السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البريد الإلكتروني يخرج عن السيطرة

البريد الإلكتروني يخرج عن السيطرة
17 ابريل 2006

إعداد - عدنان عضيمة:
عندما أطلقت خدمة البريد الإلكتروني للمرة الأولى، لم يكن المراد منها أن تحقق الأهداف التي نستخدمها اليوم لتحقيقها· وكتب لها أن تتحول إلى 'التطبيق الأكثر انطواء على الخطر' في خدمات الإنترنت كلها· وتقول كيت ماكنزي في تقرير نشرته الفايننشيال تايمز أن البشر ما عاد في وسعهم العيش من دون استخدام البريد الإلكتروني، ولا يمكنهم أيضاً السيطرة عليه· فما هي بدائله، ولماذا لم نبدأ باستخدامها بعد؟·
في عام 2003 لاحظ باحثون في مركز 'زيروكس بارك' بالولايات المتحدة من خلال مراقبتهم لأسلوب عمل الطواقم الإدارية في ثلاث شركات كبرى، أن استخدام البريد الإلكتروني أضحى عادة بالنسبة لكل 'عمال المعرفة' أو 'الموظفين الرقميين' الذين يستخدمونه باعتباره أداتهم الأساسية لبرمجة المهمات وتناقل التعليمات وتبادل الملفات· واجتمعت آراؤهم على أن البريد الإلكتروني يعاني الآن من لوثة الاستخدام غير الأخلاقي أو الخارج عن القانون بما يبرر تسميته 'التطبيق القاتل'·
ولا يكاد يكون في وسع المرء أن يصدق أن عمر هذا التطبيق شارف على الأربعين عاماً· وأصبح الآن يعاني من أمراض وعلل كثيرة لا تمثل الديدان والفيروسات والقرصنة الرقمية والتنصت الإلكتروني إلا البعض القليل منها· وبالرغم من كل هذا، بقي البريد الإلكتروني الأداة التي يستخدمها معظم الناس للتواصل والتعاون أثناء أداء العمل· ويقول نيكوس دراكوس مدير قسم البحوث في مجموعة جارتنير المتخصصة بالدراسات المتعلقة بتطبيقات تكنولوجيا المعلومات: ' تبقى المرونة الفائقة هي العنصر الأهم بالنسبة للمليار إنسان الذين يستخدمون البريد الإلكتروني الآن· ويمكن للمرء استخدامه للاتصال بأي إنسان؛ إلا أن مشكلته الأساسية تكمن في أنه لم يعد يتميز بالخصوصية أو القدرة على الحفاظ على سرية المعلومات التي يتكفل بنقلها'·
والميزات التي ينطوي عليها البريد الإلكتروني لا تعد ولا تحصى؛ وهي التي دفعت هذه الجحافل من البشر لاستخدامه على هذا النطاق الواسع· ومعظم الناس يستخدمونه في إنجاز مهمات لم يكن يفكر فيها أحد قبل ابتداعه، كإنشاء الملفات، والتخطيط، والتعاون، والاشتراك في المعارف· وتكمن المشكلة الأساسية للبريد الإلكتروني في إفراط الناس باستخدامه، وهي الظاهرة التي اكتشفت قبل عشر سنوات وفشلت كل المحاولات الهادفة إلى الحدّ من خطورة نتائجها على نظام الإنترنت برمته· وفشلت كل المحاولات التي بذلها الخبراء حتى الآن لتطويره أو ابتداع بديل له· وظهرت مؤخراً تقنيات جديدة لتطهير البريد الإلكتروني من الديدان والفيروسات وحماية العلومات والبيانات التي يتضمنها مخزونه المعرفي من الضياع·
وربما تتضح الأهمية الكبيرة التي ينطوي عليها علاج مشاكل البريد الإلكتروني من خلال التطور الكبير الذي تشهده خدماته· وقدّر تقرير إحصائي حديث أن يبلغ عدد الرسائل التي ينتظر إرسالها بالبريد الإلكتروني خلال عام 2006 بنحو 22 ألف مليار رسالة (22 تريليون) ارتفاعاً من 19 ألف مليار رسالة العام الماضي· وفي مقابل ذلك، سجل انتشار الديدان الحاسوبية ضمن بيئة البريد الإلكتروني تراجعاً محسوساً ينطوي على بعض التفاؤل في أن ينجو النظام برمته من احتمالات التقوض والانهيار الكامل· وينصح الخبراء في هذا الصدد بالإكثار من استخدام 'فلتر' تطهير الرسائل الواصلة إلى الصندوق· ويقول الباحثان نيكولاس داتشينيو وفيكتوريا بيلوتي من مركز زيروكس بارك في كاليفورنيا إنهما وجدا أنه حتى في حالة تحميل الكمبيوترات بالبرامج التطبيقية المتخصصة بمكافحة الديدان والفيروسات ومن اشهرها 'مايكروسوفت أوتلوك'، إلا أن الغالبية العظمى من مستخدمي النظام لا يستفيدون منها بسبب جهلهم لطرق وأساليب تشغيلها·
وفيما يتعلق بظاهرة التحميل الزائد للبريد الإلكتروني، يقول الدكتور دراكوس الباحث في مركز زيروكس بارك إن الأمر الأول الذي ينبغي على كافة مستخدمي البريد الإلكتروني معرفته يمكن تلخيصه في التعليمة الواضحة التالية: 'لا تستخدم البريد الإلكتروني في غير الوظائف والأهداف الخدميّة التي ابتدع من أجلها·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©