النصر والعين.. قمة «الذكريات الجميلة»

مباراة من الزمن الجميل، والتنافس الثنائي بين النصر والعين، وإن لم تعد الأمور كما كانت في السابق، حيث لم يبق من مسمى المواجهة سوى الذكريات الجميلة فقط، حيث ابتعد النصر عن أجواء المنافسة، أما العين فقد غاب عن لقب الدوري منذ ست سنوات، ويحاول استعادة العلاقة طيلة تلك السنوات، وستكون المباراة هي مسك ختام الجولة الثانية، حيث يبحث النصر عن تعويض خسارة البداية أمام الجزيرة، أما العين فهو يفتش عن النقطة السادسة، بعد أن حقق الفوز في الجولة الماضية. يريد النصر أن يبدأ الموسم بداية قوية، حيث لم تكن المباراة الأولى موفقة بشكل كبير للفريق الذي سقط أمام الجزيرة بثلاثية نظيفة، وفي كل موسم تنتظر جماهير الفريق عودة العميد إلى أيامه الخوالي، ولكن دون فائدة تذكر، حيث يبدأ الموسم بداية مخيبة للآمال، وتؤثر تلك البداية على بقية الموسم بالنسبة للفريق. ويسعى النصر في مباراة اليوم إلى طي صفحة الجولة الأولى، والتفكير في كيفية الفوز على العين، والحصول على أول ثلاث نقاط هذا الموسم، لكي يثبت أنه تعلم من أخطاء الماضي، وأن النصر في هذا الموسم سيكون رقماً صعباً في بطولة الدوري. أما العين فقد بدأ بداية موفقة على صعيد الفوز والحصول على النقاط الثلاث بعد الفوز على دبي، ولكنها لم تكن كذلك على صعيد الأخطاء التي وقع فيها الفريق، وكاد يدفع ثمنها غالياً، خصوصاً في الشق الدفاعي، حيث تلقت شباكه ثلاثة أهداف، وبات على المدرب عبدالحميد المستكي أن يجد علاجاً سريعاً لتلك الأخطاء، حتى لا تكون سبباً في خسارته للنقاط في المباريات القادمة، ولا يزال ملف اللاعبين الأجانب مفتوحاً في العين، خصوصاً بعد تعرض الإيفواري كيتا للإصابة في أولى مباريات الفريق، وتنتظر جماهير العين حسم هذا الملف سريعاً وقبل فوات الأوان. حقائق حول المباراة مباراة اليوم تحمل رقم 73 في تاريخ مواجهات الفريقين، وأول مباراة بين الفريقين كانت في موسم 1976 - 1977 وانتهت بفوز النصر بهدف نظيف، وآخر مباراة بينهما كانت في الموسم الماضي، وانتهت لمصلحة العين بهدفين نظيفين. حقق النصر الفوز على العين 19 مرة، بينما فاز العين في 32 مواجهة، وكان التعادل حاضراً في 21 مباراة، والجدير بالذكر أنه في آخر 11 مباراة لم يحقق النصر الفوز على العين سوى في مباراة واحدة. شهدت لقاءات الفريقين تسجيل 174 هدفاً في 72 مباراة، وكان نصيب الأسد من الأهداف لفريق العين برصيد 97 هدفاً، بينما كان نصيب فريق النصر 77 هدفاً. كان أول هدف في تاريخ مواجهات الفريقين من نصيب اللاعب النصراوي والدولي السابق سالم بوشنين، ويعتبر اللاعب أحمد عبد الله لاعب العين في السابق هو هداف لقاءات الفريقين برصيد 11 هدفاً، ومن النصر يبقى السوداني الفاضل سانتو هو الهداف برصيد ثمانية أهداف. العين جاهز فنياً وبدنياً ومعنوياً المستكي: الدوري أشبه بـ «الكراسي الموسيقية» صلاح سليمان (العين) ــ أكد عبدالحميد المستكي مدرب العين أن التشكيلة التي سوف يدفع بها في لقاء اليوم أمام النصر في جاهزية تامة فنياً وبدنياً ومعنوياً للمواجهة المثيرة، بعد أن خضع جميع اللاعبين لتدريبات متواصلة عقب الفوز على دبي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في الجولة الأولى من