الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خبراء يبحثون سبل تطوير الخيول العربية الأصيلة

خبراء يبحثون سبل تطوير الخيول العربية الأصيلة
8 يونيو 2012
عصام السيد (برلين) - افتتح أمس بالعاصمة الألمانية برلين، المؤتمر الدولي الثالث لخيول السباقات العربية، الذي يقام تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وذلك في فندق ريتز كارلتون، ويستمر ثلاثة أيام، وتضمن الافتتاح محاور متعددة ناقشت العديد من قضايا وهموم الخيول العربية الأصيلة. ينظم المؤتمر مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وهيئة الإمارات لسباق الخيل، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لسباقات الخيول العربية “إيفار”، وجمعية الإمارات للخيول العربية الأصيلة، وبالتنسيق مع مجلس أبوظبي الرياضي، والناقل الرسمي شركة طيران الإمارات، ورعاية شركة أبوظبي للاستثمار أريج الأميرات، والراشد للاستثمار، وشركة العواني، والاتحاد النسائي العام، ولجنة رياضة المرأة، وأكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، وساس للاستثمار، وشركة موزان، وكابال والأصابع السحرية، ومزرعة الوثبة ستد، والمعرض الدولي للصيد والفروسية، ونادي أبوظبي للفروسية. حضر الافتتاح، الشيخ حامد بن خادم آل حامد رئيس اتحاد الملاكمة محمد أحمد المحمود سفير الدولة لدى ألمانيا، والشيخة نجلاء القاسمي سفيرة الدولة لدى السويد، وعاصم ميرزا آل رحمة سفير الدولة لدى بولندا، وعبدالمحسن الدوسري الأمين المساعد بالهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة لشؤون الرياضة، وعبدالله القبيسي مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ولارا صوايا مديرة مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية رئيسة سباقات السيدات في (إيفار)، وسامي البوعينين رئيس الاتحاد الدولي للخيول العربية الأصيلة (إيفار)، وعدد من كبار الملاك والمربين والخبراء من الإمارات وأوروبا وأميركا. حضارة وثقافة وهوية وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، قال محمد المحمود “نلتقي اليوم هنا لنحتفل بافتتاح فعالية نأمل أن تتوج بالنجاح على مدى ثلاثة أيام، برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ونؤكد أن الخيل جزء لا يتجزأ من الحضارة العربية التي ترى في الفروسية ثقافة إنسانية مثلها مثل الصداقة بين الشعوب والثقافات، وتغنى بها أدبنا العربي”. وأضاف “ما دامت الحضارة عمادها الثقافة والثقافة هوية وتاريخ بماضيه وحاضره، فمن الطبيعي أن تهتم الإمارات بهذا الموروث الحضاري، ومن هذا المنطلق كان اهتمام المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالخيل العربية، حيث رصد العديد من الجوائز لتشجيع مقتني ومربي الخيول العربية الأصيلة والاهتمام بها، حفاظاً عليها من الاندثار، وشجع سباقاتها من خلال أمره برصد الجوائز لها، إلى جانب رصد جوائز حول الخيل العربية، منوهاً أن هذا الاهتمام بالخيول العربية حظي بتقدير المربيين على المستوى المحلي والعالمي”. السير على النهج وتابع: “انطلاقاً من المضي على نهج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، جاء اهتمام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في رعاية الخيول العربية الأصيلة ودعم رياضة السباقات التي توارثتها الأجيال، حتى أصبحت رياضة تتمتع باهتمام كبير لدى الكثيرين”. وقال المحمود “لقد تجلى هذا الاهتمام من خلال مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية، الذي يقام للمرة الرابعة على التوالي منذ انطلاقته عام 2009، وسباقات كأس مزرعة الوثبة (ستود)، وكأس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكأس سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للفارسات الهاويات (إيفار)، والمؤتمر العالمي لسباقات الخيول العربية، وبفضل هذه الجهود وهذه النشاطات