السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الائتلاف»: تدخلات «حزب الله» تغلق أبواب الحل السياسي

«الائتلاف»: تدخلات «حزب الله» تغلق أبواب الحل السياسي
9 يونيو 2013 19:55
عواصم (وكالات) - شدد الائتلاف السوري المعارض على أن ما يجري حاليا في البلاد لا سيما سيطرة قوات النظام وحزب الله اللبناني على منطقة القصير، “يغلق الأبواب كليا” على أي مبادرات لحل الأزمة. وحذَّر رئيس المجلس الوطني السوري المعارض بالإنابة جورج صبرا في مؤتمر صحفي في اسطنبول أمس المجتمع الدولي و«أصدقاء سوريا» من انعكاسات تدخل «حزب الله» وإيران في سوريا. وتابع قائلاً إن نظام «الملالي في إيران وحزب الله تعمل على تحويل شعوبنا إلى مجموعات متباينة ومتناحرة فيما بيتها». ودعا «الشعب السوري إلى مقاومة الغزاة بكل ما يملكون وكما كان يفعل سابقاً»، مؤكداً أن «سوريا كانت عبر التاريخ مقبرة للغزاة». وقال أن “ما يجري في سوريا اليوم يغلق الأبواب كليا أمام أي حديث عن المؤتمرات الدولية والمبادرات السياسية لأن الحرب التي يعلنها النظام وحلفاؤه في المنطقة بلغت حدا لا يجوز تجاهله”. وأضاف أن الشعب السوري “يفكر فقط بشيء واحد: رفع الموت عن أطفالنا”. وحذر صبرا من أن “ما يفعله حزب الله وحلفاؤه في سوريا هو تخريب البنى السياسية والاجتماعية والثقافية والإنسانية في المنطقة التي بنيت خلال آلاف السنوات”. وأشار إلى أن “الفعل الطائفي الذي يقوم به مقاتلو حزب الله والسياسية الإيرانية والعراقية (الداعمتان للنظام السوري) يستجر ردود أفعال من نفس النوع. هذه الردود لا نريدها ولا نقبلها لأنها تحول حياتنا في المنطقة إلى جحيم”. وحمل صبرا السلطات اللبنانية “المسؤولية عن التفاعلات التي تترتب على هذا الغزو”، مشددا على انه “من حقنا أن ندافع عن أبنائنا، من حقنا أن لا نتحمل جور الموت فقط. نعم للسوريين يد طويلة، وسيعرفون ذلك”. من جهته، جدد الأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ دعوة الدول الداعمة للمعارضة لتزويدها بالسلاح لمواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية. وشدد الصباغ على “أننا تعاملنا مع كل هواجس الأصدقاء، لكن كل ما حصل بالمقابل يقتصر على وعود لم يتم الوفاء إلا بجزء صغير منها في وجه آلة حرب إيران وحزب الشيطان واستمرار تسليح روسيا للنظام البائد”. من جانبه اعتبر رئيس أركان «الجيش الحر» سليم إدريس أن ما حصل في القصير «هو معركة دافع فيها السكان والجيش الحر دفاع الأبطال بوسائل بسيطة».ونفى أن تكون معركة القصير قد انتهت بسيطرة الجيش السوري عليها ووصف القصير بأنها «ريشة في جسد النسر السوري». كما انتقد إدريس انتقاداً شديداً تدخل إيران وحزب الله في سوريا مستغرباً كذلك موقف روسيا الداعم «لنظام الأسد المجرم» وموقف السلطات اللبنانية «غير الممانع» من تدخل حزب الله. وطالب إدريس المجتمع الدولي بتسليح «الجيش الحر» بأسلحة حديثة، مؤكداً أن «تسليح المعارضة بات أمراً حتمياً». وأضاف إدريس أن المعارضة لن تشارك في مؤتمر «جنيف -2» الدولي حول سوريا المرتقب في حال لم يحصل مقاتلو المعارضة على توريدات جديدة من السلاح والعتاد. وقال إدريس في تصريح لصحيفة «نيويورك تايمز» نشر أمس «إن لم نحصل على العتاد والسلاح لتغيير الوضع على الأرض، يمكن أن أقول بصراحة إننا لن نذهب إلى جنيف». وأضاف إدريس أنه كان يؤيد فكرة عقد مؤتمر جنيف من حيث المبدأ، ولكن قلق من تداعياته السلبية لو تم عقده قبل تعزيز مواقع المعارضة. وقال إن «عقد مؤتمر جنيف هو فكرة غربية، ولكن يجب أن نكون أقوياء على الأرض كـ «جيش سوري حر»، وكمعارضة». وتساءل إدريس: «ما الذي يمكن أن نطلب إذا ذهبنا إلى جنيف، ونحن ضعفاء؟ وسيقول الروس والإيرانيون وممثلو النظام: أنتم لا قوة لكم، ونحن نسيطر على كل شيء، وما الذي جئتم للطلب به؟». وأشار قائد «الجيش الحر» إلى أن القدرات العسكرية لمقاتلي المعارضة أقل بكثير مما هو لدى الجيش الحكومي، مضيفاً أن الأخير استخدم المدفعية البعيدة المدى والدبابات والصواريخ من نوع «أرض - أرض» والطائرات الحربية، فيما ليست لدى المعارضة سوى أسلحة خفيفة، بما في ذلك البنادق الآلية والرشاشات والمورتر وراجمات القنابل «ار بي جي». ورفض القائد توضيح مصدر هذه الأسلحة، لكنه أشار إلى أن مقاتليه بأمس الحاجة إلى صواريخ فعالة مضادة للدبابات والطائرات، والى العتاد العسكري. وأضاف إدريس أنه في الوقت الذي يناقش فيه الغرب حجم الدعم العسكري الذي سيقدمه للمعارضة المعتدلة، باتت مجموعات متطرفة مثل «جبهة النصرة» (التي لا تنتمي إلى «الجيش الحر») تلعب دوراً بارزاً أكثر في القتال ضد القوات الحكومية. وقال: «إنهم يكسبون تعاطف الناس. ولهم تمويل جيد جداً». وقال القائد العسكري المعارض إن الهدف التالي للقوات الحكومية سيكون مدينة حلب، مشيراً إلى أن القوات النظامية ستستعين بالآلاف من مقاتلي «حزب الله» والخبراء العسكريين الإيرانيين والمقاتلين الشيعة من العراق. وقتل 72 شخصاً بينهم 62 مدنياً سورياً بهجمات لجيش النظام الذي أعلن استعادة السيطرة على آخر معقل لمسلحي المعارضة في القصير، في وقت أطلقت المروحيات السورية صواريخ على منطقة وادي حميد القريبة من بلدة عرسال الحدودية اللبنانية من دون تسجيل وقوع إصابات، بينما قتل 10 أشخاص بتفجير سيارة مفخخة في حمص. وقالت لجان التنسيق في سوريا إن 62 شخصاً على الأقل بينهم سيدتان وطفلان قتلوا بنيران قوات النظام إثر تجدد الاشتباكات وعمليات القصف على المدن. وأضافت اللجان في بيانات متفرقة أن تصاعد وتيرة العنف من جانب قوات النظام أسفر حتى اللحظة عن سقوط 15 قتيلاً في دمشق وريفها و14 قتيلاً في درعا، إضافة إلى 13 قتيلاً في حلب، و15 في حمص، و3 في الرقة، وواحد في كل من إدلب وحماة وحمص، فيما لا تزال عمليات القصف متواصلة في مختلف أنحاء البلاد. وذكرت أن أحياء وقرى في دمشق وريفها وحلب، وإدلب، والرقة، ودرعا، وحماة، ودير الزور، والحسكة تتعرض لقصف بالمدفعية والدبابات والطيران المروحي والحربي تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام لا سيما في ريف دمشق، وحلب، والحسكة، وحماة. وتحدثت اللجان عن سقوط العديد من القتلى والجرحى جراء قصف بالبراميل المتفجرة استهدف مدينة الطبقة بالرقة وترافق ذلك مع قصف عنيف بالطيران الحربي على مدينة تفتناز بإدلب ما تسبب في احتراق المحاصيل الزراعية. وفي ريف دمشق