الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدوحة تمول قنوات التحريض

25 سبتمبر 2017 13:22
أمل عبدالله (طرابلس) أجمع الخبراء والسياسيون على أن الأذرع الإعلامية لقطر كان لها الدور المدمر في ليبيا بصورة لا تقل عن دعمها المالي والعسكري لجماعات الإرهاب. وقد بدأت قطر في مد أذرعها الإعلامية في ليبيا منذ بداية ثورة 17 فبراير 2011 عندما احتضنت إعلاميين وسياسيين ليبيين، وأقنعتهم بأهمية فتح منبر إعلامي ليبي حر لإيصال صوت ثورتهم للخارج والداخل، لكي يجعلوا قضيتهم مسموعة حول العالم وكان هدف إنشاء القناة مواجهه إعلام القذافي والوقوف أمام إعلامه الذي كان محتكراً على إعلام الدولة فقط. قنوات تحريضية وبدأ التجهيز لقناة «ليبيا الأحرار» التي سرعان ما انطلقت من قلب الدوحة، حيث وفرت لها قطر المبنى الرئيس وبث إشارتها من هناك، وتجهيز القناة بأحدث المعدات وإعطاء دورة تدريبية بقناة الجزيرة للطاقم الليبي كافة، وهذا ما يظهر أن الدوحة تدرك بعمق قدرة وسائل الإعلام على التأثير على الرأي العام، خاصة مع تبني أسلوب الفبركة والنهج المشابه لنهج قناة الجزيرة، ويديرها حالياً علي الصلابي، وهو من أهم رجال قطر في ليبيا. ولم تتوقف قطر عند هذا الحد، بل بدأت أيضاً في تمويل قناة النبأ لتبث من قلب طرابلس، وهي قناة إخبارية في ليبيا مملوكة لرجل قطر الأول في ليبيا عبد الحكيم بلحاج القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة، وهي محسوبة على تيار الإخوان في ليبيا. وانطلق البث الرسمي للقناة في أغسطس 2013، وظلت ضمن القنوات القليلة التي تعمل في العاصمة طرابلس بعد نجاح مليشيات فجر ليبيا في طرد القنوات الخاصة كافة وإغلاقها، خاصة الموالية لشرعية البرلمان المنتخب والمساندة للجيش الوطني. وتخصصت قناة «النبأ» في التحريض على العنف و«تلميع» صورة الجماعات الإرهابية كتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وجبهة النصرة وبتبنيها الكامل للأجندات القطرية والتركية داخل ليبيا وخارجها. وفي أبريل من عام 2016، أظهر تقرير المركز الليبي لحرية الصحافة حول خطاب التحريض والكراهية في الإعلام الليبي أن قناة النبأ تصدرت القنوات التلفزيونية، في بث خطاب التحريض والكراهية، وكشف التقرير عن أن عملية الكرامة جاءت في مقدمة المستهدفين بهذا الخطاب. وتم إغلاق القناة إثر مداهمة مقرها من قبل مسلحين في العاصمة طرابلس، اعتراضاً على خطابها التحريضي، حيث توقف بث القناة تماماً بعدما ظهر على شاشتها خبر كتب فيه «عاجل.. أبناء مدينة طرابلس وثوارها يوقفون قناة النبأ، قناة الفتنة والتحريض وكل من يشارك في القناة بعد فتحها سيتعرض للسؤال من ثوار المدينة». وفي مارس 2017، توقفت قناة «النبأ» عن البث مرة أخرى بعد تعرضها لهجوم بقذائف الـ«أر.