عجمان (وام) - تنطلق يوم غد الاثنين أعمال مؤتمر عجمان لاقتصاد أخضر، الذي يقام برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، تحت شعار”كربون أقل لتنمية مستدامة”، بالتعاون مع مركز دبي المتميز لضبط الكربون وبمشاركة وزارة البيئة والمياه ووزارة الطاقة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وسيتم على هامش المؤتمر الذي يقام بمشاركة شخصيات وخبراء متخصصين في مجال البيئة من داخل وخارج الدولة، افتتاح المعرض المصاحب الذي تعرض فيه تقنيات تقلل انبعاثات الكربون، ومنتجات بيئية تتماشى مع أهداف المؤتمر، إلى جانب جلسات حوارية بحضور ممثلي جهات حكومية اتحادية ومحلية، وورش عمل متخصصة.
وأكد الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان ورئيس المؤتمر أن دائرة البلدية والتخطيط دائبة على تنظيم المؤتمرات التي تهدف إلى المساهمة في تحقيق تنمية مستدامة بالإمارة والدولة بشكل عام، مترجمة في ذلك توجيهات القيادة الرشيدة وحرصها على الحفاظ على البيئة وتطلعاتها بتخفيض نسبة الكربون في الجو، لتحسين نوعية حياة السكان والمساهمة في رفع نسبة الناتج المحلي لدعم الاقتصاد من خلال مشاريع صديقة للبيئة، وتحقيق التنمية المستدامة.
وقال إن الدائرة حرصت على ترجمة التوجيهات إلى واقع عملي بتنظيم المؤتمر الهام الذي سيشارك فيه نخبة من القيادات من داخل الدولة ومن خارجها من القطاعين العام والخاص، موضحا أن المؤتمر سيركز على محاور حول توجهات الحكومة في تنمية الاقتصاد الأخضر، وتداعيات انبعاث الكربون على البيئة، مشيرا إلى حرص الدائرة على الأخذ بتوصيات المؤتمر في وضع الخطط التنموية لمستقبل عجمان، بما يحفظ بيئة أمنة وخالية من الانبعاث الكربوني على مستوى الإمارة والدولة.
وأضاف: نعمل مع شركائنا بتنظيم مؤتمرات هادفة ومتخصصة تخدم المصالح الوطنية العليا، ويأتي هذا المؤتمر ليتوج جهودنا بالتعاون مع مركز دبي المتميز لضبط الكربون بمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة البيئة والمياه وبدعم من وزارة الطاقة، لنشكل سوية باكورة إنجاز تنموي أوصى به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الاتحاد، ويواصل المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وبمتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله.
وأوضح الشيخ راشد بن حميد أنه سيتم خلال جلسات المؤتمر عرض منجزاتنا البيئية التي تتجه نحو الاقتصاد الأخضر، وأهمية تخفيض نسبة الكربون في الجو لتحقيق تنمية مستدامة، كما سيتم تبادل الآراء حول نتائج ما حققته دائرتنا من منجزات بيئية، من خلال ما نفذته من مشاريع صديقة للبيئة ودورها التثقيفي لكافة أفراد المجتمع، وإطلاق مبادرات بيئية ومساعدة الآخرين والتعاون معهم في مبادرات متنوعة غايتها الإنسان.
وقال إن المؤتمر يهدف إلى تحسين نوعية الحياة في الإمارة وتوفير البيئة الصحية الملائمة للعيش والعمل والسكن للآلاف الذين يقصدونها من مواطنين ووافدين، وحرصا على استقطاب المستثمرين والسياح، داعياً المهتمين بالتنمية والبيئة للمشاركة في المؤتمر ليكون ركيزة في تحقيق أهدافه من خلال توصيات سنعمل بها ونتخذ القرارات التي تتناسب ورؤية عجمان 2030 في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.
من جانبه أكد معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه أن دولة الإمارات قطعت شوطا مهما نحو تحقيق أهدافها المتعلقة بتعزيز مساعيها في تحويل اقتصادها الوطني إلى اقتصاد أخضر منخفض الكربون، لافتا إلى أن محاور المؤتمر تتضمن الاستثمار والابتكار التكنولوجي وتغير المناخ وتعزيز كفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها والحوافز والحوكمة، وهي عناصر أساسية في “استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء” التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله في يناير عام 2012، والتي نعكف في الوقت الحالي على وضع خطط لتطبيقها من خلال تنويع مصادر الطاقة.