والمؤسسات، أصبح الخيل العربي يتمتع بمكانة عالمية مرموقة، وبدأت أنظار محبي ومربي وملاك الخيول العربية تتجه إلى هذه الفعاليات”. وأضاف: “رياضة الفروسية رسالة صداقة ومحبة إنسانية، ويسعدني أن انتهز هذه الفرصة لأعبر لكم عن صداقتنا العميقة، وللإشادة بالعلاقات المتينة بين الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية، القائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة بأنواعها الاجتماعية والأكاديمية والاقتصادية والسياسية والثقافية”. وتابع: “لقد جاءت رياضة الفروسية لتضيف اهتماماً مشتركاً بين البلدين، ولتزيد من أواصر العلاقة، وتوجه المحمود بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في إنجاح هذه الفعاليات، والجهود التي بذلها فريق الإعداد والتنظيم”. وألقى كل من سامي البوعينين رئيس الاتحاد الدولي للخيول العربية الأصيلة “إيفار”، وعبدالله القبيسي ممثل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومحمد عيسى العضب نائب رئيس “إيفار”، ممثلاً لهيئة الإمارات لسباق الخيل، وجيرهارد شوننج مالك مضمار هوبجارتين، كلمات ترحيبية. محاور عديدة بعد ذلك، بدأت جلسات المؤتمر لمناقشة العديد من المحاور حول أهمية الخيل وتربيتها، وانطلقت أولى الجلسات بندوة “تربية وتأصيل الخيول العربية”، التي تتناول تطور صناعة وتربية خيول السباق العربية والنظرة المستقبلية لصيانة العرق النبيل واصطفائه، إلى جانب ترسيخ واجتياز عوائق ومراحل فصل النجاح من الإخفاق وإنجاح الخطط، وقدم الجلسة الدكتور محمد مشموم من المغرب. وشارك في الندوة، نخبة من أبرز الخبراء في العالم، وهم عزالدين سيدراتي (المغرب)، خالد النابودة (الإمارات)، وليام سميث (بريطانيا)، بول دافيرو (ألمانيا)، تود موك (أميركا) وماتس جينبيرج (السويد). واختلفت الآراء حول الدور الأساسي للفحل أو الفرس أو كلاهما في عملية التوليد الناجح، ومن ثم تم عرض الأمر على الحضور للتصويت، وأسفرت نتيجة حصول الفرس على 50%، والفحل على 20%، والاثنان معاً على 34%. وتطرق المحاورون إلى موضوع توفير قاعدة بيانات لخدمة المربين لوضع برنامج ناجح للتوليد، وهو محور أساسي، وكيفية إرساء قاعدة بيانات لتطوير عملية إنتاج الخيول العربية الأصيلة، لتدارك العجز في اللحاق بمنظومة الخيول المهجنة الأصيلة التي تملك أكثر من 80 جيلاً، حيث بدأت قبل 250 عاماً، عكس الخيول العربية التي تملك تاريخاً قصيراً في عملية توليد خيول السباقات على الرغم من التداخل بين السلالتين، كون الخيول العربية هي الضلع المؤسس. وقال ماتس جينبيرج ممثل الاتحاد الدولي (إيفار) إن الاتحاد صغير وليس لديه القوة الكافية لبدء هذه العملية الكبيرة لتدارك العجز واللحاق بركب الخيول المهجنة الأصيلة، وإن كان الأمر ضرورياً لتوفير هذه المعلومات. وتطرق المتحدثون إلى العمل على إنتاج خيول ورفع معدلات السرعة والقدرة التنافسية للخيول العربية الأصيلة، وتحسينها وتطويرها والوصول إلى إنتاج مميز ليكون منافساً. وحول نقل الأجنة والتلقيح الاصطناعي ومدى تأثير هذه التقنيات في تضييق المخزون الوراثي للخيول العربية الأصيلة، وهل الأم الحاضنة لها تأثير على المولود، اختلفت الآراء حول الموضوع. وقال بول دافيرو إنه ليس من أنصار نقل الأجنة ويناقض الفكرة، حيث يمكن أن يتم هذا الإنتاج إلى ما لا نهاية على الرغم من التكلفة العالية وفتح آفاق للمربين، لكن من الضروري الحفاظ على هوية الخيل وعنصر تربية الخيول كأحد مقومات تربية الخيول العربية الأصيلة. وحول هذا الأمر الذي شغل المربين في جميع المؤتمرات التي تم تنظيمها اعتباراً من أبوظبي 2010، تم عرض الموضوع على الحاضرين من خلال التصويت على ضرورة المحافظة على هوية الخيل العربية، والإجابة بنعم أو لا، وجاءت نتيجة الاستفتاء كالتالي، حيث وافق 58% ولم يوافق 26% وعدم الاهتمام 16%.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©