السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«العرس» القاري ينطلق اليوم بمواجهة «ساخنة» بين بولندا واليونان

«العرس» القاري ينطلق اليوم بمواجهة «ساخنة» بين بولندا واليونان
8 يونيو 2012
بعد أن رسمت أكثر من علامات استفهام حول قدرتهما على الانتهاء من أعمال الإنشاءات والاستضافة في الموعد المحدد، ستكون كل من بولندا وأوكرانيا على أهبة الاستعداد لاستضافة كأس أوروبا لكرة القدم 2012 للمرة الأولى في شرق القارة الأوروبية عندما تنطلق الشرارة الأولى اليوم على الملعب الوطني في وارسو بلقاء بولندا واليونان. وكان الشك حام طويلاً حول إمكانية نقل البطولة إلى دولة أخرى (إسبانيا أو ألمانيا) بسبب التأخير الحاصل في أعمال بناء الملاعب الجديدة خصوصاً في أوكرانيا، لكنّ الدولتين اللتين لم يسبق لهما أن استضافتا أي حدث كبير كانتا على الموعد وقد لخص رئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني هذا الأمر بقوله بأن النسخة الحالية من البطولة القارية ستكون علامة مضيئة. وتعرض الاتحاد الأوروبي ورئيسه بلاتيني لانتقادات عنيفة عندما منحت بولندا وأوكرانيا شرف الاستضافة قبل خمس سنوات وذلك لعدم امتلاكهما الخبرة الكافية على هذا الصعيد، وعدم وجود البنى التحتية اللازمة ونظرا للفترة الزمنية القصيرة أمامهما خصوصاً أنهما ليسا من الدول الغنية، لكنهما كسبتا التحدي في النهاية ليتنفس المسؤولون في الاتحاد الأوروبي الصعداء. وتقام المباريات في أربع مدن بولندية هي وارسو وجدانسك وفروكلاف وبوزنان وقد بلغ ما أنفقته هذه الدولة على أعمال الصيانة وبناء ملاعب جديدة وتحسين البنى التحتية حوالي 30 مليار دولار. في المقابل تستضيف أربع مدن أوكرانية أيضاً المنافسات وهي كييف ودانييتسك ولفيف وخاركيف. وستكون النسخة الحالية الأخيرة التي تضم 16 منتخباً بعد أن أرتأى الاتحاد الأوروبي رفع العدد إلى 24 منتخبا اعتباراً من البطولة القادمة في فرنسا عام 2016. وتسعى بولندا إلى دخول التاريخ وتحقيق فوزها الأول في ثاني مشاركة لها في نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم التي تستضيفها مع أوكرانيا للمرة الأولى في تاريخها، وذلك عندما تلاقي اليونان اليوم في وارسو في افتتاح النسخة الرابعة عشرة من العرس القاري والتي تشهد مواجهة نارية بين التشيك والروس في فروكلاف. وتمني بولندا النفس باستغلال عاملي الأرض والجمهور لكسب 3 نقاط هي الأثمن في المجموعة قبل مواجهتيها الساخنتين أمام روسيا وتشيكيا، وذلك لمحو خيبة مشاركتها الأولى في العرس القاري قبل 4 أعوام في سويسرا والنمسا عندما خرجت خالية الوفاض بتعادل واحد وخسارتين، فضلاً عن تفادي نتائجه المخيبة في مشاركاته الدولية الأخيرة والتي بخرت آمال أنصاره التواقين إلى استعادة أمجاد الجيل الذهبي الذي حقق إنجازات تاريخية للكرة البولندية من خلال تتويجه بالذهب الأولمبي عام 1972 في ميونيخ وفضية أولمبياد 1976 في مونتريال والمركز الثالث في مونديالي 1974 في ألمانيا و1982 في إسبانيا. ويدرك مدرب بولندا فرانشيسك سمودا جيداً جسامة المسؤولية التي تنتظر لاعبيه لتحقيق طموحاتهم وجماهيرهم التي ترغب في تكرار إنجازات زبيجنيو بونييك ورفاقه. وقال: “بالطبع هناك ضغط، ويجب أن يكون هناك ضغط، الضغط مسألة حتمية سواء كانت البطولة على أرضنا أو في بلد آخر”. وأضاف: “كل مشجع لديه مطالب لدى منتخب