الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«آرت سكيب» أمسية تجمع ثقافات العالم في أبوظبي

«آرت سكيب» أمسية تجمع ثقافات العالم في أبوظبي
8 يونيو 2012
استضافت منارة السعديات مساء الأربعاء الفائت، فعالية «آرت سكيب» التي حضرها ما يزيد على 3000 شخص على هامش معرض«كنوز ثقافات العالم». الأمسية الفنية الشاملة ما بين الصناعات اليدوية ورقصات الفلكلور وعروض الموسيقى والشعر والطهي، التي نظمتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، جاءت بمثابة حوار الحضارات، وكشفت على مدى 4 ساعات تفاعل لافت من قبل جمهور العائلات الذين حضروا من مختلف الأعمار ليتشاركوا في التعرف إلى سر الحرف التي تتوارثها الأجيال من الخزف والطين والطباعة. (أبوظبي) - تحولت منارة السعديات خلال أمسية «آرت سكيب» إلى ورشة عمل نابضة بأيادي الصغار والكبار، فالجميع كانت لهم الفرصة لاكتشاف طبيعة الأعمال الثقافية من كثب، وقد اطلعوا من العارضين المحترفين والمتخصصين في مجالهم إلى الخطوط العريضة لفنون أبدعتها الحضارات على مر العصور. وقد استوحيت فعالية «آرت سكيب» من أجواء البازار، وتضمنت عروضاً فنية من مختلف الثقافات التي يجسدها معرض كنوز ثقافات العالم، الذي استقبل منذ افتتاحه في 18 أبريل نحو 14 ألف زائر، وهو مستمر بتحفه المستقدم معظمها من المتحف البريطاني حتى 17 يوليو المقبل. تجربة فنية ويتحدث تايرون باستيان المسؤول عن تنظيم «آرت سكيب»، عن أهمية هذه الفعالية التي تتميز بحرصها على الخليط الحيوي بين ألوان من الحضارات والثقافات الآتية من التاريخ. ويذكر أن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة استقدمت لنجاح هذه الورشات المتحركة أهم الأسماء من حول العالم، وذلك بهدف تقديم لمحة عن الأعمال والقطع الأثرية الموجودة في معرض كنوز ثقافات العالم. ويقول تايرون باستيان، إن أصحاب الحرف القادمين من دول عدة عبروا عن اهتمامهم بعرض أفضل ما لديهم لاثراء التجربة الثقافية في منارة السعديات، مشيراً إلى أن أجمل ما في الأمر أن الحدث تم تنظيمه وفق صيغة تجمع بين أفراد الأسرة لعيش تجربة فنية مثيرة. ويورد تايرون باستيان الذي أشرف برفقة فريق عمل ضخم على إنجاح الفعالية، أنه تم التعاون مع الكثير من المؤسسات الجديدة للمشاركة في هذه الأمسية. ويلفت إلى أن القائمين على الفعاليات الثقافية في منارة السعديات بدأوا يلمسون تفاعل سكان إمارة أبوظبي والجوار، وأن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تسعى مع الجهات المعنية الأخرى إلى الترويج فعلياً للوجه الحضاري للإمارة بهدف وضعها على خريطة الثقافة في المنطقة. عامل جذب بداية الجولة كانت مع المحترف الفني المخصص للأطفال لصناعة الجرار من الفخار والطين، حيث تجمعت العائلات على شكل حلقات، وكان الانهماك باديا على الجميع، فيما أكثر الفقرات تشويقا هي اختيار الألوان المائية لطلاء التحف المبتكرة. ويذكر المشرف على هذه الفعالية الفنان جايمس ماثيوز أن الصناعات اليدوية تشكل عامل جذب للأطفال؛ لأنها تجعلهم يشعرون بالثقة وبقدرتهم على تعلم أمور مهمة. ويقول إن منارة السعديات عودت زوارها من خلال المعارض التي تقيمها على الاهتمام بفئة صغار السن لما يشكلونه من أهمية على سلم النشاطات الثقافية. ويشير جايمس ماثيوز إلى ضرورة تكرار المشهد الذي يجمع بين أولياء الأمور وأبنائهم؛ لأنه يدل على استمرارية توارث أشكال الفنون والحرف من جيل إلى آخر. وبالانتقال إلى الفنان الألماني بوهانس هافنر، فهو يعرض نمازج لمبدأ الطباعة الفنية على الطريقة التقليدية التي لطاما تميزت بها بلاده. ويذكر أن الهدف من فقرته هو اطلاع الحضور على هذه الحرفة التاريخية التي مازالت تدهش الناس منذ أن ابتكرها المخترع الألماني