المخرج التلفزيوني إبراهيم مطلق: الإفطار في الحلقة المقبلة

لا يمكن لأحد أن ينكر تأثير وسائل الإعلام المختلفة علينا، وبالأخص التلفاز الذي يشاركنا حياتنا وأحلامنا وأفكارنا ونقاشاتنا وساعات فراغنا، بوصفه أسهل وأسرع وسيلة تنقلنا جولات حول العالم في دقائق معدودة، لنراه ونسمعه وفق الإطار الذي حددته لنا عيون الكاميرا!! هذه العلاقة التفاعلية التي بنيناها منذ قديم الزمان مع تلك الشاشة الصغيرة هي سلاح ذو حدين، لكونها قادرة على تثقيفنا وتطوير ملكاتنا الفكرية وتعميق المعاني والقيم الإسلامية النبيلة في نفوسنا وفي نفوس أطفالنا على وجه الخصوص، أو إكسابنا سلوكيات سلبية خاطئة لا تتماشى مع عقيدتنا وهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا التي نشأنا عليها... في كل يوم تبث عشرات الأفلام والمسلسلات والأغاني والبرامج التي تلقى القبول والثناء أو الرفض والانتقاد من مشاهديها، على الرغم من الجهد الكبير الذي يبذله القائمون عليها من مذيعين وفنانين ومنتجين ومخرجين ومهندسي صوت وإضاءة، وغيرهم ممن يستغرقون الساعات والشهور الطوال في إعدادها وإنتاجها. بعض الأعمال التلفزيونية تبث على الهواء مباشرة في رمضان مما يعرض فريق العمل إلى تأخير فطورهم، بينما ينتهون من العمل الذي لا يمكن تأجيله، منهم اخترنا المخرج السوري ابراهيم مطلق (32 سنة) ويعمل في قناة “صانعو القرار” الفضائية. يوضح إبراهيم أن غالبية أعماله في شهر رمضان الفضيل تتطلب منه الدوام من العاشرة صباحا وحتى الحادية عشرة ليلا، مما يضطره في كثير من الأحيان إلى الإفطار في مكان التصوير أو الاستديو، علما أنه يحضر باكرا للتجهيز للبرنامج فيضطر للإفطار بعيدا عن بيته وزوجته التي اعتادت على ظروف عمله، وما عاد يضجرها تناولها الإفطار لوحدها في أغلب الأحيان. ويبين أنه قبل عدة أيام اضطر بتأخير إفطاره وفريق العمل كذلك لساعة كاملة وذلك بينما كانوا يصورون إعلانا تلفزيونيا لأحد البرامج في مترو دبي حيث بدأ التصوير في تمام الثالثة عصرا ولم ينته قبل الثامنة مساء، وكان من غير الممكن إيقاف التصوير من أجل تناول لو شربة ماء، وبعد أن انتهى التصوير ذهب ابراهيم ورفاقه من فريق العمل الذين يعتبرهم عائلته الثانية ذهبوا إلى المطعم القريب من موقع التصوير وتناولوا طعام الإفطار!! لكن ابراهيم يبدو راضياٍ عن طبيعة عمله بالرغم من كونه على شيء من قسوة: “أعمل كمخرج تلفزيوني منذ 8 سنوات تنقلت فيها بين بيروت والإمارات، وانضممت لقناة “صانعو القرار” الفضائية التي تبث من دبي، وقد أنجزت ولا زلت أخرج برامج تلفزيونية متنوعة منها السياسي والثقافي والوثائقي والاجتماعي والترفيهي والرياضي، والتي تختلف عن بعضها، فلكل عناصره وطريقة التصوير والحرية في توزيع الكاميرات وغيرها، علماً أنني أفضل إخراج البرامج الوثائقية لأنها تصور خارج الأستديو، ويكون فيها مجال أكبر لإظهار قدرات المخرج وتميزه وإبداعه، وقد أخرجت منها الكثير مثل برنامج يتعلق بالمعالم السياحية والأثرية لأكثر من دولة ومنها الإمارات”. يضيف إبراهيم: “قد يستغرب البعض لو علم أن نجاح أي عمل تلفزيوني يتعلق بنجاح المخرج وحسن إدارته لفريق العمل واحتوائه لنفسياتهم فهو الذي ينقل النص المكتوب إلى مادة بصرية يراها ويسمعها المشاهد، كما أنه لكل مخرج بصمته الخاصة التي تميزه عن غيره وأعتقد أن ما يميزني عن غيري أنني أتقصد أن يكون لي هدف ورسالة، من وراء كل برنامج أخرجه، فها آنذا أخرج الآن برنامج مسابقات يبث يوميا بشكل مباشر في تمام الساعة العاشرة ليلا، وعلى الرغم من كونه برنامجاً ترفيهياً، لكنه يقدم معلومات قيمة تثقف المشاهد وتعرفه بمعلومات ثقافية سياحية تاريخية جغرافية وغيرها عن دولة من الدول يتم تناول إحداها في كل حلقة من الحلقات على حدة، ويسأل المذيع حولها مجموعة من الأسئلة بأساليب عدة”.