الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ريو».. انتعاش السرقة وكساد الاقتصاد

7 نوفمبر 2016 23:03
أصبحت سرقة الشاحنات شائعة للغاية في البرازيل، وخاصة في مجموعة من الطرق المؤدية إلى منطقة شمال مدينة ريو دي جانيرو والقادمة منها. ومعدل سرقة الشاحنات في البرازيل هو الأعلى في أميركا الجنوبية، ويعد من بين أعلى المعدلات في العالم، وفقاً لما ذكرته شركة «بي. إس. أي. سابلاي تشين سيرفيسز آند سوليشونز» لحلول وخدمات الإمداد. وارتفعت معدلات خطف شاحنات البضائع في ولاية «ريو» بنسبة أكثر من 150 في المئة عن معدلها قبل ثلاث سنوات، ضمن موجة جريمة أوسع هذا العام. والكساد البرازيلي القائم منذ عامين يحفز هذه المشكلة إلى حد بعيد. وقد أشار روبرت موجاه مدير الأبحاث في معهد «أجرابي» البحثي في «ريو» إلى أن الجريمة المنظمة في المدينة تتفاوت من الاتجار بالمخدرات إلى فرض الإتاوات وسرقة الشاحنات. واللصوص يمكنهم ببساطة بيع البضائع المسروقة للسكان الذين يعانون من نسبة بطالة تبلغ 11 في المئة، و8 في المئة من التضخم. ويمكن الحصول على كل شيء من اللحوم والأدوية إلى المشروبات والهواتف المحمولة من سرقة الشاحنات. والأسعار لا تُنافس! وقد أكد أحد السكان في منطقة شعبية في مدينة «ريو» أن اللحوم المسروقة والغسالات وأجهزة الآيفون تباع بأقل من نصف ثمنها في متاجر التجزئة. واللصوص يتقمصون أحياناً نمط «اللصوص الأبطال»! الذين يسرقون من أجل الفقراء ليكسبوا دعم الطبقات العاملة في الأحياء الفقيرة. ففي الآونة الأخيرة وزع لصوص «آيس كريم» سرقوه على الأطفال مجاناً. وفي ظل قلة عدد عناصر الشرطة، أصبح التصدي لخطف الشاحنات عملية أمنية مكلفة للشركات مثل شركة «أمبيف» لصناعة الجعة وشركة «جي. بي. إس.» التي تعد أكبر شركة لتعليب اللحوم في العالم. وأقساط التأمين تتزايد ولا ترى الشركات مفراً من تعزيز الإنفاق على الحماية من العصابات المسلحة. والإجراءات الأمنية تتراوح من استخدام شاحنات مصفحة إلى أنظمة متصلة بالأقمار الصناعية توقف تلقائياً محرك شاحنة إذا أشار الطريق الذي تسلكه إلى أنها قد سُرقت. وفي هذا الإطار ذكر «ليندرو دي ميلو»، رئيس قسم المخاطر في شركة «ميرديسونال كارجاس» للنقل، أن لا بديل عن ضخ استثمارات كبيرة في قطاع الأمن الآن «فإما أن تستثمر لتجعل السرقة أصعب أو تصبح هدفاً سهلاً وتصبح مشكلاتك أكبر بالمزيد من الصعوبات في التفاوض من أجل الحصول على وثيقة تأمين». وتتفاوت التقديرات المحتملة للسلع المسروقة في «ريو» كثيراً من 100 مليون دولار في العام إلى ما يقرب من مليار دولار في العام. والمنطقة الشمالية لـ«ريو» التي تمثل مركزاً للإمدادات تحيطها أحياء الطبقة العاملة المكدسة بالسكان. وهذا لا يترك للشاحنات إلا عدداً قليلًا من الطرق المهمة، إضافة إلى طرق صغيرة أخرى لمغادرة المنطقة. وهناك طريقان يمران عبر مجموعة من الأحياء الفقيرة التي كان المجرمون فيها يركزون معظم نشاطهم على تجارة المخدرات، حسب الشرطة. والسلطات تعلم بهذه المواقع، ولكن يعطلها عن التصدي لها ضعف التمويل، وضعف التعاون مع الشرطة العسكرية. وقد ذكر «مارسيللو مارتنيث»، رئيس قسم الشرطة المكلفة التصدي لعمليات سرقة الشاحنات، أن عدد العاملين في القسم أقل من نصف ما كان عليه قبل عقد من الزمن. وأكد «مارتنيث» أن الدولة تفتقر للبنية الملائمة لتقدم خدمات متطورة. والوحدة التي يرأسها هو نفسه قوامها 50 فرداً فحسب. وبدوره ذكر «فينانسيو مورا»، مدير الأمن لاتحاد شركات النقل في «ريو»، أن لحوم الماشية والدواجن من المنتجات التي يسعى اللصوص للحصول عليها بشدة، لأن من السهل بيعها في غمرة ارتفاع أسعار التجزئة. وأكد «مورا» أن شركة «جي. بي. إس» لتعليب اللحوم تفقد شاحنتين يومياً تقريباً. ورفضت الشركة التعليق. وكذلك ذكر «فابيو باربوسا» رئيس لجنة الحماية من المخاطر في جمعية صناعة الإلكترونيات أن تكلفة الأمن تتزايد لكثير من الشركات وعلى الجانب الآخر تتقلص المبيعات بسبب الكساد. وتطلب شركات التأمين حالياً من شركات كثيرة أن تعين مستشاري مخاطر. واستأجرت شركة «أمبيف»، وهي الوحدة الأميركية لأكبر منتج للجعة في العالم، شركة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بعد مجموعة من سرقات الشاحنات العام 2014 بلغت 260 سرقة في نوفمبر من ذلك العام بزيادة عشرة أمثال عن مطلع العام نفسه! * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©