ألبريخت دورير. ويوضح أن ميكانيكية هذا العمل تقوم على طباعة سلسلة من الملصقات بأسلوب مبتكر يعتمد على المزج بين الألوان والأحرف المحفورة. ويقول بوهانس هافنر الذي قدم هدايا تذكارية لجمهور، ان الاطلاع على أصل الثقافات التي تميزت بها الشعوب القديمة يشكل بداية حرة لمواصلة فنون الإبداع جيلاً بعد جيل. عجلة الخزف وعند منصة تعرض أوان من السيراميك تقدم الفنانة هوما فارلي شرحا وافيا عن مهنتها التي تفتخر بالتفرغ لها على مدى 20 عاما. وتقول إن عشقها لابتكار أشكال جديدة مستوحاة من حضارات الشعوب ومفردات الطبيعة يدفعها كل يوم للبحث عن فكرة لامعة تزين بها محترفها، وإن أهم ما يميز فن تحضير السيراميك هي الخبرة وإتقان سر كل خلطة والتوقيت المناسب لجاهزيتها ورفعها من الفرن وتشكيلها. وتشرح أن الأمر يتطلب ممارسة يومية حتى يصل الفنان إلى مرحلة تمكنه من إخراج أعماله بنجاح. وكانت الفنانة الحائزة جوائز عدة قد استعرضت أمام الجمهور كيفية صناعة الأوان الخزفية باستخدام العجلة، وقد تجمع حولها المهتمون محاولين القيام بأنفسهم بصناعة جرارهم، واستخدام التقنيات القديمة التي مازالت تستعمل بالطريقة نفسها حتى يومنا. خريطة تفاعلية وضمن جناح فسيح تفردت مؤسسة الشارقة للفنون بعرض مشروع رسم خريطة أبوظبي، وذلك لإتاحة الفرصة أمام الجمهور بترك انطباعاتهم المكتوبة عن مناطق الإمارة. ويذكر مؤمن العجوز أن هذه المبادرة من شأنها الإضاءة على تطلعات المواطنين والمقيمين. ويقول إن المؤسسة تسعى من خلال هذا العرض الذي كانت بدأته في إمارة الشارقة، برصد الخريطة التفاعلية السياحية لإمارات الدولة، وهو مشروع قائم يصار إلى تنفيذه تقنيا خلال الفترة المقبلة. ويورد مؤمن العجوز أن تجاوب الجمهور مع هذه المبادرة فاق التوقعات بحيث نفذت كمية الأدوات المستخدمة للطباعة بخلال الساعة الأولى من الأمسية، مما اضطر المنظمين إلى استقدام المزيد منها. وبرأيه فإن هذا التفاعل يدل على اهتمام مختلف الجنسيات بالخدمات المميزة التي تقدم على أرض الدولة. ومن الفقرات التي لاقت استحسان الحضور، التعرف إلى الغذاء البطيء المعترف به دوليا والذي أسسته كارلو بيتريني في إيطاليا عام 1986، حيث قام العشرات بتحضير أطباقهم المفضلة من المكونات العضوية تحت إشراف خبير الطهي باسكال سفارا، والذي قدم ورشة عمل بنكهة الباستا والطماطم. وعلى هامش البرنامج الفني لـ«آرت سكيب» وضمن قاعة داخلية ألقى الشاعر والمؤلف والممثل كايو تشينجوني من المملكة المتحدة فقرة شعرية ألهمت ذواقة الكلمة. وقدمت مجموعة من فرق الرقص لوحات فلكلورية مقتبسة من مناطق باراتاناتيام وكاثاك وأوديسي الهندية. ومن إندونيسيا عرضت فقرة لمعزوفات الجاميلان، وهي نوع من أنواع الموسيقى القديمة في جزيرتي بالي وجاوة. وشهدت فعالية «آرت سكيب» على هامش معرض «كنوز ثقافات العالم» فقرة فنية بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني لعرض البرنامج الأساسي للأعمال المرشحة لجوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام القصيرة، وتضمن العرض أفلاماً قصيرة وأفلاماً للرسوم المتحركة عكست التنوع الثقافي العالمي. آفاق جديدة تم تنظيم أمسية آرت سكيب للاحتفاء بمعرض كنوز ثقافات العالم،الذي لاقى رضا الجمهور على اختلاف جنسياتهم وفئاتهم العمرية، وقد تميزت الفعالية بحضور لافت للمؤسسات العالمية التي تمضي بنشاطاتها نحو آفاق جديدة. وتميزت العروض الفنية لـ «آرت سكيب»، بفقرات متنوعة واستعراض موسيقي قدمه الفنانان الفرنسيان مو لودي، وإيتيان ترون، وقد مزجا بين الإيقاعات الموسيقية الأفريقية والآسيوية والأوقيانيوسية والأميركية لتقديم توليفة تعكس ثراء النسيج الثقافي العالمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©