شركات عقارية بدبي تعيد إحياء مشروعاتها بعد بوادر التعافي

رصدت دائرة الأراضي والأملاك بدبي خلال الفترة الماضية زيادة في وتيرة استكمال المشروعات العقارية، بحسب سلطان بن مجرن مدير عام الدائرة الذي أشار إلى أن هذا الاتجاه يتزامن مع نمو حجم وقيم تداولات العقارات خلال الأشهر الثمانية من العام الحالي، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي. وأوضح ابن مجرن لـ”الاتحاد” أن عددا كبيرا من الشركات العقارية كسرت حالة الجمود والتباطؤ التي أصابت مشروعاتها خلال العام 2009 وبدأت هذه الشركات خلال العام الحالي في تسريع مسيرة العمل للوفاء بالتزاماتها اتجاه العملاء. وبموازاة ذلك ، أكد خبراء ومديرون تنفيذيون بشركات عقارية عاملة في الإمارة أن إحياء المشروعات العقارية المجمدة في هذا التوقيت يهدف في المقام الأول إلى الوفاء بالالتزامات القانونية والمالية اتجاه العملاء والعمل على استعادة ثقتهم في القطاع وأشار هؤلاء إلى أن الشركات العقارية الكبرى في دبي استفادت من تراجع أسعار البناء وظهور بوادر التعافي على معظم القطاعات الاقتصادية وقامت بإحياء مشروعاتها المجمدة خلال النصف الأول من العام الحالي. كما أشاروا إلى أهمية الدور التمويلي للبنوك المحلية والأجنبية العاملة في الدولة لدعم خطط الشركات العقارية لإحياء أو استكمال مشروعاتها التي تم تجميدها عقب الأزمة المالية العالمية التي ألقت بظلال قاتمة على معظم القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها القطاع العقاري الذي تحمل النصيب الأكبر من أعباء الأزمة. واعتبر ابن مجرن أن إحياء المشروعات واستكمالها يأتي على رأس أولويات الشركات العقارية في الوقت الراهن فيما ترجئ هذه الشركات إطلاق مشروعات جديدة لمراحل لاحقة. وشدد ابن مجرن أن حالة التعافي التدريجي التي يشهدها القطاع العقاري في الإمارة تحتاج إلى قيام البنوك بتوفير التمويلات العقارية اللازمة لاستكمال المشروعات قيد التنفيذ. وأشار إلى أن الدائرة أطلقت برنامج تيسير لتمويل المشروعات العقارية التي تتمتع بنسبة مخاطرة متدنية، مشيراً إلى أن الدائرة وقعت اتفاقية شراكة مع مصرف الإمارات الإسلامي ضمن البرنامج التمويلي (تيسير). وأضاف أن الدائرة تتفاوض حالياً مع عدد آخر من المؤسسات التمويلية والمصرفية العاملة في الدولة للانضمام للبرنامج الذي يهدف إلى إنعاش التمويل العقاري وتشجيع الاستثمار. وأكد ابن مجرن أن برنامج تيسير الذي أطلقته الدائرة يهدف إلى نقل القطاع العقاري إلى مرحلة تنموية جديدة من خلال دعم وتنظيم العلاقة بين الأطراف العقارية، وتبني التوجيه الأمثل للتسهيلات المالية الداعمة لمشاريع عقارية مختارة بناء على معايير محددة، مشيراً إلى أن البرنامج التمويلي (تيسير) يعزز من دور البنوك في مجال التمويل العقاري. وكانت شركة نخيل العقارية قد أعلنت خلال شهر يونيو الماضي أنها ستستأنف العمل في 6 مشروعات عقارية وهي الفرجان وجميرا بارك وجميرا فيليج وجميرا هايتس وجميرا ايلاند وبدرة في بداية شهر أكتوبر المقبل بعد أن قامت الشركة بتسوية 40%من قيمة ديونها إلى نحو ألف من دائنيها التجاريين (المقاولين والموردين). وأكد علي راشد لوتاه رئيس مجلس إدارة نخيل أن استعادة ثقة العملاء تأتي على رأس أولويات مجلس الإدارة، مضيفا أن الشركة تعكف حالياً على تقييم وضعية المشروعات الأخرى وتصنيفها إلى مشروعات متوسطة وطويلة الأمد وفق الاحتياجات الفعلية للسوق العقارية بهدف تزويد عملائها بمعلومات واضحة عن مواعيد إنجاز وتسليم تلك المشاريع. وأكد لوتاه أن استئناف العمل في ستة مشروعات عقارية يعد خطوة مهمة لتنفيذ استراتيجية مجلس إدارة الشركة لتعزيز ثقة العملاء وتوفير البيانات التفصيلية الدقيقة عن المواعيد الدقيقة لتنفيذ مشروعاتهم. كما ستتيح خطة إعادة الهيكلة للعملاء الذين استثمروا في مشاريع الشركة طويلة الأجل، والذين لا يرغبون في استبدال عقاراتهم بأخرى في مشاريع على وشك الاكتمال، الحصول على برنامج سداد معدَّل أو الاحتفاظ بتسهيلاتهم الائتمانية القابلة للتحويل لمدة خمس سنوات. وقال رياض كمال رئيس مجلس إدارة شركة أرابتك إن نخيل أبلغت الشركة المقاول الرئيسي للمشروع عزمها استكمال مشروع الفرجان السكنى