الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالب في الصف الثاني الابتدائي ولا يعرف كتابة اسمه!

طالب في الصف الثاني الابتدائي ولا يعرف كتابة اسمه!
8 يونيو 2012
استجاب مشروع تعليمي تتبناه مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي لصرخة أم، استغاثت بالمؤسسة بسرعة التدخل لانقاذ ابنها المعثر دراسياً لدرجة أنه وصل إلى الصف الثاني الابتدائي ولا يعرف كتابة اسمه. (الشارقة)- أشارت ولية الأمر إلى أنها وجدت تفاعلاً من القائمين على برنامج المشروع، وعلى حد قولها:لجأت لمؤسسة التمكين وأخبرتهم بمشكلتي معه، وتعاونوا معي بشكل سريع وقرروا إدخال ابني إلى فصول تقوية خاصة في أحد المعاهد، بحيث يتوجه يوميا إلى هناك مع حقيبته المدرسية من الساعة الرابعة حتى السابعة مساءً، حيث يتولون هم كلياً عملية تعليمه ومراجعة دروسه، حتى الانتهاء من واجباته المدرسية. وأشارت إلى أن ذلك أثر بشكل فعال على مستواه الدراسي ورفع من درجاته بشكل ملحوظ، وهو الآن أصبح أكثر حباً للتعليم وتجاوباً مع الدروس، كما تعلم القراءة والكتابة وتجده في تطور مستمر. وتحتضن المؤسسة مشروعا تعليميا، يستهدف 290 يتيماً ويتيمة من أبنائها الطلبة من المتعثرين دراسيا، مقدمة لهم برنامج مكتملا من فصول التقوية لأهم المواد الأساسية في المنهاج الدراسي ولمختلف المراحل، وذلك بالتعاون مع المنطقة التعليمية وعدد من المعاهد الخاصة في الإمارة، انطلاقا من مسؤوليتها تجاه المجتمع، وحرصا منها على تلبية احتياجات منتسبيها من الأيتام، وتزامنا مع موسم الامتحانات النهائية لطلاب المدارس. مشروع تربوي إلى ذلك أشارت مريم مال الله رئيس قسم الخدمة النفسية بمؤسسة التمكين الاجتماعي، إلى أن البرنامج في دورته الأخيرة، حيث بدأ هذا المشروع التربوي الهادف منذ تسع سنوات تقريبا، ليشمل أبناء المؤسسة من الطلبة البنات والبنين على حد سواء ومن المراحل الدراسية كافة، حيث يرصد المتأخرين منهم دراسيا والمحتاجين إلى دروس تقوية خاصة، وذلك بمراجعة معدلات تحصيلهم العلمي، لينضم كل من تدنت نسبتهم عن معدل الـ60% منهم، إلى دورات تعليمية خصوصية، تطورهم وترفع من نسبة دراجاتهم في مواد مختلفة من المناهج الدراسية، خاصة من تلك التي تعد أساسية، كمادة العربي والرياضيات مع العلوم واللغة الإنجليزية. وقالت إن عدد الطلاب المنتسبين في البرنامج في هذا الموسم وصل إلى حوالي 290 طالبا وطالبة، حيث يزداد عادة الرقم مع اقترابنا من موعد المراحل الأخيرة من الامتحانات النهائية، وذلك بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية وبعض المعاهد الخاصة، ونخبة من المدرسين المتطوعين الذين يتولون عملية تقوية الطلاب الأيتام في فصول مدرسية حسب احتياجاتهم العلمية ووفق جداول زمنية مقسمة على مدى أيام الأسبوع. وأوضحت أن برنامج المتأخرين دراسياً يستهدف تشجيع أبناء المؤسسة ذوي الرسوب التراكمي والتأخر الدراسي في التعليم، ليشجعهم على تنظيم وقتهم خارج المدرسة وإرشادهم إلى طرق الاستذكار، مع تقديم خدمات الرعاية الفردية لكل حالة