بلاده، مثلما أفعل، أنا متأكد من أننا سننجح في التعامل مع هذه المطالب، يجب تفادي التعثر في المباراة الافتتاحية؛ لأنها مفتاحنا نحو تحقيق هدف تخطي الدور الأول”، في إشارة إلى فوز اليونان على البرتغال الدولة المضيفة في افتتاح نسخة عام 2004. ويصب التاريخ في مصلحة بولندا التي حققت 10 انتصارات على اليونان في 15 مباراة جمعت بين المنتخبين حتى الآن مقابل تعادلين و3 هزائم، بيد أن اليونان تسعى إلى قلب الطاولة على أصحاب الأرض على غرار ما فعلته عام 2004 عندما دخلت البطولة، وهي غير مرشحة ونالت اللقب بالفوز على أصحاب الأرض في المباراتين الافتتاحية والنهائية ونالت اللقب الأول في تاريخها. وحققت بولندا الفوز على اليونان 4 مرات في المباريات الخمس الأخيرة، كما إنها لم تخسر أمام الإغريق في المباريات الست الأخيرة، فيما يعود الفوز الأخير لليونان على بولندا على عام 1987 في ذهاب التصفيات القارية 1- صفر في أثينا قبل أن تخسر 1- 2 إيابا في وارسو. وسيكون غياب المنافسة الرسمية العائق الوحيد أمام بولندا التي لم تلعب أي مباراة رسمية منذ 14 تشرين أكتوبر 2009 في تصفيات كأس العالم. واكتفت بولندا بالمباريات الدولية الودية التي اختتمتها بفوز كاسح على اندورا المتواضعة برباعية نظيفة الأربعاء الماضي. وبلغ عدد المباريات الودية 14 أبرزها أمام ألمانيا عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من الفوز قبل أن يدرك كاكاو التعادل 2-2 في سبتمبر الماضي، وأمام إيطاليا صفر- 2 في نوفمبر الماضي بمناسبة تدشين ملعب فروكلاف، وأمام البرتغال صفر-صفر في 29 فبراير الماضي بمناسبة تدشين الملعب الوطني في وارسو الذي تلعب عليه اليوم مباراتها مع اليونان. وتعقد بولندا الآمال على هداف بوروسيا دورتموند الألماني روبرت ليفاندوفسكي الملقب بـ”ليفانجولسكي” ثالث لائحة هدافي البوندسليجا هذا الموسم برصيد 22 هدفا إلى جانب زميليه لاعب خط الوسط وقائد المنتخب كوبا بلاسيتشيكوفسكي والمدافع لوكاش بيشتشيك وهم ساهموا بشكل كبير في احتفاظ فريقهم بلقب البوندسليجا. في المقابل، لن يكون المنتخب اليوناني لقمة سائغة للبولنديين خصوصا وانه يدخل النهائيات دون خسارة في مبارياتاه العشر الأخيرة حيث كانت آخر هزيمة له أمام الأرجنتين صفر- 2 في نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا. وتدخل اليونان النهائيات بمدرب جديد هو البرتغالي فرناندو سانتوس الذي استلم المهمة خلفا للألماني أوتو ريهاجل عقب المشاركة المخيبة في المونديال، وهو يأمل أيضاً في محو النتائج المخيبة التي حققها أبطال أوروبا في النسخة الأخيرة في سويسرا والنمسا عندما منيوا بثلاث هزائم متتالية وودعوا من الدور الأول. وغير سانتوس كثيراً أسلوب لعب اليونان من خلال اعتماده على خطط أكثر هجومية خلافاً للأسلوب الدفاعي المحض لسلفه ريهاجل، كما أنه يعرف كرة القدم اليونانية جيداً كونه أشرف على تدريب 4 فرق قبل استلام مهام المنتخب اليوناني الذي مدد عقده مؤخراً إلى حتى عام 2014. وأوضح سانتوس، الذي خاض تجربة احترافية متواضعة كلاعب استمرت أربعة أعوام فقط مع ماريتيمو واستوريل، أنه يرغب في أن يتمسك لاعبوه بالأسلوب الذي طبقوه بشكل جيد في التصفيات وخولهم صدارة المجموعة. وقال “نحن ملزمون بتقديم كل ما لدينا مئة بالمئة والتمسك بمفاتيحنا الأساسية”، مضيفاً: “المثابرة والتنظيم الجيد والتركيز