السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دعوات إلى إيجاد علاقة بين الإعلام التقليدي والاجتماعي

دعوات إلى إيجاد علاقة بين الإعلام التقليدي والاجتماعي
24 يونيو 2014 14:34
محمود خليل (دبي) أكد خبراء وإعلاميون أهمية إيجاد علاقة تربط بين وسائل الإعلام التقليدية، ووسائل التواصل الاجتماعي، نظراً لتأثيرات الإعلام الاجتماعي في مختلف مناحي الحياة، علاوة على ما يمثله كمصدر مهم للمعلومات والأخبار في مختلف دول العالم. جاء ذلك خلال افتتاح قمة شبكات التواصل الاجتماعي التي انطلقت أعمالها أمس في دبي واستضافها موقع “أريبا أريبا”، بمشاركة لفيف من الخبراء وقيادات عدد من كبرى مؤسسات الإعلام والتكنولوجيا في المنطقة، والمعنيين بشبكات التواصل الاجتماعي وما أحدثته من آثار كبيرة في المجتمعات، سواء داخل المنطقة العربية أو العالم. واعتبر المتحدثون أن قنوات التواصل الاجتماعي، تكتسب أهمية إضافية من خلال دورها الحثيث بإزالة كافة العقبات القائمة بين الحكومات والأفراد والمجتمعات، منوهين بأن هذه القنوات تمتاز بشفافية عالية، خصوصا أنها مفتوحة أمام أعضاء الحكومات للتواصل الفعال مع مختلف الطبقات في المجتمع. ورأوا أن الصحفيين باتوا يستعينون بالمعلومات المنشورة والتغريدات في كتابة قصصهم الخبرية، مشيرين إلى أن الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي تكمن في إمكانية قياس ردة فعل الجمهور على أي حدث سياسي كان أو اقتصادي أو رياضي أو اجتماعي أو فني. واستعرض المتحدثون الجوانب الإيجابية والسلبية لمواقع التواصل الاجتماعي من حيث نقل الحقائق والتزود بالمعلومات الغنية، وفي المقابل إمكانية استخدامها للتضليل ونشر الشائعات المغرضة، مطالبين بضرورة وضع ضوابط قانونية وسن قوانين للإشكاليات التي تنتج جراء ذلك لمساءلة الأشخاص عن الجرائم المرتكبة عبر الانترنت. وأكدت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، خلال الكلمة الرئيسية للقمة، أن الإمارات تمكنت من تحقيق طفرات تنموية ضخمة خلال العقود الأربعة الماضية، ونجحت خلالها في التحول من مجتمع بدويّ بسيط إلى منارة للتطوير والتنمية في المنطقة، ونموذج يحتذى به في تطبيق أفضل الممارسات العالمية، وتبني الحلول والتقنيات الحديثة وتسخيرها في خدمة الأهداف التنموية الطموحة لقيادتنا وشعبنا. وأشارت إلى أن الإمارات عرفت منذ فترة طويلة مفهوم التواصل الاجتماعي، ولكن في قالب «المجلس» حيث كان يجتمع حكام البلاد بعامة الناس لمناقشة الموضوعات التي تهم المجتمع، والتباحث في مختلف شؤونهم الحياتية. وأضافت: “ما لبث التطور أن أفرز أشكالا جديدة من “المجالس” ولكن في إطار تكنولوجي يتوافق مع روح العصر، وهي التي باتت معروفة اليوم باسم «منصات أو شبكات التواصل الاجتماعي». وأشارت إلى أن الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» للإعلام الاجتماعي، لما يراه سموه فيها من قيمة كبيرة في تحقيق التواصل المباشر بين القائد وشعبه، وغيرهم من الناس فيما وراء بلاده. وأضافت أن سموه كان من أوائل زعماء العالم في التنبّه إلى قيمة مواقع التواصل الاجتماعي، وتسخيرها في تعزيز خطوات بلادنا التنموية والرامية إلى تحقيق السعادة لشعب الإمارات والمقيمين فيها. ونوهت بتدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لصفحته الخاصة على موقع “تويتر” في يونيو من عام 2009، حيث يسجل التاريخ لسموه أنه أول زعيم في العالم يعلن عن تغيير وزاري عبر “تويتر”، حيث أصبح سموه في غضون فترة وجيزة واحداً من أكثر عشرة زعماء في العالم حضوراً على شبكات التواصل الاجتماعي. وأوضحت المري أن قناعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بأثر التواصل الاجتماعي هو أمر متأصل في تاريخ وتراث دولة الإمارات، التي لعبت على مدار حقبة زمنية كبيرة دوراً محورياً مهماً في ربط شرق العالم بغربه، وكانت دائماً نقطة التقاء حيوية لثقافات العالم وحضاراته، لذا لم يكن أمراً مستغرباً أن يبادر سموه إلى تسخير معطيات العصر في تفعيل التواصل مع الناس وتوسيع دائرته وتعميق أثره الإيجابي على المجتمع وجميع أفراده. وأشارت إلى استحداث سموه لمبادرة فريدة من نوعها بإطلاق “عصف ذهني” على موقع «تويتر»، دعا فيه عامة الناس إلى المشاركة بآرائهم واقتراحاتهم من