الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أوبرانياك: نملك فرصة العمر لبلوغ ربع النهائي

8 يونيو 2012
وارسو (أ ف ب) - يدخل لاعب الوسط المميز لودوفيك أوبرانياك إلى نهائيات كأس أوروبا التي تستضيفها بلاده بولندا مشاركة مع جارتها أوكرانيا، وهو يحلم بالسير على خطى زبيجنيو بونييك ورفاقه العمالقة الآخرين كازيميرز داينا وجريجورز لاتو وأندري زارماخ الذين شكلوا الجيل الذهبي في كأسي العالم 1974 و1982 وقادا المنتخب إلى المركز الثالث. ستكون الفرصة سانحة هذا الصيف أمام بولندا لكي تستعيد أمجاد الأيام الغابرة كونها تخوض مشاركتها الثانية فقط في كأس أوروبا على أرضها وبين جمهورها، وسيكون أوبرانياك أحد أسلحتها الأساسية في هذه المغامرة “الحالمة” كونه العقل المفكر وصاحب الخبرة النابعة من تأسيسه الفرنسي كونه ولد في متز ودافع حتى عن ألوان المنتخب الفرنسي لدون 21 عاماً، قبل أن يقرر استعادة جنسيته البولندية في الخامس من يوينو 2009 ويلعب مباراته الأولى بقميص بلاد جده زيجمونت في 23 يوليو من العام ذاته، وكانت ودية في مواجهة اليونان، وقد سجل بداية مثالية لأنه كان صاحب هدفي اللقاء (2-صفر). تبنى الشعب البولندي أوبرانياك منذ تلك المباراة التي تحدث عنها لاعب بوردو الحالي قائلاً: “كسبت مصداقيتي أمام اللاعبين والطاقم الفني والمشجعين بشكل سريع، كانت مباراتي الأولى كما كانت المرة الأولى التي أطأ فيها الأرض البولندية”. وتابع: “في بادىء الأمر كان الوضع صعبا لأني كنت الفرنسي الصغير الذي حط رحاله، لم أكن اتحدث اللغة، كنت محرجا بعض الشيء، لم اشعر بان الوضع صحيح. شعرت بالصغر وأنا انتظر المباراة بفارغ الصبر، ثم دخلت إلى الملعب وسجلت هدفين، هذا الأمر أعطاني دفعة هائلة من أجل انصهاري (بالمنتخب)”. ومنذ تلك اللحظة يشعر أوبرانياك أنه في موطنه بولندا ويجتمع بكل سرور مع زملاء الدرب نحو كأس أوروبا التي تحدث عنها قائلاً: “إنها مغامرة مذهلة على الصعيدين الرياضي والانساني، إنها طريقة أخرى لرؤية الأمور ولعب كرة القدم، وبولندا بلد كروي كبير”. لطالما كان أوبرانياك حاسما في لحظات لم يكن أحد يتوقعها، فباستطاعة هذا اللاعب الذي قرر في يناير الماضي ترك ليل من أجل الانتقال إلى بوردو، أن يسجل أهدافا مثل ذلك الذي منح فيه ليل الفوز في نهائي كأس فرنسا الموسم قبل الماضي أو حين سجل ثنائية في اول مباراة له مع المنتخب الوطني. كانت هناك امكانية أن يبقى مجهولاً وأن يلعب دوراً ثانوياً في الموسم المذهل الذي قدمه ليل العام الماضي. فاوبرانياك اكتفى بلعب دور البديل منذ وصوله إلى الفريق الشمالي عام 2007، وفكر باختبار حظه في مكان آخر، وهو تحدث عن هذه المسألة في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم، قائلاً: “حصلت على فرص العام الماضي (2010) وكانت هناك امكانية أن تتحول إلى واقع، لو تركت ليل بعد عدة أعوام في صفوفه ثم شاهدته يحقق الثنائية واللعب في مسابقة دوري أبطال أوروبا، لندمت على هذه الخطوة كثيراً”، ومن الأرجح أن ليل هو الطرف النادم