على حدة، وفتح ملف لدراسة بعض الحالات التي قد تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والمتابعة، أو الاستعانة بالوحدة الإرشادية لتشخيص أسباب التأخر الدراسي النفسية. التطوع ووصف إبراهيم تاج مساعد مدير مدرسة خالد بن محمد، والمشرف العام والمنسق الرئيسي للبرنامج، عمله، بأنه يعمل في هذا المشروع كمتطوع، مكونا حلقة وصل ما بين التمكين والمنطقة التعليمية، ليوفر للطلاب الأيتام المنتسبين للبرنامج الأجواء الملائمة للدراسة والتحصيل العلمي، ليطورا من أنفسهم وتكون لديهم القدرة على تقوية نقاط ضعفهم في بعض المواد العلمية التي يحتاجونها، مشيداً باهتمام المنطقة التعليمية في الشارقة بهذا المشروع بشكل خاص، موفرة للتلاميذ المكان المناسب مع المواصلات ذاهبا وإيابا، بالإضافة لتقديمها وجبات خفيفة ومشروبات، بالإضافة إلى نخبة من المدرسين المتطوعين المتمكنين في مجالاتهم الدراسية. ويكمل: في هذا الفصل الأخير من السنة الدراسية لدينا حاليا عدد من طلبة مؤسسة التمكين، كلهم ينتمون للمرحلة الإعدادية، مقسمين على أربع شعب وفصول، من الصف السادس إلى التاسع، حيث تبدأ الدراسة يوميا ماعدا العطل، ومن الساعة الخامسة حتى السادسة والنصف مساء، واللافت أن التلاميذ المنتسبين جميعا متحمسون ومنتظمون ومقبلون على الدروس بشكل فعال ومتجاوب، مما يدعو للتفاؤل ويبين مدى النجاح الذي يحققه هذا البرنامج التربوي الهام، وهو في رأيه تجربة رائدة يجب أن تعمم في جميع مدارس الدولة. أما الأم سميرة محمود، فتقول إن هذا المشروع الخيري قدم فرصة رائعة ومفيدة، فابنتي غزل، وهي بعمر التسع سنوات وفي الصف الثالث الابتدائي، كانت تعاني من تأخر شديد في الدراسة وحالة من عدم الثقة والتركيز، ربما كونها تعرضت لمشاكل صحية في القلب منذ الولادة بعد مروري أثناء حملي بها بحالة من الاكتئاب بسبب فقداني لزوجي، ولاحظت أنها متعثرة وضعيفة في مدرستها وبمعظم المواد خاصة العربي والرياضيات. تدني النسب وأضافت: أثناء جولة ميدانية لمؤسسة تمكين زاروا خلالها عددا من المدارس، تعرفوا على ابنتي الصغيرة ملاحظين نسبتها العلمية المتدنية، فاتصلوا بي مقترحين انضمامها للبرنامج، حاملين بذلك عن كاهلي عبئا كبيراً، ومخففين عني هما كبيرا، وبدأت غزل بدروس التقوية منذ مطلع الفصل الدراسي الثاني، وحاليا أجد نفسي متفاجئة بمدى التغير الذي طرأ عليها وكيف تطورت بشكل ملحوظ وسريع، مما يحمسني لاستمرارها في هذا البرنامج خلال السنوات المقبلة. وأوضح عدد من أولياء الأمور أن البرنامج خرج في مجمله بنتائج طيبة وناجحة، مع فوائد أخرى منها التزام الأبناء بالحضور لدروس التقوية سواء في المؤسسة أو في المعاهد أو المدارس، وارتفاع مستوى الأبناء التحصيلي، واستجابة الأمهات للتوعية حول اهتمامهم لرفع المستوى التحصيلي لأبنائهم وذلك من خلال تجاوبهم مع متابعة حضور أبنائهم للدروس التعليمية، كما ارتفع مستوى الوعي الثقافي والمعرفي لدى الأبناء من خلال تشجيعهم على المناقشة وطرح الأسئلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©