ومطالبتها بمواصلة الأعمال الإنشائية بالموقع. ويعد “الفرجان” مشروعاً سكنياً متكاملاً بمساحة إجمالية تصل إلى 560 هكتاراً، ويقع إلى الجنوب من “مركز ابن بطوطة التجاري” وبجوار “حدائق ديسكفري” وتم بيع 500 منزل بالمشروع في اليوم الأول لطرحه، منها وحدات سكنية “فلل” بثلاث وأربع وخمس غرف نوم ومنازل ذات الشرفات بثلاث غرف نوم. وتسعى شركة نخيل إلى تسليم أول دفعة في المرحلة الأولى في الربع الأخير من العام الحالي، حيث إن الأعمال الإنشائية لأكثر من 800 منزل بلغت مرحلة متقدمة وباتت الأعمال النهائية فيها على وشك الانتهاء. وأضاف كمال أن تسوية مستحقات المقاولين وإعادة إحياء المشروعات العقارية يمثلان دفعة قوية لقطاع المقاولات والإنشاءات في الدولة، حيث وفرت التسويات سيولة جيدة مكنت شركات المقاولات من استئناف العمل في هذه المشروعات. وأشار أحمد سيف بالحصا رئيس جمعية المقاولين إلى أن الشركات العقارية التي واصلت استكمال مشروعاتها العقارية خلال العام 2010 استفادت من انخفاض تكلفة البناء بسبب تراجع أسعار مواد البناء الرئيسية في الدولة، خاصة الحديد والاسمنت. وأضاف أن إحياء المشروعات العقارية يمثل فرصة جيدة لقطاع المقاولات في الدولة، لافتاً إلى أن شركات المقاولات تدعم خطة إعادة الهيكلة المالية والإدارية لشركة بالشركات العقارية لمساعدة القطاعين على التعافي واستعادة القدرة على النمو والانتعاش. واستأنفت شركة شون العقارية العمل في مشروع لاجون السكنى وقال دانيل شون، نائب الرئيس لشركة “شون العقارية” إن استئناف العمل في مشروع لاجون العملاق يؤكد قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها اتجاه عملائها على الرغم من التحديات الراهنة. وأضاف: انتهت الشركة مؤخراً من استكمال أعمال الهيكل الخرساني والجدران في المنطقة الأولى، بالإضافة إلى أن قيام المقاول الرئيسي في المنطقة 2 و4 بالبدء فعلياً في العمل مع توقع بإنجاز الهيكل وأعمال الحجارة في هاتين المنطقتين بنهاية العام المقبل، تمهيداً للإنجاز الكامل وتسليم المنطقة في عام 2012. وبلغت أعمال بناء الهيكل في المنطقة رقم 3 إلى مستوى الطابق الثالث، حيث يسعى المقاول الرئيسي للمنطقة لإنجاز المشروع بنهاية العام المقبل. وقال إن الشركة خصصت نحو 48 مليون درهم لإنشاء محطة الكهرباء الفرعية بسعة 132-11 “كيلو واط” حيث تأتي تلك الاستثمارات ضمن إطار التزام المطور بالإنجاز الفوري لأعمال البنية التحتية كافة الضرورية لتسليم الوحدات السكنية للمستثمرين ضمن الموعد المحدد، حيث من المقرر إنجاز المنطقة رقم 1 بنهاية العام الجاري. كما أعلنت “شون العقارية” مؤخراً عن منحها عقداً إلى “شركة كريستال لاغونز”، الشركة العاملة في مجال تطوير البحيرات الكبيرة الحجم، وذلك لتطوير البحيرة المائية الأساسية ضمن مشروع “دبي لاغون”. وحول التسهيلات التي قدمتها الشركة لعملائها أوضح شون أن الشركة عرضت حسومات على أسعار الوحدات السكنية وقدمت شروط دفع ميسرة للدفعات المتأخرة، بالإضافة إلى إعفاء العملاء من رسوم نقل المنطقة وفترة سماح لثلاثة أشهر لتسديد الدفعات الإضافية اللازمة، بهدف استعادة ثقة المستثمرين مما يعزز من فرص إتمام هذا المشروع بنجاح. وعلى صعيد متصل، قامت شركات أخرى في دبي خلال النصف الأول من العام الحالي بإنجاز بعض مشروعاتها بالكامل، حيث أعلنت واحة دبي للسيليكون، عن استكمال المرحلة الثانية من مشروع فلل السدر المؤلف من 1047 فيـلا بالكامل، وتضم المرحلة الثانية من المشروع 647 فـيلا جاهزة للسكن حيث تتوافر فيها جميع خدمات الماء والكهرباء. ويضم مشروع مجمع فلل السدر الذي يمتد على مساحة 7.2 كيلومتر مربع، 1047 وحدة سكنية تتنوع بين الفلل الفاخرة، والفلل التنفيذية، والفلل المزدوجة والمنازل الريفية التي تتميز بثلاثة أنماط معمارية متنوعة، بما في ذلك الطراز الحديث والتقليدي والعربي. ويعد مشروع فلل السدر جزءًا من مجتمع مدني متكامل في واحة دبي للسيليكون يضم أبراجاً مكتبية، ومراكز للأبحاث والتطوير، ومناطق صناعية، ومؤسسات تعليمية، وشققاً فاخرة، وفللا، وفنادق، ومرافق للرعاية الصحية، ومجموعة واسعة من المرافق الضرورية لتوفير أسلوب راقٍ للحياة العصرية، وبيئة تجارية واجتماعية.