أجل تحقيق مزيد من التطوير الإيجابي ضمن مختلف المجالات. وحول مدى تأثير شبكات التواصل الاجتماعي وسرعة انتشارها، قالت المرّي إن العالم بات يتحرك بوتيرة أسرع لتحقيق مزيد من التقارب على مستوى الناس، مع تنامي شعورهم في أطراف الأرض المختلفة بحاجة متزايدة للحصول على مزيد من المعلومات، وأن يكونوا على اطلاع أكبر وأكثر سرعة بما يحدث في العالم. وأكدت أن انتشار شبكات التواصل الاجتماعي ساهم في تلبية تلك الاحتياجات الملحّة للشعوب، مدعوماً بتطور تكنولوجي فرض على الشعوب تحدياً كبيراً في محاولة ملاحقته. إزالة العقبات بدوره، أكد سمير الرفاعي رئيس وزراء الأردن الأسبق، أن مواقع التواصل الاجتماعي، تعزز من فعالية الخدمات على المستوى الحكومي، مشيراً إلى أن قنوات التواصل تعمل على إزالة كافة العقبات القائمة بين الحكومة والأفراد في المجتمع وقال في كلمته خلال القمة إن وسائل الاتصال الاجتماعي بين صناع القرار والمؤسسات والناس تعد قنوات اتصال ذات شفافية عالية، لاسيما أنها تبقي القنوات مفتوحة أمام السياسيين في الحكومات لتواصل فعّال مع مختلف الطبقات في المجتمع. وأضاف الرفاعي: “تهدف الحكومة من استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي إلى إزالة كافة الحواجز والمعوقات وبناء خط اتصال مباشر مع أفراد المجتمع”، مشيراً إلى أن الحكومة تهدف وبشكل رئيسي إلى تواصل فعال وحقيقي مع أفراد المجتمع الذين يتوقعون من الحكومات إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بينهم من أجل شفافية أكبر. وأضاف الرفاعي: “إنني فخور جداً بكوني رئيس الوزراء الأول على مستوى الأردن، بامتلاكي حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر. مدينة ذكية متكاملة من جانبه، أكد عثمان سلطان الرئيس التنفيذي لشركة “دو”، أن دبي ماضية لأن تصبح مدينة ذكية متكاملة توفر كافة الخدمات والمعلومات للأفراد والمؤسسات من خلال أحدث التقنيات والأنظمة في السنوات الثلاث القادمة، مستفيدةً من البنية التكنولوجية التحتية المتطورة وقال سلطان: “لقد تم توجيهنا في دبي من اجل العمل لتحويل الإمارة إلى مدينة ذكية من خلال تبني الأنظمة الحديثة، وإيجاد التطبيقات اللازمة للمضي قدماً في جعلها المدينة الأذكى في القطاع التكنولوجي”. وأضاف: “العالم لا يتوقف عن التغيَر، فلقد بني العالم على الثورة الصناعية، حيث كان الاعتماد بشكل كبير على القطاع الصناعي والمعدات، وبعد بضع عقود من الزمان تغيرت المجتمعات، وتحولت إلى تكنولوجيا المعلومات والأنظمة الرقمية، ومن هذا المنطلق يعتبر التغيير جزءا من الحمض النووي للأفراد”، لافتاً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف الأنواع تشهد نمواً كبيراً، حيث يتم تحميل أكثر من 50 ساعة من المحتوى الرقمي في كل ثانية عبر هذه المواقع. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وتطرقت الجلسة الأولى للقمة إلى موضوع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في طريقة استهلاك الأخبار والمعلومات من قبل الأفراد، بعد أن كانوا يتلقون المعلومات من وسائل الإعلام التقليدية فقط. وأكدت بشاير الصايغ عميد كلية الإعلام في جامعة الكويت، والتي أدارت الجلسة، أن الإعلام الاجتماعي بات مؤثراً في مختلف المناحي الحياتية للناس، فيما أشارت هبة الصمد مسؤولة الإعلام الرقمي في مؤسسة دبي للإعلام، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مصدر إخباري رئيسي لوسائل الإعلام المختلفة، مشددة على أهمية أن تدرك وسائل الإعلام، أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت مصادر إخبارية مهمة لهم، وأن كمية المعلومات التي يمكن الاستفادة منها كبيرة جداً، وستزداد في المستقبل. إلى ذلك، أكد محمد برهان المدير التنفيذي في تلفزيون “سي أن بي سي” العربية، أن مفهوم الخبر تغير بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الإعلام كان يصنع الخبر في السابق، الآن بات الخبر موجوداً في كافة وسائل التواصل الاجتماعي لحظة وقوعه، والمطلوب فقط من وسائل الإعلام التأكد من صحته أو عدمه. وبين أن الأفراد أصبحوا مصدراً رئيسياً ومهماً للأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعتبر هؤلاء المنفذ الرئيسي للمعلومات في مختلف دول العالم، مشيراً