الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

البريطانيون اعتادوا التعايش مع ثقافات متنوعة

3 سبتمبر 2010 00:13
أسئلة تصلح للعبة التخمين التي يلعبها الركاب في رحلات القطارات المملة: كم لغة مختلفة تسمعها في يوم عادي تماما بعربة مترو أنفاق مزدحمة في لندن؟ كم لون بشرة ترى في العربة؟ كم عدد قطع الملابس غير العادية التي تراها؟ وكم عدد عناوين الكتب التي كتبت بلغة لا تعرفها يمسك بها الركاب؟ ومن أي دولة تريد أن يكون المطبخ الذي ستتناول منه وجبة العشاء اليوم؟ هل المطبخ الهندي أم الأثيوبي أم الياباني أم أميركي؟ ورغم صحة عبارة أن “لندن ليست بريطانيا العظمى”، إلا أن الحياة الثقافية المتنوعة أصبحت شيئاً بديهياً وعادياً في بريطانيا، على الأقل من خلال سطحية التعاملات في الحياة اليومية، ولكن هناك أيضاً في بريطانيا نظريات خاصة بكراهية الأجانب والتحريض عليهم. وهناك أيضاً مشاكل تتعلق بعدم اندماج كثير من الأجانب في المجتمع البريطاني بالشكل الكافي، وبوجود فجوة بين المستوى التعليمي للأجانب والبريطانيين، والظلم الاجتماعي للأجانب، وهي مشاكل تحتاج لحلول بشكل ملح. ومع ذلك فإن إشكالية المهاجرين في بريطانيا لا تصلح سوى في حالات استثنائية لأن تكون موضوعاً مثيراً على المستوى المحلي، من الصعب علمياً التدليل على تسامح البريطانيين الكبير تجاه المهاجرين، ولكنه حسب الخبراء المعنيين حاضر بقوة ومحسوس وله أسبابه التاريخية، حيث يقال إن الامبراطورية البريطانية تعودت منذ زمن طويل على الهجرة. وبدأت موجات الهجرة الكبيرة إلى بريطانيا من باكستان والهند والدول الأفريقية منذ خمسينيات القرن الماضي. ثم هاجر إليها شباب من شرق أوروبا بحثاً عن عمل وعن حياة جديدة على جزيرة بريطانيا، ففي حين كان عشرات الآلاف من الأجانب يأتون إلى بريطانيا سنوياً في التسعينيات فإن عدد المهاجرين سنوياً إلى بريطانيا وصل منتصف العقد الماضي إلى 250 ألفاً مع بلوغ ذروة الانتعاش الاقتصادي. وسجلت هيئة الإحصاء البريطانية العام الماضي زيادة صافية في عدد الأجانب في بريطانيا بواقع 196 ألف أجنبي، وتعتزم الحكومة البريطانية الجديدة المؤلفة من المحافظين والديمقراطيين الأحرار الحد من الهجرة إلى بريطانيا، كما أن هذه الحكومة تنوي اتخاذ إجراءات بشأن الكثير من الأجانب المقيمين في بريطانيا بشكل غير شرعي. ولكن لماذا لا تتناول الصحف البريطانية بقوة النقاش الدائر في ألمانيا بشأن تيلو زارتسي، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الألماني وتصريحاته المعادية للأجانب التي أثارت صخباً إعلامياً واسعاً في بريطانيا؟ هذا إذا تناولته أصلاً. لماذا لا يكون في بريطانيا نقاش مماثل بشأن الأجانب هناك؟ يرى بيتر والتر، الخبير بشؤون ألمانيا من مقاطعة اسيكس، أن بريطانيا تتمتع بتنوع عرقي من الناحية التاريخية، وأضاف والتر “لكنني لا أعتقد أن البريطانيين ليسوا أقل خوفاً من الألمان من انخفاض مستوى معيشتهم إذا هاجر المزيد من الأجانب إلى بلادهم”.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©