الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنور محمد.. فنان شوارع يرسم الزعماء والنجوم بالظل

أنور محمد.. فنان شوارع يرسم الزعماء والنجوم بالظل
2 سبتمبر 2010 22:00
رسام السلويت الاسكندري أنور محمد من رواد هذا الفن النادر في الوطن العربي وقضى نحو نصف قرن في رسم البشر بمقص حساس أشبه بمقص الجراح حتى صار السلويت أو الرسم بالظل شيئاً ملازماً له. واعتاد رواد حي الحسين وخان الخليلي بالقاهرة منذ سنوات طويلة رؤية أنور محمد كل شهر رمضان وهو ينصب لوحة خشبية عليها نماذج من أعماله لاستقبال زبائنه لرسم الظل بالسلويت لكل منهم في ثوان وبأجر رمزي. وزير فرنسي يقول أنور (65 سنة) إن السلويت نوع من الفنون يعتمد على استخدام اللون الأسود على خلفية بيضاء لإظهار الحدود الخارجية للرسم أو الصورة ويطلق على هذا الفن أحيانا التصوير التضادي لأنه ينفذ بطريقة عكسية للإضاءة أو الرسم. وسمي هذا الفن “السلويت” نسبة إلى أحد الوزراء الفرنسيين حيث كان يصنع أشكالًا من الورق الأسود يقطعها بالمقص ثم يلصقها على ورق أبيض. ويلفت إلى أن السلويت منتشر في بعض الدول مثل فرنسا وألمانيا واليابان ويعتمد على بروفيل الوجه باستخدام ثلاث أدوات هي المقص والورق الأسود المقوى ويتطلب من الشخص المراد رسمه نظرة جانبية له ويتم رسم الأشخاص خلال 20 ثانية مقابل خمسة جنيهات. ويقول إنه يعمل في هذا المجال منذ نصف قرن عندما شاهد صورة لأحد أصدقائه رُسمت له أثناء وجوده في العاصمة الفرنسية باريس، ومن وقتها بدأ يتمرن على هذا الفن وساعدته موهبته في الرسم بالفحم. ويذكر أن السلويت لا يحتاج إلى مرسم بل يمارس في الهواء الطلق بالشوارع، مشيرا إلى انه يعمل أربعة أشهر فقط في السنة منها ثلاثة أشهر في الإسكندرية حيث يقف على شاطئ ميامي بالقرب من منزله كما يعمل طوال شهر رمضان في حي الحسين بالقاهرة. معارض دولية يقول أنور “شاركت في العديد من المعارض الدولية منها معرض طرابلس الدولي ضمن الجناح المصري ومعارض بغداد والخرطوم ودمشق وأرفض المشاركة في معارض أجنبية لأن فترة انعقادها لا تتجاوز 7 أيام ولن أحقق منها المكسب المنشود على عكس المعارض التي تقام في الدول العربية التي لا تقل فترة إقامتها عن ثلاثة أسابيع كما حصلت على عدة شهادات تقديرية من جهات مصرية وعربية”. وعن أبرز الشخصيات التي رسمها، يوضح “رسمت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خلال افتتاحه سوق القاهرة الدولية عام 1964 والرئيس الراحل أنور السادات عام 1975 والرئيس حسني مبارك خلال افتتاح سوق القاهرة الدولية عام 1984 والزعيم الليبي معمر القذافي ووزير الثقافة المصري الراحل يوسف السباعي وكوكب الشرق أم كلثوم ووزير الثقافة المصري الحالي فاروق حسني”. ويضيف “أعشق المهنة منذ بداية عملي بها وهي مصدر رزق أقتات منه لأنني لا أعمل في أي مهنة أخرى غيرها وعلمتني الصبر وحب الناس ولي في كل دولة أصدقاء لأن زبائني من جميع الجنسيات ولكن أكثرهم من العرب وأرفض تخصيص مرسم أو اتيليه لأن عمل فنان السلويت في الميادين العامة والشوارع مثلما يحدث في فرنسا وألمانيا واليابان”. حماية من الاندثار يؤكد أنور “أنفذ عملي بإتقان وأي شخص يحب مهنته ينجح فيها وشاركت في برامج تلفزيونية عدة منها برنامج “عزيزي المشاهد”مع المذيعة الراحلة أماني ناشد كما سجلت حلقة في برنامج “6 على 6” مع الإعلامية نجوى إبراهيم وبرنامج “100 على 100” مع سهير شلبي وكانت هذه البرامج سبباً في شهرتي ومعرفة الناس بي وبهذا الفن”، لافتاً إلى أن رسامة السلويت الراحلة فاطمة مؤمن هي رائدة هذا الفن. ويقول “تتلمذت على يديها وكانت من الفنانين القلائل الذين يمارسون هذا الفن ولا يوجد حالياً سوى ثلاثة فنانين فقط يمارسون السلويت في مصر”. ويطالب بتخصيص قسم لفن السلويت في كليات الفنون الجميلة وتخريج رسامي سوليت لحماية هذا الفن من الاندثار، مشيراً إلى أنه في أواخر السبعينيات من القرن الماضي طرح هذه الفكرة على وزير الثقافة المصري الراحل يوسف السباعي لكن القدر لم يمهله الأمر الذي دعاه إلى طرح الفكرة من جديد على وزير الثقافة الحالي الفنان فاروق حسني لدراستها وتنفيذها لكنه لم يتلق رداً حتى الآن رغم مرور عدة سنوات على ذلك. ويشير إلى أن كل أبنائه رفضوا العمل في لأنه يعتمد على الموهبة والاستعداد لممارسته والوراثة وحدها لا تكفي لذا اتجهوا إلى مهن أخرى.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©