الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رئيس «سوني» يحارب سوء الحظ

رئيس «سوني» يحارب سوء الحظ
10 يونيو 2011 21:23
فَقَدَ سهم شركة “سوني” ربع قيمته خلال العام الحالي. وتسجل الشركة خسائر مالية لثلاث سنوات متصلة واخترق القراصنة خدماتها على شبكة الانترنت، الأمر الذي جعل أحجاماً هائلة من بيانات العملاء السرية عرضة لسوء الاستغلال. ومن شأن ذلك كله أن يبدو هوارد سترينجر رئيس “سوني” كما لو كان قد فشل فشلاً ذريعاً. ولكن المظاهر تكون في بعض الأحيان خدّاعة. تولى هوارد المسؤولية عام 2005 ويعتزم التقاعد قريباً. وخلال فترة رئاسته لشركة “سوني” أجرى تغييرات وإصلاحات جذرية على عملاقة الإلكترونيات الاستهلاكية اليابانية حيث قام بتعهيد عمليات ونقل إنتاج خارج اليابان وبيع وحدات أعمال وتطوير وحدات جديدة. ولا تزال الشركة متأخرة عن كبار منافسيها مثل “آبل” و”سامسونج”، ولكنها مع ذلك أقوى مما كانت عليه منذ ست سنوات. وواجه هوارد سلسلة من الحظ العثر. فقبل أن يدمر الزلزال والتسونامي نحو عشرة من مصانع سوني في اليابان كان من المتوقع أن تسجل الشركة صافي ربح قدره 70 مليار ين “817 مليون دولار”، في الفترة من أول يناير إلى 31 مارس 2011. غير أن الزلزال سيكلفها قرابة 17 مليار ين هذا العام و150 مليار ين العام المقبل. كما ستكلفها هجمات القرصنة مليارات الينات، بحسب “سوني”. يذكر أن شبكتها اخترقت مؤخراً للمرة الثانية ما أضر بمستخدمين في اليونان وكندا ومناطق أخرى. ويتوقع محللون أن الاختراقات قد تكلف سوني 100 مليار ين. وما زاد الطين بلة أن سوني اضطرت إلى تعديل حسابات ضرائبها بسبب خسائرها السابقة على نحو سيكلفها في الأجل القريب والمتوسط ما قد يبلغ 362 مليار ين. وهذا لا يؤثر على أرباحها التشغيلية ولا على تدفقات نقدها، ولكنه أجبر سوني في 26 مايو على أن تعلن عن تحقيق صافي خسائر عام 2010 بلغ 259 مليار ين. في عام 2005 استلم سير هوارد شركة بها عدد مفرط من العاملين ومفتقرة إلى حسن الإدارة ومتأخرة نسبياً في مجال أجهزة التلفزيون النحيفة ذات الشاشات المسطحة. وقد تم آنذاك تعيين سير هوارد الأميركي الجنسية الويلزي الأصل على افتراض أن في مقدور أي أجنبي إجراء تغييرات مؤلمة قد يستشعر رئيس ياباني أنه مضطر لتجاهلها لاعتبارات ثقافية أو اجتماعية. يذكر أن كارلوس غصن الفرنسي البرازيلي سبق أن فعل شيئاً مشابهاً في “نيسان”. وأمضى هوارد السنوات القليلة الأولى في إبعاد مديرين أضرارهم أكثر من فوائدهم عملوا على تقويض إصلاحاته. ورفع الشباب التنفيذيين الموهوبين مثل كازووا هيراي الذي رأس في سن الخمسين قطاع سوني لخدمات الألعاب والشبكة والذي تتوقع أروقة الشركة أن يخلف سير هوارد. تضررت سوني بالأزمة المالية وقوة الين والزلزال التي لم يكن هوارد أي ذنب فيها. صحيح أنه مسؤول عن مشكلة اختراق البيانات لأنه الرئيس ولكن لا يوجد أي دليل على أن دفاعات سوني كانت أسوأ من دفاعات باقي الشركات في هذا المجال. غير أن بدأت التغييرات التي أجراها سير هوارد تؤتي ثمارها. ففي أواخر العام الماضي زادت مبيعات أجهزة تلفزيون “سوني” بنسبة 44 في المئة ومبيعات أجهزة كمبيوتر “سوني” بنسبة 28 في المئة. وعاودت أنشطة ألعاب سوني وهواتفها المحمولة تحقيق أرباح عام 2010. ورغم أن قطاع التلفزيون في “سوني” لا يزال يعاني من الخسائر، إلا أنه يتقدم بخطى واثقة. إذ قام هوارد بإغلاق مصانع هامشية بما يشمل مصنعاً في اتشينوميا كان يصنع أجهزة تلفزيون تراينايترون التي كانت في وقت ما رمزاً لتألق سوني الفني. واليوم تقوم شركات تعهيد بتجميع أكثر من نصف أجهزة تلفزيون سوني بزيادة من 20 في المئة فقط عام 2009. كما كشفت “سوني” خلال الأشهر القليلة الماضية عن هواتف ذكية جديدة بالتزامن مع استراتيجية مدروسة ترمي إلى إقناع مطورين بإصدار ألعاب فيديو لتلك الهواتف. كذلك قامت الشركة بتصميم أجهزة كمبيوتر لوحية مبتكرة في مقدورها منافسة آي باد الذي تصنعه آبل. ويعتبر كمبيوتر نوتبوك المحمول “فاي”و Vaio الذي تنتجه “سوني” بديلاً منافساً لأجهزة كمبيوتر “آبل” المحمولة أيضاً. فأجهزة الهاردوير مهمة؛ لأنها السبيل إلى خدمات الشبكة التي يعتقد أن مستقبل سوني سيعتمد عليها. ويعتبر ذلك أحد أسباب تضرر سوني من هجمات القرصنة ضرراً بالغاً. ويعد عديد من موظفي سوني من الطراز المتحفظ المقلد للغير ولكن سير هوارد تخلص من بعضهم وأفاق أو نشط البعض الآخر. وربما يكون قد مهَّد السبيل إلى أن يتولى رئيس ياباني من جديد مسؤولية “سوني”. نقلاً عن: “إيكونوميست”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©