السردين النيئ لعلاج أزمات التنفس في الهند

في يوم شديد الحرارة بمدينة حيدر آباد، اصطف مئات الآلاف من الهنود في طوابير طويلة الأسبوع الماضي، ليأكلوا سمكاً نيئاً ملطخاً بالتوابل على أمل في الشفاء من أزمات التنفس. وأشرف 200 شخص من عائلة “جاود” على تناول هذه الحشود الهائلة للدواء، الذي تدعي العائلة أنه من وصفات الطب التقليدي الذي ورثته عن أحد أجدادها. وتؤكد أنها تصفه بنجاح منذ 160 عاماً. والوصفة ببساطة هي ابتلاع سمكة سردين نيئة طولها 5 سنتيمترات ملطخة بأنواع من التوابل، ومحشوة بعلاج غير معروف، لأن العائلة تحتفظ به سراً. وقالت صحيفة “تليجراف” البريطانية أمس الأول إن هذا الاحتفال السنوي الذي يسمى باحتفال “دواء السمكة”، يقام في يونيو من كل عام تيمناً بشهر الفيضان، في يوم يحدده منجمون، ولا يكتمل العلاج إلا بالخضوع لنظام غذائي صارم لمدة 6 أسابيع بعد تناول الدواء. وفي جهود يبدو أنها منسقة، انتقد كثير من العلماء الهنود التجمع السنوي هذا العام، لأن العلاج، صحيح أنه فعال، لكنه لم يخضع للفحص العلمي. وهنا قد تبرز مخاطر غير محسوبة. وانضمت جماعات حقوق الإنسان للعلماء وقالت إنها ستحقق في هذا التجمع السنوي، للتأكد مما إذا كان يتم إجبار الأطفال على ابتلاع السمك النيء، بطرق ربما تكون غير إنسانية، كما أن تناول السمك بهذا الشكل قد يعرض حياتهم للخطر. أما الحكومة المحلية فتساند العائلة وتوفر المواصلات مجاناً في احتفال “دواء السمكة”. وتدافع عائلة جود عن نفسها قائلة إن “الجد أخذ الوصفة من راهب وحذر أبنائه من أن الإفصاح عن تركيبتها أو محاولة التربح منها سيفقدها فعاليتها”. وقالت رئيسة العائلة باثيني هاريناث إن العائلة حافظت على السر 166 عاماً ولم تتربح من الوصفة، رغم أن ملايين الهنود يعانون سنوياً الأزمة وأمراض التنفس المختلفة. وفي بعض الأوساط يبدو أن شركات الدواء الهندية وراء هذه الحملة، وأن المتصدين لها في “جيوب شركات الأدوية التي تخشى على أرباحها من الدواء المجاني”، على حد تعبير صحيفة “تليجراف”. وقالت باثيني إن ما يتميز به علاج عائلة “جاود” هو أنه علاج نهائي من المرض ومجاني ويتم تعاطيه مرة واحدة في العمر.