بي. جي»، بمنطقة «زناتة» بالعاصمة طرابلس، وأظهرت صور منتشرة لمقر القناة اشتعال النيران في المبنى. وفي يونيو 2017 اعتبر مجلس النواب الليبي القناة كياناً إرهابية ضمن لائحة بالشخصيات والكيانات المتهمة بالإرهاب في ليبيا. وكشفت مصادر مطلعة عن قيام قطر بتطوير قناة «النبأ» وتحت إشراف قناة الجزيرة وبأوامر من «نظام الحمدين»، مشيرة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت ترميم مبنى القناة بالكامل، وتطوير الاستوديوهات، فضلاً عن تزويدها بأفضل الأجهزة الفنية. وأضافت المصادر أن الصحفيين والمذيعين العاملين في «النبأ» سافروا إلى قطر وتدربوا على استخدام هذه الأجهزة للتعامل معها، ووفق المصادر نفسها، فإن تطوير القناة الهدف منه هو استخدام كل إمكاناتها في دعم تنظيم الإخوان الإرهابي ومهاجمة قادة الجيش الليبي إعلامياً. مؤسسة التناصح تعتبر مؤسسة التناصح للدعوة والثقافة والإعلام الجناح «الشرعي» لتحالف جماعة الإخوان الإرهابية والجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا، وللميلشيات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة أو القريبة منه، مثل مجالس شورى الثوار وسرايا الدفاع عن بنغازي والدروع التي تم تشكيلها رسمياً في ظل حكومات المؤتمر الوطني العام في عامي 2012 و2013، إضافة إلى منظومة فجر ليبيا الإخوانية التي قادت الانقلاب على مجلس النواب المنتخب في 2014 بعد هزيمة الإسلاميين، وسيطرت على العاصمة طرابلس بعد معارك دامية. وللمؤسسة قناة فضائية تمولها قطر وتبث من تركيا ويديرها المدعو «أبو الحارث» سهيل الغرياني ابن الإرهابي الصادق الغرياني مفتي ليبيا المعزول من قبل مجلس النواب في ديسمبر 2014 والذي استمر في إدارة دار الإفتاء بطرابلس تحت حماية الحكومات المتلاحقة الخاضعة لقوى الإسلام السياسي، إلى جانبه عضويته لما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه الإرهابي يوسف القرضاوي. وتخصصت قناة التناصح في التحريض على الجيش الليبي والمؤسسات الحكومية وبث من خلالها فتاوى للمفتي الليبي المعزول التي يدعو من خلالها إلى سفك دماء الليبيين، ومن على شاشتها أفتى الصادق الغرياني باقتحام المدن غير الخاضعة لحكم الإخوان واعتبار الممتلكات العامة والخاصة فيها غنائم حرب للثوار، وبإعلان الحرب على الجيش الليبي التي نجحت وإهدار دم القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر. وكان اسم القناة واسم مديرها قد وردا ضمن لائحة الشخصيات والكيانات الإرهابية الصادرة عن مجلس النواب الليبي في يونيو الماضي، بينما أشار المركز الليبي لحرية الصحافة في تقريره الثاني الصادر في 15 يونيو 2017، حول «رصد خطاب الكراهية في القنوات التلفزيونية» إلى أن قناة التناصح تصدرت قائمة القنوات الأكثر إخلالاً في تغطية النزاعات المسلحة والإرهاب، بالإضافة لتكريسها خطاب الكراهية والتحريض. ويحمل مسؤولون ليبيون القناة مسؤولية سفك دماء الليبيين في مناسبات عدة، حيث حرضت على قتل المخالفين، واعتبرت ممتلكاتهم غنائم لميلشيات الإسلام السياسية المرتبطة بقطر، كجماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة إرهابيتين. وفي مارس 2016،تقدم رئيس كتلة الوفاق، أبو القاسم قزيط، بدعوى قضائية ضد قناة التناصح والإعلامي العامل فيها محمد البوسيفي بتهمة التشهير والتحريض على العنف.. وكالة بشرى تمثل وكالة بشرى للإعلام الذراع الإعلامية لما يسمى بتنظيم سرايا الدفاع بنغازي الإرهابي المدعوم من قبل النظام القطري، وقد تخصصت في التحريض على القتل وبث الفتنة بين الليبيين، وبتزييف الأخبار