من المفاتيح الضرورية للنجاح”. وأضاف: “مجموعتنا متوازنة والحظوظ متساوية، فجميع المنتخبات لديها فرصة التأهل إلى ربع النهائي بنسبة 25 في المئة لكل منها”. وفي مباراة أخرى اليوم، يلتقي المنتخبان الروسي والتشيكي بطل المسابقة عام 1976 (تحت اسم تشيكوسلوفاكيا) ووصيف نسخة عام 1996 وثالث نسخة 2004 في فروكلاف في أولى قمم البطولة. ويصب التاريخ في مصلحة الروس الذي فازوا 6 مرات في 13 مباراة أمام التشيك مقابل خسارتين و5 تعادلات. والتقى المنتخبان مرة واحدة في العرس القاري وانتهت المباراة بالتعادل 3-3 عام 1996 في إنجلترا. ويدخل المنتخب الروسي مباراة اليوم بمعنويات عالية فهو لم يخسر في مبارياته الـ 14 الأخيرة حيث حقق 7 انتصارات آخرها على ايطاليا بثلاثية نظيفة يوم الجمعة الماضي، و7 تعادلات، كما أن شباكه لم تستقبل سوى هدفين في المباريات الـ11 الأخيرة. ويأمل المنتخب الروسي في تحقيق نتيجة أفضل من التي حققها في النسخة الأخيرة عندما بلغ دور الأربعة، معولاً على 11 لاعباً من الذين ساهموا في انجاز سويسرا والنمسا في مقدمتهم القائد أندري أرشافين ورومان بافليوتشنكو. وارتفعت أسهم روسيا في البطولة القارية بعد فوزها الكبير على إيطاليا، بيد أن مدربها الهولندي ديك أدفوكات رفض اعتبار منتخب بلاده بين المرشحين للفوز باللقب، وقال: “الفوز في مباراة ودية حتى ولو كان على حساب إيطاليا لا يضعنا في قائمة المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، يجب أن نبقى واقعيين، لقد كانت المباراة إعدادية فقط”. وتابع: “أمر جيد أننا سجلنا 3 أهداف أمام إيطاليا وذلك لتعزيز الثقة في اللاعبين، لكن يتعين علينا دائما تطوير مستوى خط دفاعنا لتفادي مشاكل عويصة في مبارياتنا في الدور الأول بدء من اليوم أمام تشيكيا التي تضم مهاجمين بارزين”. واعرب ادفوكات عن ثقته الكبيرة في اللاعبين الذين ساهموا في انجاز 2008، وقال: “إنهم يشكلون العمود الفقري للمنتخب وهم قادرون على تكرار ما فعلوه قبل 4 أعوام، لأن لدينهم روح الانتصارات في البطولات الكبرى، وهذا ما يجعلني متفائلاً قبل بداية البطولة”. في المقابل، تسعى تشيكيا إلى الخروج بأقل الأضرار أمام روسيا لتحقيق انطلاقة جيدة ترفع معنويات لاعبيها في باقي مشوار الدور الأول. ويبقى حارس مرمى تشيلسي الإنجليزي العملاق بيتر تشيك وصانع الألعاب توماس روزيسكي الركيزتان الأساسيتان لتشيكيا في سعيها إلى الذهاب بعيداً في البطولة اعتباراً من مباراة اليوم. كما أن تشيكيا تعول على خوضها جميع مبارياتها في الدور الأول في مدينة فروكلاف البولندية القريبة من الحدود التشيكية وبالتالي ستحظى بدعم جماهيري كبير وكأنها تلعب على أرضها. وقال تشيك: “روسيا منتخب قوي وأبان عن مؤهلات كبيرة في مبارياته الإعدادية، كما أنه أبهر المتتبعين في النسخة الأخيرة ولا يزال يحتفظ بأغلب نجومه، مواجهتها اليوم امتحان حقيقي بالنسبة لنا، وإذا وفقنا في تخطيه بنجاح سنقول كلمتنا في هذه البطولة”. وأضاف تشيك المسلح بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم: “كأس أوروبا بطولة معقدة يصعب التكهن بالفائز بلقبها وإن كانت هناك منتخبات لها بوادر التتويج على غرار إسبانيا وهولندا وألمانيا، المهم هو التعامل مع كل مباراة وعدم التفريط في الفوز لأن ذلك مفتاح التتويج”.
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©