها، ليجدها قد تزوجت من أحد لاعبي الجولف الذي يحظى بشهرة كبيرة، ولديها منه أطفال.
وتبدأ الأحداث الفعلية للرواية في زمن الأخلاق المعدومة وتألق موسيقى الجاز وتحكم ملوك التهريب بالسلطة، وهي على لسان «نك كاراويه» الذي انتقل من الغرب الأميركي للعمل في «نيويورك» كوسيط مالي، ويستأجر نك بيت في حي «لونج آيلند» ببلدة (ويست إيج West Egg) بجوار مليونير غامض يقيم في قصر فخم، ويدعى «جاي جاتسبي»، ويقيم حفلات صاخبة ماجنة في قصره معظم الليالي.
المليونير الغامض
وكثيرا ما شاهد الكاتب هذا المليونير الغامض واقفاً على الجسر الخشبي الفاصل بين ضفتي البحيرة التي يقع قصره عليها، وهو يتأمل الجهة المقابلة بشغف كبير، ويحرك قبضة يده بطريقة وكأنه يحاول الإمساك بشيء في البعيد، من دون أن يعلم السبب.
وكثيرا ما حلم الكاتب وتمنى حضور الحفلات في ذاك القصر الفخم، ولكن لم يجرؤ على الدخول خوفاً من عدم السماح له، ليفاجأ ذات يوم بدعوة خاصة وشخصية له من المليونير «جاتسباي». فيلبي الكاتب «كاراويه» الدعوة من دون تفكير، ويذهب لحضور الحفل، فيصدم بأن الحضور لا يتطلب دعوة، وبإمكان أي شخص المشاركة في مجون هذا النوع من الحفلات الصاخبة.
يتقرب المليونير الغامض «جاي جاتسباي» الذي تكتنف حياته الصاخبة الكثير من المجون والغرابة من الكاتب «نك»، وهنا تتكشف الأسرار بعد أن يدرك الكاتب بأن المليونير تقرب منه وخطب وده لأنه يعشق قريبته «ديزي» التي كانت تربطه بها قصة حب قديمة، ولكنها تعيش الآن مع زوجها العابث في الجهة المقابلة منه، ونمط حياته الفخمة وحفلاته الصاخبة ما هي إلا محاولة لإبهار دايزي التي تقطن على الجانب الآخر في محاولة للتقرب منها، على أمل أن تظهر يوماً ما على عتبة بيته.
ويطلب المليونير من نك أن يرتب له لقاء يجمعه مع «دايزي» ليوافق الأخير، ويدعوها إلى زيارته من أجل تناول الشاي من دون أن يخبرها بأن جاتسبي سوف يكون هناك أيضاً، وبعد بداية مربكة تعرض لها الجميع بدءاً من نك وجاتسبي ودايزي عند لقائهما، يستأنف العاشقان علاقة عاطفية مر عليها أعوام طوال.
خداع وحب وفساد
وينجرف الجميع في عالم ساحر من الثراء الفاحش المملوء بالأوهام والخداع والحب والفساد والإباحية، إلى أن تأخذ الأحداث منحىً آخر عندما يكتشف الزوج العابث خيانة زوجته، فيحاول استرجاعها على الطريقة الغربية من خلال تخييرها بينه وبين عشيقها السابق في اجتماع على مأدبة غداء مع الأصدقاء وعلى الملأ، إلا أن «دايزي « تشعر بالضياع وتذهب إلى البيت مع المليونير العاشق الذي يسمح لها بقيادة السيارة وهي مخمورة، فتصطدم بامرأة على الطريق وتتسبب بقتلها، الطريف في السيناريو والحبكة الشائقة، أن المرأة التي قتلتها «دايزي» ماهي إلا عشيقة زوجها، ويستطيع زوج «دايزي» أن يوغر صدر الزوج المكلوم بموت زوجته كي يقتل «جاتسباي» انتقاماً لنفسه.
وتأخذنا النهاية إلى حيث لا نتوقع في مأساة تراجيدية لحب لا يعرف اليأس، عندما يوصل جاتسباي عشيقته دايزي إلى منزلها، ثم يعود إلى بيته منتظراً إياها لتلحق به، لكنها تخذله من دون أن يعلم بذلك، لأن القدر لم يمهله، فقد تسلل زوج المرأة المقتولة التي صدمتها دايزي بسيارة جاتسباي، وهو في منتهى الكره والغضب إلى قصر «جاتسباي»، وقام بإطلاق الرصاص عليه، وهو في حوض السباحة.
عدد اليوم