وتزوير الوقائع، ونشر فتاوى التكفير. وكانت سرايا الدفاع عن بنغازي قد تشكلت من فلول ميلشيات الإخوان وتنظيم القاعدة في مدينة بنغازي ممن دحرهم الجيش الوطني الليبي واختاروا الفرار إلى المنطقتين الغربية والوسطى، حيث قاموا بلملمة صفوفهم واستقطاب مئات المرتزقة من المعارضة التشادية المسلحة ومقاتلين من جماعات إرهابية ناشطة في مدن الساحل الغربي للبلاد كطرابلس وبنغازي. وبحسب مصادر مطلعة، فإن التنظيم الإرهابي حصل على تمويلات من قطر وأخرى من تجار ورجال أعمال مرتبطين عقدياً بجماعة الإخوان كانوا قد فروا من بنغازي والمنطقة الشرقية إلى العاصمة طرابلس، حيث باتوا يشكلون مركز نفوذ مالي مهم مدعوم من الدوحة وأنقرة. وفي سبتمبر 2016، سيطر الجيش الوطني الليبي على منطقة الهلال النفطي، ما جعل سرايا الدفاع عن بنغازي تتحالف مع ميلشيات الإسلام السياسي في غرب البلاد، وتقوم بتكوين غرفة عمليات في منطقة الجفرة، لتقوم في مارس الماضي بهجوم على منطقة الهلال النفطي، حيث سيطرت لمدة أسبوعين على بعض المناطق قبل أن يطردها الجيش الوطني من جديد. وأثناء تلك الأحداث أعلن قائد ميليشيا سرايا الدفاع عن بنغازي العميد مصطفى الشركسي بتبعية قواته إلى وزارة دفاع حكومة الوفاق، وقال إن قواته تضم أكثر من ثلاثة آلاف ضابط، وضابط صف، وجندي، فروا من بنغازي بعد رفضهم الإقرار للانقلابيين ومجرمي الحرب، في إشارة إلى عملية الكرامة التي أطلقها المشير خليفة حفتر، إضافة إلى الكتيبة 12 مشاة المكلفة من قبل وزارة دفاع حكومة الوفاق. مؤسسة تحريضية من بين الكيانات الواردة في بيان تصنيف الإرهاب المعلن من قبل الدول المناهضة للإرهاب، مركز السرايا للإعلام، وهو مؤسسة إعلامية تحريضية ذات مرجعية تكفيرية مرتبطة بأجندات المشروع القطري لدعم الإرهاب في المنطقة، وتعتبر من بين أبرز أجنحة مجلس شورى ثوار بنغازي الإرهابي الذي أعلن عن تأسيسه في 20 يونيو 2014 كتجمع لميلشيات الإسلام السياسي في مدينة بنغازي الليبية، ومنها تنظيم أنصار الشريعة وميليشيا درع ليبيا 1، إضافة لميليشيا شهداء 17 فبراير وراف الله السحاتي والعديد من المجموعات ضمن هذه الميليشيات التي تتعاون مع «الإخوان» في مصراتة، فيما وصفت أجهزة الدولة الأمنية الرسمية هذه الميليشيا آنذاك بـ «جسم غريب مجهول الهوية والتبعية». وقامت هذه الميليشيا بالهجوم على مواقع الجيش الليبي واحتلال مؤسسات في المدينة مثل مستشفى الجلاء، وهو أكبر مستشفى خاص بالجراحة والحوادث شرق ليبيا، رافعين علم التنظيم. كذلك واصلت الهجوم ولمدة أسبوع في نهاية رمضان 2014 على مواقع الجيش ومعسكرات القوات الخاصة الليبية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، ما أدى إلى عمليات نزوح كبيرة للسكان المدنيين في المناطق المجاورة لهذه المعسكرات، وكذلك وقوع قتلى بين صفوف الجيش والمدنيين زاد عددهم على 60 قتيلاً، معظمهم من أفراد الجيش الليبي وبين المدنيين، حيث سقطت قذائف هاون بشكل عشوائي على أماكن مزدحمة بالمدنيين، وانتهت باحتلال معسكر القوات الخاصة الليبية الرئيس في المدينة، بعد إعلان قوات الصاعقة تأييدها عملية الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©