المسابقة. وقال إن فريقه استطاع أن يحقق في بداية المشوار ما هو مطلوب منه، وانتزع الفوز واضعاً أول ثلاث نقاط في بنك الدوري، وكل مباراة يخوضها يستفيد منها أكثر وترفع من قوته وتزيد من تجانس عناصره للمباريات التالية. واعترف مدرب العين أن فريقه ارتكب العديد من الأخطاء في المباراة الماضية، وصاحبت أداءه بعض السلبيات، مؤكداً في الوقت نفسه أن الأخطاء واردة في كرة القدم، ولا يخلو منها أي فريق في العالم، مهما كان، ولكن يمكن تصويبها، أو على الأقل التقليل منها من خلال التدريبات المتواصلة. وقال المستكي: نحرص في كل تدريب على تصحيح ما هو سلبي، وترتيب الأوراق من أجل إعادة التوازن لخطوط الفريق، خاصة الخط الخلفي، وثقتي كبيرة في كافة عناصر الفريق، وفي المدافعين على وجه الخصوص، ولا أذيع سراً إن قلت إننا ندخل مباراة اليوم بهدف الخروج من ملعب “العميد” بنتيجة إيجابية. وتحدث المستكي عن غياب المحترف الإيفواري إبراهيما كيتا الذي أصيب في المباراة الماضية في أربطة الركبة الداخلية، ويحتاج لفترة علاج لا تقل عن شهرين، لافتاً إلى أن البنفسج سوف يفقد جهوده في لقاء اليوم، وقال: العين يملك العدد الكافي من العناصر البديلة الجاهزة التي يمكنها سد النقص في أي من الخطوط الثلاثة، ونحرص دائماً لكي يكون الفريق مكتمل الصفوف، ونسعى إلى الدفع بأفضل اللاعبين الجاهزين في كل المناسبات، ويجب على كل لاعب أن يقوم بدوره على الوجه الأكمل، كما فعل اللاعب عمر عبدالرحمن في مباراة دبي السابقة حيث قدم مستوى فنياً متميزاً. وأشاد المستكي بموقف اللاعب هزاع سالم الذي شارك أمام دبي، على الرغم من حالة الحزن التي عاشها بسبب وفاة أحد أقاربه، مذكراً الجميع بموقف سابق للشقيقين سبيت وجمعة خاطر عندما شاركا يوماً مع العين في مباراة مهمة، على الرغم من وفاة والدهما. وقال مدرب العين: ما يهمنا بالدرجة الأولى وفي كل المشاركات أن يقدم العين دائماً مستواه الفني المعروف، ويحصد الفوز تلو الآخر، نحن ندرك أن العين كان في السابق يعاني من مشكلة في خط الوسط، في حالة غياب النجم التشيلي خورخي فالديفيا، ولكن أصبح عمر عبدالرحمن يقوم حالياً بنفس الدور، وحل “المعضلة” بشكل كبير، علاوة على أن هناك أكثر من لاعب في الوسط مثل محمد عبدالرحمن وسالم عبدالله المصاب. وتطرق المستكي إلى مسابقة الدوري بشكل عام، مؤكداً أنها تشبه لعبة الكراسي الموسيقية تماماً، من حيث تبادل المراكز بين الفرق بعد كل أسبوع وآخر، وتغير النتائج من مباراة إلى أخرى، مما يؤدي إلى تقدم فرق إلى مقدمة الترتيب، وتراجع بعض المنافسين خطوات إلى الخلف. وأضاف: إن الدوري ما زال في بدايته، وهناك الكثير من الأمور التي لم تكشف عنها الجولة الأولى، ولكن من غير المنطقي أن تحاسب المدرب من أول مباراة. وتحدث مدرب الزعيم عن منافسه النصراوي، لافتاً إلى أنه فريق يتمتع بمستوى رائع ويملك عناصر متميزة على مستوى اللاعبين المواطنين والأجانب، وهو أحد الفرق العريقة في بطولة الدوري، والخسارة التي تعرض لها في أول مبارياته من فريق الجزيرة ليست مقياساً للحكم عليه، ولا يمكن الاستناد عليها في تقييم مستوى المنافس، وقال: المطلوب التعامل مع فريق النصر بجدية كبيرة، لأنه هو الآخر يسعى أيضاً إلى الفوز وحصد النقاط