وأضاف ابن فهد أن الاهتمام بقضايا الطاقة في الإمارات سواء في مجال تنويع مصادرها أو الاستخدام الكفء لها أو ترشيد استهلاكها أو أمنها، هو ترجمة للسياسات التي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة التي وضعتها القيادة الرشيدة في مقدمة كون استدامة موارد الطاقة تمثل أحد أهم وأبرز التحديات التي تواجه التنمية المستدامة.
ومن جهته قال علي بن محمد المويجعي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر إن استراتيجية المؤتمر ترتكز على تحقيق التنمية المستدامة من خلال رفع الوعي والمعرفة بأهمية الاستثمار في المشاريع المصاحبة للبيئة، مشيرا إلى أن الدائرة قامت بعدة مبادرات منها زيادة مساحة الأراضي المزروعة وزيادة عدد الحدائق ومشروع المسطحات الخضراء في المباني واستخدام إنارة ضوئية صديقة للبيئة في الشوارع الجديدة.
وأكد المهندس وليد سلمان رئيس مجلس إدارة مركز دبي المتميز لضبط الكربون أن أكثر الطرق فاعلية في تخفيض الانبعاث الكربوني يكمن ضمن القطاعات الاقتصادية ذاتها، مشيرا إلى أن مركز دبي المتميز لضبط الكربون يطمح إلى أن يكون محركا لاقتصاد الكربون بين المؤسسات في دبي وداعما للمبادرات الحكومية الهادفة إلى تطوير كفاءتها البيئية وذلك من خلال التعامل مع تخفيض الانبعاث الكربوني باعتباره فرصة اقتصادية.
وقال إنه تم إطلاق مركز دبي المتميز لضبط الكربون في العام 2011 بناء على توجيهات سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، وذلك من خلال اتفاقية بين المجلس الأعلى للطاقة في دبي وصندوق الأمم المتحدة للتنمية.
من جانبه، قال باولو ليمبو المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الإمارات إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ودائرة البلدية والتخطيط بعجمان يتشاركان في الأهداف ذاتها المتمثلة في المساعدة على تحقيق التنمية المستدامة من خلال اعتماد استراتيجيات تغيّر المناخ، وفي أن تصبح الاقتصاد الأقل انبعاثا للكربون في المنطقة.
ابن فهد: الإمارات تنتج ربع احتياجاتها من الطاقة بمصادر غير تقليدية
أكد معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه أن “تنويع مصادر الطاقة بالاعتماد على مصادر متجددة ونظيفة يعد نجاحاً بارزاً للإمارات التي دشنت في أبوظبي أول محطة للطاقة الشمسية في الإمارات وأكبر مشاريع الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، مؤكدا أن الإمارات ستكون قادرة على تلبية أكثر من ربع احتياجاتها من الطاقة من مصادر غير تقليدية بنهاية العقد الحالي وهو نسبة كبيرة بكل المقاييس.
وقال إن استدامة مصادر الطاقة في الإمارات وزيادة حصة الطاقات النظيفة يأتي في إطار رؤية وطنية شاملة ومتكاملة تدعو إلى استدامة موارد الطاقة وتعزيز مركز الإمارات في مجال الطاقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي وزيادة مساهمتها في إيجاد وتطبيق حلول للقضايا والمشكلات البيئية ذات الصلة بإنتاج واستخدام موارد الطاقة. وأعرب معاليه عن تقديره لجهود دائرة البلدية والتخطيط بعجمان ومركز دبي المتميز للكربون في تنظيم هذا المؤتمر وتوفير كل أسباب النجاح له، مؤكداً الأهمية التي تمثلها استضافة الإمارات لمثل هذه اللقاءات الكبرى في تعزيز مكانتها كمركز مهم في صناعة الطاقة على الصعيد العالمي.
عدد اليوم