إلى أن الأفراد بحد ذاتهم أصبحوا قنوات اتصال فعالة على كافة الصعد. وقال إن شبكات التواصل الاجتماعي، أصبحت مصدراً مهماً للمعلومات والإعلانات، حيث وصلت قيمة الإعلانات عبر الانترنت إلى ما يقارب 1.06 مليار دولار، متوقعاً أن يشهد سوق الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي نمواً كبيراً من 20% إلى 30% خلال السنوات القادمة. بدوره، أشار أيمن ايتاني، خبير استراتيجي في الإعلام الاجتماعي، إلى أن وسائل الإعلام على علاقة مباشرة مع الجمهور، ويمكن أن تستفيد من مواقع التواصل في الحصول على أكبر مساحة لتغطيتها، ويمكن عبرها قياس ردة فعل الجمهور على الخبر المنشور. جوانب إيجابية وسلبية وتطرقت الجلسة الثانية، إلى موضوع الاختلاف بين مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي، وتحدث فيها كل من: ماهر أبو طير سكرتير التحرير في جريدة البيان، وتحسين القطاونة، مستشار قانوني. وأكد ماهر أبو طير أن هناك جانبا إيجابيا وآخر سلبيا لمواقع التواصل الاجتماعي، يتمثل الإيجابي في نقل الحقائق والتزود بالمعلومات، وأما السلبي فيتمثل في إمكانية استخدام المواقع من أجل التضليل ونشر الإشاعات. وأشار إلى أنه بات مطلوباً من وسائل الإعلام التقليدية أن تتجاوز مرحلة توظيف وسائل التواصل الاجتماعي إلى ابتكار أشكال جديدة من العمل الصحفي لصالحها. وأكد أنه لا توجد سيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، لكن هناك نوع من السيطرة القانونية عبر إحالة مستخدميها إلى القضاء مثلاُ، مبيناً أنه قد تلجأ دول لإنتاج آلاف الصفحات من أجل تغيير مفهوم الرأي العام حول معلومات تضليلية نشرتها صفحة واحدة. إلى ذلك، أكد تحسين قطاونة، على ضرورة وضع ضوابط قانونية وسن قوانين للإشكاليات التي تنتج جراء التطورات التكنولوجية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لمسائلة الأشخاص على الجرائم المرتكبة عبر الانترنت. نماذج استغلال واستعرضت ايما ليناكر، مستشارة تواصل اجتماعي، في الجلسة الثالثة، نماذج لاستغلال الشركات لمواقع التواصل الاجتماعي في نشر منتوجاتها والترويج للسلع والعلامات التجارية. وقدم جايمس رونولد الرئيس التنفيذي لموقع “فيروا”، عرضاً حول استغلال الشركات التجارية للمواقع التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لمنتوجاتها بهامش تكلفة قليل. وأشار إلى أن الشركات تسوق لمتوجاتها بنسبة 24% عبر الإعلانات، منها 7% عبر مواقع التواصل الاجتماعي و16% عن طريق دفع قيمة الإعلان في الصحف والتلفزة وغيرها من الإعلام التقليدي، مبيناً أن هناك شركات تنبهت إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، وباتت تدعو الجمهور لمشاركتها تجاربهم حول المنتجات التي تقدمها. وأكد أن هناك أكثر من تريليون شخص حول العالم استخدم خدمة البحث في موقع “جوجل” العام الماضي، وأن هناك 3 ملايين و500 ألف عملية بحث على الانترنت كل ثانية، ما يدل على حجم الاستخدام الكبير، وإمكانية استغلال الشركات للانترنت في تقدم الدعاية والترويج لسلعها. 66% يغردون أثناء مشاهدة التلفاز قدم ستيف كاليفونيتس رئيس استراتيجية العلامة التجارية في شركة «تويتر»، عرضاً خلال القمة عن سبب إقبال الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن شعورهم بالتفاعل، وتبادل التجارب مع الآخرين، هو السبب الرئيس وراء هذا الإقبال الكبير. وأكد أن 66% من مستخدمي الهواتف النقالة يغردون على موقع «تويتر» أثناء جلوسهم على شاشة التلفاز، مشيراً إلى أن تجارب الناس، وتفاعلهم مع الأحداث العالمية والكبرى، يدفعهم إلى التغريد بتجاربهم عبر تويتر، مبيناً أن هناك زيادة في عدد التغريدات نتيجة تجارب الناس وتفاعلهم مع كأس العالم في مختلف أرجاء المعمورة. وأن العالم العربي شهد ارتفاعاً في عدد التغريدات التي تزامنت مع إطلاق برنامج «المواهب» الذي فاز به محمد عساف، مشيراً إلى أن مواقع التواصل، تمكن الناس من التعبير عن مشاعرهم وفرحتهم تجاه اللحظات الحديثة، والتفاعل معها. وأكد أن 66% من مستخدمي الهواتف النقالة يغردون على موقع تويتر أثناء جلوسهم على شاشات التلفاز،وأن علامات «الهاشتاغ» في تويتر هي أداة للتواصل بين الأفراد، وتجمعهم حول موضوع معين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©