الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصدقة من أحب الأعمال إلى الله وتشمل أعمال البر

الصدقة من أحب الأعمال إلى الله وتشمل أعمال البر
8 يونيو 2012
أوضح عدد من علماء الدين أن الصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، وحرصت الشريعة الاسلامية السمحة على التيسير فى مجالاتها، ووسعت بابها لتشمل سائر أعمال البر لمواكبة حاجة العباد، وجعلت أجرها عظيما فى الدنيا والآخرة فهى تقي من البلاء والكروب والعذاب. وقالوا إنها سبيل لدخول الجنة، ودليل صدق الإيمان وقوة اليقين وحسن الظن برب العالمين وتعمل على تنقية النفس من الرذائل عمرو أبوالفضل (القاهرة) - قال الشيخ منصور الرفاعى وكيل وزارة الاوقاف المصرية لشؤون الدعوة الاسبق إن الصدقة من ابرز معالم البر والتكافل الاجتماعي في الإسلام، مبينا أن الشريعة وسعت مفهومها فلم تقصره على مجرد اخراج الاموال الى الفقراء والمحتاجين والمساكين، وانما تشمل الصدقة الحسية والمعنوية، اذ تبسم الانسان في وجه أخيه صدقة، وكل معروف صدقة، حتى اللقمة يضعها الرجل في فم امرأته يكتب له بها صدقة، وفي وطء الرجل زوجته، وكف شر النفس عن الناس، وهذا يدل على رحمة الله بعباده وعظيم فضله وجوده وسعة شريعته، فلم يرد الله عز وجل أن يحرم من لا يملك الاموال من فضل الصدقة، الامر الذي ينشر روح التعاون والرحمة فى المجتمعات. قصة الرجل الصالح وقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم- صور هذه المعاني في الحديث النبوي الشريف عن قصة الرجل الصالح الذي كان من أفضل أعماله، الصدقة والإنفاق في سبيل الله، مضيفا أن الحديث رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: “بينا رجل بفلاة من الأرض، فسمع صوتا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبدالله، ما اسمك؟، قال: فلان، الاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي؟، فقال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه، يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟، قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثه”. الأتقياء وأوضح أن القصة تناولت موقف رجل من أولياء الله الأتقياء الأخفياء كان يمشي في صحراء واسعة يندر الماء فيها ويقل الزرع، وسمع صوتا يقول “اسق حديقة فلان ابن فلان” واصابته الدهشة لان الارض كانت خالية من البشر، وأدرك أن الصوت صادر من السحابة التي تعلوه وتملكه الاصرار لإستكشاف السبب، وانطلق خلف السحابة ليعرف مستقرها حتى وقفت فوق ارض تكثر بها الحجارة السوداء ثم نزل المطر بغزارة في قناة استوعبته، ولما تتبع مسيله وجده ينتهي الى حديقة وفيها فلاح قائم يوزع الماء ويوجهه بمجرفته، واتجه الرجل الى الفلاح وسأله عن اسمه، فقال صاحب الحديقة ذات الإسم الذي كان يتردد في السحابة، وعلت الدهشة وجه الرجل، فبادره الفلاح بالسؤال عن سبب استغرابه وتعجبه، فأخبره الرجل ما سمعه في السحاب، وطلب منه أن يطلعه على ما يصنعه في هذه الحديقة؟، وكانت اجابته انه كان يقسم حصاده من غلة الحديقة الى ثلاثة أقسام، ثلث يتصدق به على الفقراء، وثلث يتخذه قوتا لعياله وأهله، وثلث يرده الى الأرض ويبذره فيها. فضل الصدقة وأشار الى أن الحديث يكشف فضل الصدقة وقدرها عند الله سبحانه وتعالى، وأنها صورة من صور التكافل الإنساني ودليل على يقظة الضمير والشعور بالرحمة والواجب، والإحساس بالمسؤولية نحو الآخرين وهو ما يزيد من تماسك المجتمع، ويقول الله تعالى: “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شىء فإن الله به عليم” 92 آل عمران. ويقول الدكتور حمدي مصطفى الأستاذ بجامعة الازهر إن الصدقة تعزز التكافل بين الناس، مؤكدا أنها صورة رائعة للتكافل يدعو إليها الإسلام ويجسدها، واجمع الفقهاء على أن جميع أنواع المعروف والإحسان تدخل في نطاق الصدقة، ودليل ذلك حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم: “كل معروف صدقة”. القصة النبوية وأضاف أن القصة النبوية بينت أن إنفاق المال سواء كان عينا أو نقدا في أوجه الخير على المعوزين والمحتاجين يدخل في نطاق الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف الذي يحقق مصالح الناس، مبينا أنها أكدت أن الخير المبذول إلى الفقراء لا يعد صورة لتبذير الثروات وسبب نقص رؤوس الأموال، ولكنه وسيلة لنماء المال وحلول البركة فيه والخلف، وسببا في صرف البلاء والسوء، وتوسيع الأرزاق وتوفيق المولى وجلبا لرضاه وتحصيلا لنعمته، مصداقا لقوله تعالى: “من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون” 245 البقرة. ويؤكد أن أفضل القربات هي الانفاق على الاهل والولد، مشيرا الى أن القصة اشتملت على درس عظيم، حيث أن الانفاق الاسري طواعية بالمعروف بلا شح أو اسراف من أعظم الصدقات، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم: “دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار انفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك”. وقال ان الحديث دلل على أن أعظم تجارة هي الإنفاق على الفقراء ومد يد العون لمن حولنا وتفريج كرب الناس لانها تجارة مع الله سبحانه وتعالى وصاحبها لا يخسر أبدا، ويقول الله تعالى: “وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين” 39 سبأ، مضيفا ان الرسول -صلى الله عليه وسلم- اخبر الامة بأهمية العمل وضرورته، وحضها على الاخذ بالاسباب والاجتهاد والسعي وراء طلب الرزق، ورفض التواكل والسلبية والقعود، لان اليد العليا خير من اليد السلفي، فالرجل جد واجتهد في الزرع ورعاية حديقته حتى حصد وغلب في نفسه صفات الكرم والجود والسخاء وتصدق بماله. ويضيف أن القصة تشير الى أن الرجل الصالح نال خير السحابة وبركاتها في الدنيا، كما أن فعل الخيرات سببا لرضى الله تعالى عنه في الآخرة، فالله لا يضيع أجر المحسنين لا في الدنيا ولا في الآخرة، لافتا الى أنها تؤكد أن تدبير أمور العباد بيد الله سبحانه فهو الذي أمر هذه السحابة أن تسقي حديقة هذا الرجل الصالح، وذلك أن السحاب مسخر يتجه حيث أمره الله ويوكل ملائكة يسوقونها إلى المكان الذي قدره سبحانه وشاء أن تمطر فيه فتمطر. وقال ان تأييد الله تعالى لعباده الصالحين واوليائه الاوفياء من الكرامات الإلهية التي حرصت القصة على ابرازها، مضيفا أن الله عز وجل سخر السحاب لسقيا بستان العبد لصلاح جزاء أعماله الطيبة ونفقته في سبيل الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©