السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«برق في غابة» مختارات شعرية لمبارك وساط

«برق في غابة» مختارات شعرية لمبارك وساط
2 سبتمبر 2010 22:38
بعد ديوانه الشعري “فراشة من هيدروجين”، الذي أصدرته دار النهضة في بيروت، أصدر الشاعر المغربي مبارك وساط بمنتخبات من شعره باللغتين العربية والفرنسية، وذلك عن دار المنار بفرنسا، تحت عنوان “برق في غابة” وتقع في 60 صحفة. تتضمن هذه المختارات 23 قصيدة، يهديها مبارك وساط إلى ابنه بشْر، وهي منتقاة ومأخوذة من دواوين مبارك وساط الشعرية الصادرة عن دور نشر مختلفة وهي “على درج المياه العميقة”، “محفوفا بأرخبيلات”، راية الهواء”، و “فراشة من هيدروجين”. ومن قصائد “برق في الغابة”، نقرأ في قصيدة “شرفة”: “رنين عضلات اللّيل المعدنيّة، ضجيج النّهارات المتقيّحة، رصاصاتُ الليل والنّهار الطّائشة، الرّماد: ذاك ما تعرفه أيضا أفواهُنا. من هذه النّقطة انطلقْت. وهاهي تتدحرج الان نحْو النّقطة المجاورة، حيث جلس رجل في هيئة شحّاذ. أطلق وابلا من الشتائم، قاصدا لا احد، ربَّما. شرب نشيدا من الدّموع في أقداح مكسورة. بكى تحت شرفة تأوي إليها امرأة كانت حبيبتي. رقص على الجمر، وعلى نغمات الناي. أما في قصيدة “أقاليم”، فيقول الشاعر مبارك وساط: “ثمّة أقاليم منسيّة نحْلم أن نبْعثها في ذاكرة الأرض أقاليم مأهولة بالكلمات العارية والعصافير الخرساء لنعْبر إليها! ولنطرق أبواب الولادة بعُكّاز حكمة مجنونة بقبضةِ الدّم النّافر ثمة حمائم ومذّنّبات خجولة ستنتشي بظلالنا حين ننفُض عنها غُبار الطّريق ونمضي مُهتدين بنجمة في القلب ثمّة السِنة اللّهب الرّاقص على أهدابنا هل هي إلا التماعة حُلم على ارْض الوحشة الزّرقاء؟”. وفي قصيدة “قبر”، نقرأ: “مرّة أخرى، تبذر دمك في ارض مجدبة. تطفو على صفحة حياتك كقطرة زيت تائهة أو ككائن غريب لم يسبق أن رآه احد. عْواؤه غير المسموع يصبغ الهواء بزرقة جنين وُجد مرميّا ذات صباح شتائي – يمكنكم تصوّر ذلك بكلّ سهولة -. التّحرّيات في الموضوع أنهكت العذارى الرّاكضات في الأسواق وعلى ضفاف الأنهار التي تسافر إلى مكان مجهول – ربّما هو الجحيم -. الخُوذُ تترنح بين الكروم، تستقلّ القطارات، تستنطق الأجيال القادمة. المهم أنهم لم يمنحوه – أي ذلك الكائن الغريب – أي اسْم حتّى الآن. لم يمنحوه ولو تلك الزّهرة الكليلة التي تُجهش في مستنقع. ولو برق الدودة التي تزحفُ ليلا في نخاعك. بينما تقتنص عينُك المفتوحة مغامرة في كلّ ثانية. ماذا يمكننا أن نضع على قبرك ونحن لا نرى إلا انعكاسَه في المياه؟”.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©