الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: مستوى نمو صادرات الغاز الجزائري يخيب آمال أوروبا

محللون: مستوى نمو صادرات الغاز الجزائري يخيب آمال أوروبا
12 فبراير 2009 01:18
توقع محللون أن يصيب حجم النمو في صادرات الغاز الجزائري الدول الأوروبية، التي تحاول الحد من الاعتماد على روسيا، بخيبة أمل، بسبب تواضع الاكتشافات الجديدة في الفترة الأخيرة، وانتهاج البلد المصدر للطاقة نهجاً حذراً إزاء تطوير الموارد· وزادت أزمة الإمدادات التي أثارتها المواجهة بين روسيا وأوكرانيا من أهمية المحاولات الأوروبية لتنويع مصادر الغاز، وتستعد الجزائر ثالث أكبر مورد أجنبي للغاز إلى الاتحاد الأوروبي لزيادة الصادرات بإضافة خط أنابيب إلى إسبانيا ورفع الطاقة الحالية لخطوط أنابيب قائمة تنقل الغاز إلى إسبانيا وإيطاليا، لكن تباين نتائج عملية جذب شركات نفط أجنبية للاستثمار في أعمال تنقيب وإنتاج جديدة في الآونة الأخيرة يشير إلى أنه قد يكون من الصعب تحقيق زيادات كبيرة في الانتاج في المدى البعيد· وفازت أربع شركات أجنبية فقط بتراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في جولة تراخيص في ديسمبر الماضي، بينما لم تجذب 11 منطقة أي عروض· وكانت تلك الجولة الأولى التي تطرح منذ سن قانون في عام 2006 يعطي شركة الطاقة الوطنية العملاقة ''سوناطراك'' حصة إلزامية لا تقل عن 51 بالمئة في أي عقد للتنقيب عن النفط والغاز يمنح لشركات أجنبية· وقال محللون إن القانون يعكس توجهاً عالمياً نحو تأميم الموارد وكان مناسباً في أجواء الارتفاع الشديد لأسعار النفط، لكنه بدا مقيداً إلى حد بعيد منذ انهارت أسعار الطاقة· وقال جوناثان ستيرن من معهد اوكسفورد لدراسات الطاقة ''لقد أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت ستتوافر استثمارات كافية لدعم انتاج الغاز الجزائري في المدى البعيد·· أعتقد أننا سنشهد فجوة لكن من الصعب معرفة متى تحدث''· وقال وزير الطاقة والمعادن شكيب خليل الشهر الماضي إن الجزائر مستعدة لزيادة صادراتها من الغاز إلى أوروبا إذا سمحت العقود القائمة· وألقى باللوم على ضعف الاقتصاد العالمي في النتائج المتباينة التي أسفرت عنها جولة منح التراخيص في ديسمبر الماضي، وقال في 17 يناير الماضي خلال مراسم توقيع العقود مع أصحاب العروض الأربعة الفائزة ايني وإي·أون ورورجاز وجازبروم وبي·جي جروب إنه لا يمكن إنكار أن الوضع غير المواتي بالسوق العالمية كان أحد العوامل المؤثرة· وتحدث خليل في ورشة عمل بشأن صناعة الطاقة في 28 يناير، قائلاً إن حجم الاكتشافات أقل من المتوسط العالمي، وإن هناك حاجة لتوجهات جديدة لتنشيط أعمال التنقيب عن النفط والغاز· وأضاف أن الجزائر تحتاج إلى اكتشاف المكامن الوسيطة الموجودة بين المخزونات العملاقة في حقلي حاسي مسعود وحاسي الرمل وغيرهما من الآبار الصغيرة التي اكتشفت خلال العقد الماضي· وقال جون ماركس من دورية افريكا انرجي إن النتائج الضعيفة لجولة منح التراخيص الأخيرة فتحت جدلاً في الجزائر بشأن ما إذا كانت سوناطراك بحاجة إلى شركات النفط الأجنبية الكبرى