حرب أسعار بين شركات الإنترنت السريع في بريطانيا

إعداد-
محمد عبدالرحيم:
تشهد تكلفة الحزمة العريضة (الولوج السريع للإنترنت) انخفاضاً متوقعا في غضون الأشهر القليلة المقبلة بعد أن تم مؤخراً اطلاق ارخص حزمة من نوعها للهاتف والانترنت في بريطانيا·
فقد أصبح بامكان الزبائن المشتركين في خدمة 'توك توك انترناشونال' التابعة لشركة كارفون ويرهاوس اجراء مكالمات محلية ودولية غير محدودة والحصول على ارتباط دائم للحزمة العريضة مع الانترنت مقابل مبلغ شهري لا يزيد على 21 جنيها استرلينيا·
وكما ورد في صحيفة الديلي تيليجراف اللندنية مؤخراً فإن هذه الحزمة التي أصبحت متوفرة ابتداء من الاسبوع الماضي تتضمن ايضاً المكالمات الدولية المجانية إلى 28 دولة بما فيها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأمريكا وكندا واستراليا·
ويتنبأ المحللون بأن هذه الحزمة سوف تشعل حرباً ضارية في الأسعار وسيتجبر كبار المنافسين مثل بريتش تيليكوم وشركة ايه أو ال بالاضافة إلى شركة وانادو الى تحفيض اسعار الحزمة العريضة·
وادعت الشركة من جانبها أن هذه الحزمة أرخص ثمناً من اي صفقة اخرى حيث أن معظم المنافسين يفرضون سعراً لا يقل عن 14,99 جنيه استرليني على خدمة الحزمة العريضة بالإضافة إلى مبلغ 11 جنيها مقابل تأجير الخط·
وكذلك تكلفة اجراء المكالمة الهاتفية· ونسبة لأن شركة كارفون ويرهاوس توفر اصلاً حزمة للمكالمات الهاتفية غير المحدودة مقابل 9,99 جنيه استرليني في الشهر بالإضافة إلى تأجير الخط مقابل مبلغ 11 جنيها استرلينيا فإن تقديم الخدمة بهذا السعر الجديد يجعل من الحزمة العريضة خدمة مجانية تقريباً·
ويقول شارلس دونستون المدير التنفيذي لشركة كارفون ويرهاوس: 'لقد ظل معظم الاشخاص يدفعون مبالغ كبيرة مقابل الحزمة العريضة التي استمرت تعتبر أنها تضفي نوعاً من التميز في المكانة الاجتماعية مقابل 20 جنيهاً في الشهر ولكن السبب في تخفيضنا للسعر يعود إلى أننا نفكر مثلما يفكر بائع التجزئة· ففي الوقت الذي تفكر فيه شركات الاتصالات الهاتفية الاخرى في الحصول على أكبر قدر من الأموال من فرض الرسوم فإننا على العكس من ذلك أصبحنا نعرض أقل سعر ممكن من أجل الحصول على أكبر قدر من الزبائن'·
ومضى دونستون يشير إلى أن حوالي 70 في المئة من التعداد السكاني في المناطق الحضرية سوف يتمكنون من التمتع بمميزات هذه الصفقة الجديدة، بينما سيتعين على الـ30 في المئة الباقية من الأشخاص دفع رسم مقداره 9,99 جنيه استرليني في كل شهر·
وبالإضافة لذلك فسوف يتعين على الزبائن دفع رسم للارتباط لمرة واحدة بمقدار 29,99 جنيه استرليني·
إلى ذلك فإن حزمة الموجة العريضة سوف تصبح متوفرة بسرعات تتراوح ما بين 2 و8 ميجابايتز· وسوف تعتمد السرعة الحقيقية على المسافة التي يبتعد بها الزبون عن اقرب بدالة هاتفية بينما سيتمكن الزبائن من تحميل قدر يبلغ 40 جيجابايتز من البيانات في كل شهر·
وعلى خلاف الحزمات التي توفرها الشركات الأخرى فإن الزبائن سوف يصبحون مرتبطين بعقد يمتد إلى 18 شهراً في الوقت الذي يستعين فيه على الراغبين في الخروج من الخدمة قبل اكتمال فترة الثمانية عشر شهراً أن يدفعوا رسوماً ايضاً مقابل الغاء الخدمة·
ويذكر أن أسعار الحزمة العريضة ظلت في انخفاض لسنوات عديدة منذ أن اجبرت شركة بريتش تيليكوم للسماح لمنافسيها بالدخول إلى شبكاتها الهاتفية·
ومن ناحيتها فقد استثمرت شركة كارفون ويرهاوس مبلغ 60 مليون جنيه استرليني في المعدات الجديدة في 1000 بدالة خاصة بشركة بريتش تيليكوم وهي توفر الخدمة لحوالي 70 في المئة من التعداد السكاني·
وتأمل الشركة في أن يتم انجاز الأعمال في جميع الـ1000 بدالة بحلول مايو من العام القادم·
وهنالك اعداد متزايدة من الزبائن اكتشفت ايضاً وجود المكالمات الرخيصة عبر الانترنت بواسطة استخدام خدمات مثل خدمة سكايب·
والآن فإن خدمة 'تولك تولك' لديها حوالي 2,6 مليون مشترك ولكن 150,000 شخص فقط عن هذا الرقم يستخدم الحزمة العريضة بينما تتمتع شركة بريتش تيليكوم بحوالي 2,3 مليون مشترك في الحزمة العريضة بينما تتمتع شركة بريتش تيليكوم بحوالي 2,3 مليون مشترك في الحزمة العريضة·
أما شركة ان تي ال للكابل فلديها عدد يصل إلى 2,8 مليون مشترك· ويقول جيم ماكافرتي خبير الاتصالات الهاتفية في مكتب سايمور بيرس 'اننا نعتقد أن هذا الأمر سوف يشكل تحدياً سافراً للشركات الراسخة في توفير الحزمة العريضة'·
وفي الحقيقة فإن حرباً في الاسعار سوف تحتدم عما قريب عندما تعمد شركة سكايب لاطلاق خدمتها الخاصة بالحزمة العريضة في وقت لاحق من هذا العام·
وذكرت شركة تيسكالي المنافسة في مجال الحزمة العريضة أن شركة كارفون ويرهاوس ما زال يتعين عليها أن تبرهن على أن بامكانها تزويد وخدمة اعداد هائلة من الزبائن بالحزمة العريضة· ومضى المتحدث الرسمي باسم الشركة يقول: في الحقيقة لا يوجد على الاطلاق شيء يمكن تقديمه مجاناً·
أما المتحدث الرسمي لشركة برتيش تيليكوم فقد علق على الأمر قائلاً: 'إن اية خدمة لا يمكن أن يطلق عليها اسم خدمة مجانية الا إذا تمكنت من اقناع الزبائن بدفع مئات الجنيهات في كل عام مقابل خدمات أخرى'