حاليا على تخليه عن هذا اللاعب الذي ثأر لنفسه في فبراير الماضي عندما قاد بوردو للفوز على فريقه السابق 5-4 بتسجيله هدفين، أحدهما كان حاسماً، لأنه منح فريقه الفوز في الوقت بل الضائع. وقد تحدث البولندي عن تلك المباراة قائلاً لموقع الفيفا: “صحيح أني تأسفت لخسارة رفاقي السابقين، لكن القدر شاء ان تسير الأمور على هذا النحو، العودة إلى ليل وتسجيل هدفين في شباك الفريق الذي اعتبرني غير مؤهل للعب في التشكيلة الأساسية، وإنها ضربة ناجحة فعلاً”. عندما قرر أوبرانياك ترك ليل والتوجه الى بوردو خلال فترة الانتقالات الشتوية، فانه لم يكن يبحث فقط عن فرصة اللعب في مكان ينعم بظروف مناخية أفضل من تلك التي عاشها على مدى خمسة أعوام الشمال الفرنسي، بل كان يبحث عن التألق قبيل خوض غمار كأس أوروبا على أرض أجداده، وهو علل قراره بالقول “إن هذا الاختيار نابع من اعتقادي الراسخ بأنه السبيل الأنسب رياضياً وإنسانياً. كما يجب ألا ننسى أن بوردو فريق كبير، كيف لا وهو الذي توج بطلا لفرنسا قبل أقل من ثلاث سنوات، ناهيك عن تأهله لربع نهائي دوري الأبطال”. كما أوضح أن انتقاله يمثل بالنسبة له “فرصة اللعب ومواصلة تطوير الأداء في فريق فرنسي جيد”، مدركاً في الوقت ذاته أن انضمامه إلى بوردو لم يكن على سبيل النزهة لأن الفريق ما زال يكافح من أجل العودة إلى إوروبا”. وتمكن اوبرانياك بانتقاله إلى بوردو من إنقاذ موسمه واضعاً نصب عينيه خوض كأس أوروبا وهو في كامل لياقته بعدما كان حبيس مقاعد الاحتياط في ليل، آخذا في عين الاعتبار أيضاً التعاقدات التي أجراها الأخير قبل انطلاق الموسم الفائت، قائلاً: “إن الفريق لم يتعاقد مع نجم بقيمة (الانجليزي) جو كول لكي يبقيه على مقاعد الاحتياط طيلة الموسم”. وبالنسبة للحدث الذي ينتظره هذا الصيف في بلاد اجداده ورغم اعتقاده بأن تأهل البلد المضيف بشكل مباشر لا يتيح الفرصة لمنتخبه من أجل التحضير على النحو الأمثل، إلا أنه لاعب بوردو يتطلع بكل ثقة إلى خوض بطولته الدولية الأولى في مسيرته، وهو قال بهذا الصدد: “بالنظر إلى المباريات التي لعبناها مؤخراً أمام البرتغال وألمانيا (صفر-صفر و2-2 على التوالي)، فانا متفائل جداً واعتقد أننا نملك فريقا بإمكانه أن يشكل خطراً كبيراً على منافسيه”. ولا شك أن تفاؤل لاعب بوردو نابع أيضا من السهولة النسبية التي تتميز بها مهمة فريقه في الدور الأول، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الأولى إلى جانب اليونان وروسيا وتشيكيا، وهي منتخبات تبدو في المتناول. وقد أكد أوبرانياك في هذا الصدد: “إذا لم نتأهل عن هذه المجموعة، فإننا لن نتأهل أبداً عن أي مجموعة أخرى، فعندما تسلم من مواجهة إسبانيا وبقية الفرق الكبيرة وعندما تلعب على أرضك وبين جماهيرك، فانك تملك فرصة العمر لبلوغ ربع النهائي على الأقل، سيكون كل شيء ممكنا بفضل المشجعين والتسلح بالثقة، لكننا إذا لم ننجح في تخطي مرحلة المجموعات، فإن خيبة الأمل ستعم كافة أرجاء البلاد”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©