لتحقيق طموحاتها· وأضاف ''هناك وجهة نظر تقول إن لدى سوناطراك الإمكانيات والأفراد وإن بإمكانها دائماً جلب متعاقدين هندسيين لتنفيذ الأعمال''· وقال مسؤولون تنفيذيون بالقطاع- طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم- إنه كان هناك اهتمام حقيقي بكثير من المناطق المعروضة لكن ربما كان الجزائريون مفرطين في الطموحات· وأضافوا أن بعض المناطق التي كانت معروضة لم تكن ضمن أكثر المناطق الواعدة في البلاد، وقال ماركس ''هناك فهم متنام بأن الجزائر ليست مكاناً تنافسياً للعمل، وأن الأرباح ليست جيدة مثل نظيراتها في مناطق التنقيب الأخرى·· يعني كل هذا أنه ينبغي أن تخفف الجزائر الشروط بعض الشيء إذا كانت تريد جذب مستثمرين''· ويقول محللون إن الاستثمار في البنية التحتية يتقدم بشكل جيد على ما يبدو رغم بعض المشكلات العام الماضي بما فيها خلاف مع شركاء اسبان تسبب في بطء تطوير مشروع كبير للغاز في منطقة غاسي طويل· ومثل غيرها من الشركات المنتجة للغاز، واجهت سوناطراك مشكلات مثل ارتفاع تكاليف الانتاج، كما زاد نقص العمالة في قطاع الطاقة على مستوى العالم من حدة المنافسة· وتمضي الشركة حالياً في تطوير غاسي طويل، كما تعيد تطوير منشأة للغاز الطبيعي المسال في ميناء سكيكدة بعدما تضررت من جراء حريق· ومن المقرر أن يبدأ خط أنابيب ميدجاز الذي تبلغ طاقتة ثمانية مليارات متر مكعب سنوياً نقل الغاز من الجزائر إلى اسبانيا في النصف الثاني من العام الحالي، كما يجري إنشاء خط أنابيب جديد لنقل الغاز الى إيطاليا· ويقول بعض المراقبين إن المسؤولية تقع الآن على أوروبا لبناء شبكة أنابيب لضمان وصول الغاز الجزائري إلى عدد أكبر من الدول· ويقول مسؤولون اسبان إن ميدجاز سيوفر لأوروبا ممر إمدادات مهماً· ورغم ذلك فإن البنية التحتية الاسبانية ليست قادرة سوى على ضخ نسبة ضئيلة من طاقة خط الانابيب إلى فرنسا· وقال كريج مكماهون من شركة وود ماكينزي لاستشارات الطاقة إن كثيراً من الاكتشافات الأخيرة بالجزائر تم في أحواض قرب عين صالح في جنوب غرب البلاد حيث تبدو الاحتياطيات ضئيلة والاكتشافات صغيرة نسبياً كما تفتقر المنطقة إلى خطوط الانابيب· وقال مكماهون ''إقامة البنية التحتية وتطوير اكتشافات قائمة في جنوب غرب البلاد أمر ضروري للجزائر كي تزيد صادراتها''· وقفزت عوائد سوناطرك من النفط والغاز إلى 76 مليار دولار العام الماضي من 57 مليار دولار في ·2007 ومع وجود احتياطيات كبيرة من العملة الصعبة لا تواجه الحكومة الجزائرية ضغوطاً داخلية تذكر لتعزيز انتاجها من النفط والغاز· وتقول إنها تملك الموارد التي تسمح لها بالمضي في برنامج تطوير وطني طموح لسنوات حتى إذا ظلت أسعار النفط منخفضة· وقد تنخفض الكميات المتاحة للتصدير من الغاز في ظل خطط لتعزيز الانتاج المحلي من الكهرباء· وقال ستيرن ''يبقى أنه من غير المؤكد إلى أي مدى ترغب الجزائر في مواصلة التوسع في صادرات الغاز لأوروبا·· لديها خطط نشطة إلى حد بعيد للتوسع المحلي رغم أن ذلك سيكون أقل ربحية بكثير على ما يبدو''·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©