الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شبابنا يموت على الأسفلت

8 يونيو 2012
يبدو أن مسلسل حصد الأرواح ما زال مستمراً، وما زال يعرض علينا بشكل شبه يومي، دون كللٍ أو مللٍ من أبطاله وممثليه والقائمين عليه، من شبابنا وشاباتنا قائدي السيارات، غير القادرين على قيادتها بالشكل المناسب، وبالصورة الصحيحة. هذا المسلسل المتواصل وغير المتقطع، لا بإشارات المرور، ولا باللافتات التي تشير إلى تهدئة السرعة، ولا حتى بكاميرات المراقبة، أو الرادارات التي باتت مخالفاتها على بعض شبابنا، بمثابة قرض دائم، يدفع أقساطه شهرياً أو سنوياً غير قادر عن التخلي عنها أو التخلص منها، مهما زادت وارتفعت قيمتها. مسلسلنا هذا “مسلسل الحوادث”، الذي نعيش حلقاته الحزينة اليوم وفي كل يوم، والذي تتفطر معه قلوب آبائنا وأمهاتنا، عندما يسمعون خبر وفاة أحد فلذات أكبادهم، دهساً على الاسفلت، أو بعد اصطدام سياراتهم التي تكاد تطير من شدة سرعتها، وتراها وكأنها كرة حديدية “معجونة” بلحوم من فيها، مصبوغة بحمرة دماء من قضوا بداخلها، أو من لفظتهم خارجها من شدة الصدمة، التي نتجت عن السرعة المهولة، والتي لم ينفع معها ولم يفلح، لا حزام أمان ولا وسائد هوائية، وهي التي صممت لمثل تلك الصدمات أو الحوادث، إلا أنها لم تصمم لمثل تلك السرعات الجنونية، والاصطدامات التي تفوق بقوتها، اصطدامات الاختبارات التي تقوم بها الشركات المصنعة للسيارات على إجرائها على سياراتها قبل طرحها في الأسواق. كنت أتصفح بعض المواقع الإلكترونية الكثيرة والعديدة المتخصصة في حوادث الطرقات، وما تنجم عنه هذه الحوادث من كوارث نفسية على الأسر، وما تأتي به على أبنائنا وبناتنا، من إعاقات تلازمهم طيلة حياتهم، تجبرهم أن يعيشوا معها بقية عمرهم، وتذكرهم بالجرم الذي اقترفوه في حق أنفسهم، أو بحق من معهم، أو تبقى كوصمة عار على جباههم، عندما يكونون بطيشهم هذا، وسياقتهم المتهورة هذه، سبباً في إنهاء حياة أحد المارة على الطريق، أو إحدى العائلات التي اصطدموا بها، وقضوا على حياة بعض أو كل من فيها. هذه المواقع الإلكترونية، بدأت أشعر بالخوف قبل الدخول إليها، نتيجة الألم من رؤية صور الحوادث المروعة، أو مشاهدة لقطات الفيديو “الحية” لإحدى هذه الحوادث التي صوت عن طريق الصدفة. كنت قد شاهدة مؤخراً على أحد هذه المواقع الإلكترونية، إحدى لقطات الفيديو، التي لا أنصح سوى المستهترين بالطريق، وغير المدركين لعواقب السرعة أن يشاهدوها، ويتابعوها، ليدركوا ويعو ما الذي يحصل حقاً نتيجة هذه السرعة، ونتيجة “اللعب” و”التفحيط” بهذه السيارات الحديدية التي لم تصمم لمثل هذه الأمور. الجدير بالذكر أن الفيديو الذي رأيته صدفة أدهشني وصدمني من هول ما رأيت، فالسيارة التي كان يقودها أحد الشاب ومعه بعض الأصدقاء، انحرفت عن الطريق بسرعة هائلة، لترتطم بزاوية الرصيف، وليبدأ معها ما لم أشاهده في أقوى أفلام الآكشن، حيث بدأت السيارة بالحركات البهلوانية، والانقلاب، وبكل انقلاب كانت تلفظ شخصاً من الذين بداخلها، وكأن “السيارة” ترغب في التخلص من الذين بداخلها، وكأني بها تعاقبهم أيما عقاب، جراء ما فعلوه بها وبأنفسهم ومن معهم، عقاب أخذ أرواحهم أو أقعدهم على كراسي متحركة أو أسرة غير متحركة، لا تشعر ولا تحس بهم، ليتحسروا على ما فعلوا بأنفسهم. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©