الثلاث. وأشاد المستكي بمشجعي العين الذين يرى أن توجههم إلى ملعب القطارة في المباراة الماضية، جاء من تلقاء أنفسهم، ولم يكن بسبب استجابتهم للدعوة التي وجهت لهم. وأضاف: أن جماهير “الأمة العيناوية” تساند اللاعبين بقوة، وهي بذلك تعوض عامل الخبرة الذي يحتاج إليه عدد من لاعبي الفريق الشباب، ونحن كجهاز فني وإداري نؤكد أن ثقتنا كبيرة في هذه الجماهير الوفية. وعن اللاعب الثالث الذي يمكن الاستعانة به لأي ظروف طارئة في الأيام المقبلة، قال إن العين لديه من الخيارات، وما زال هناك متسع من الوقت قبل أن تنتهي فترة التسجيل الأولى. خطة متوازنة لـ «العميد» تقديراً لـ «الزعيم» أنجوس يتحدى الصعاب بـ «روح جديدة» صبري علي (دبي) – يواجه النصر تحدياً جديداً عندما يواجه العين، نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها، ويحاول الفريق التغلب عليها في مباراة الليلة الصعبة، ويبحث خلالها عن الفوز الأول له في الدوري وتعويض الخسارة الثقيلة أمام الجزيرة بثلاثية في الجولة الأولى. استعد النصر جيداً للمباراة، بعد أن ركز الجهاز الفني بقيادة البرازيلي أنجوس على تصحيح أخطاء لقاء الجزيرة، والتي أدت إلى الخسارة، وظهر اللاعبون في التدريبات بمستوى جيد، ضاعف من التفاؤل بإمكانية تجاوز الفريق لهذه المرحلة الصعبة، ومعرفة طريق الانتصارات. وقام الجهاز الفني للنصر بدراسة فريق العين جيداً بإعادة مشاهدة تسجيل لمباراة المنافس التي خاضها أمام دبي في الجولة الأولى، وإن كان من الطبيعي أن تختلف طريقة لعب العين في مباراة الليلة عن مباراة دبي. ويلعب النصر مباراة اليوم بتوازن شديد بين الدفاع والهجوم، تقديراً لقوة المنافس، وإن كان التركيز على الجوانب الهجومية سيكون بدرجة أكبر، على الرغم من احتمال غياب الإكوادوري تينيريو الذي ما زال يعاني من الإصابة التي لحقت به قبل انطلاق الدوري، وأبعدته عن مباراة الجزيرة. ويعتمد الجهاز الفني للنصر على الأداء الجماعي للفريق والربط بين الخطوط الثلاثة، وسرعة التحول من الدفاع للهجوم والعكس، خاصة أن الفريق يضم العديد من العناصر الشابة في تشكيلته الأساسية لهذا الموسم، مع الالتزام بمراقبة مفاتيح لعب العين الهجومية المتعددة. وأكد خالد عبيد مدير فريق النصر أن الأزرق أصبح في حالة أفضل بدنياً وفنياً بدرجة أكبر، مما كان عليها قبل لقاء الجزيرة، وأنه تخلص من أثار الخسارة الأولى، من الناحيتين النفسية والفنية استعداداً لتقديم الأفضل الليلة، على الرغم من قوة المنافس وطموحه الكبير. وقال: “من سوء حظ النصر أن يلعب أمام الجزيرة والعين في الجولتين الأولى والثانية، لأن المهمة أمام الفريقين صعبة، لكن هذا هو نظام الجدول الذي لابد من التكيف معه، وهو ما نحاول أن نتجاوزه حتى نستعيد توازننا، ونحن نثق أننا سنكون في شكل أفضل أمام العين بعد أن اكتملت صفوفنا باستثناء غياب المدافع بدر ياقوت واحتمال غياب تينيريو رغم جهود تجهيزه”. وأضاف مدير فريق النصر أن الجهاز الفني حاول خلال الأيام الماضية إعادة ترتيب أوراقه وتجهيز اللاعبين نفسياً وبدنياً وفنياً لمواجهة فريق كبير بحجم العين، في ظل إدراك الجميع للمهمة الصعبة التي تنتظر الفريق في المباراة، والتحدي الذي يواجهه اللاعبون في الملعب لإسعاد جماهير “العميد”.