قالت إنه تم العثور على مقبرة جماعية لعشرة جنود منشقين أعدموا بعد تحرير الجيش الحر للمناطق التي كانت تحت سيطرة النظام في الجهة الغربية لمدينة المعضمية. أما في الحسكة، فقد استهدف الجيش الحر بحسب اللجان ناقلة جند تابعة لقوات النظام في منطقة غويران وتمكن من قتل أكثر من عشرة عناصر، كما تمكن في درعا من تدمير دبابة من طراز «تي 72» وعربة مدرعة عند حاجز عسكري في بلدة كفر شمس. وأشارت كذلك إلى سقوط قتلى خلال اقتحام قوات النظام بلدة الرحيبة في ريف دمشق مدعومة بالدبابات والمدرعات. وقتل 10 أشخاص في انفجار سيارة مفخخة بحي النزهة في حمص بينهم امرأة وطفل. وكانت قناة الإخبارية السورية أعلنت وقوع الانفجار في وقت سابق، موضحة أن التفجير تم بواسطة سيارة مفخخة. واتهمت المعارضة القوات السورية باستخدام قنابل محظورة دوليا - من بينها قنابل النابالم والعنقودية - في هجومها على مدينة دير الزور المضطربة في شرق سورية. وأضاف في بيان أن الائتلاف يشعر بالقلق من احتمالات ارتكاب القوات السورية مجزرة في المدينة والمناطق المجاورة مستغلة عجز الأمم المتحدة. وقال الائتلاف إن المدينة تخضع للحصار من جانب القوات السورية منذ عام. في غضون ذلك، سيطرت القوات السورية بدعم من مقاتلي «حزب الله» اللبناني أمس على قرية البويضة آخر معقل لمسلحي المعارضة في المنطقة المحيطة ببلدة القصير . جاء السقوط السريع للبويضة بعد ثلاثة أيام فقط من طرد مقاتلي المعارضة من القصير، مما أدى إلى حرمانهم من طريق مهم للإمدادات من لبنان وأعطى دفعة جديدة لقوات الأسد. وقال نشطاء إن عشرات من مقاتلي المعارضة بينهم مقاتلون أجانب اعتقلوا في البويضة، لكن لم يعرف مصيرهم على الفور. وقال ضابط رفيع في الجيش السوري لم يذكر اسمه للتلفزيون السوري من القرية التي غطت شوارعها الأنقاض «نستطيع أن نعلن الآن أن القصير ومحيطها منطقة محررة بالكامل. سنتعقب الإرهابيين أينما كانوا». واندلعت اشتباكات في أماكن أخرى في سوريا وخاصة قرب العاصمة دمشق ومحافظة حلب بشمال البلاد التي يتوقع أن تكون هدفا لقوات الأسد عقب انهيار جبهة القصير. وأظهرت لقطات بثت على موقع يوتيوب ما وصفه نشطاء بهجوم صاروخي مزدوج على قرية كفر حمره قرب حلب وتصاعد سحابة كثيفة من الدخان. ولم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا. ونقل التلفزيون السوري لقطات من شوارع البويضة المهجورة في بث حي أظهرت مبان متهدمة وانقاض متناثرة في الشوارع وعدد كبير من الصناديق المليئة بالذخيرة. وأرسلت جماعات معارضة من أنحاء سوريا مئات من المقاتلين لصد هجوم الجيش السوري ومقاتلي حزب الله، لكنهم هزموا سريعاً، حيث اشتكى نشطاء من نقص الأسلحة وضعف التنسيق. وقال سليم إدريس رئيس أركان الجيش السوري الحر لقناة تلفزيون العربية عبر خدمة سكايب إن قواته في حاجة إلى السلاح والذخيرة وخاصة الأسلحة المتطورة. وعرض التلفزيون الرسمي «قذائف تحمل مواد كيميائية في بلدة البويضة الشرقية عليها كتابات باللغة العبرية»، متهماً مقاتلي المعارضة «بالتواطؤ» مع إسرائيل. من جهتها، عرضت قناة «المنار» التابعة لحزب الله صوراً مباشرة من البلدة نفسها. وقال مراسل القناة إن «البويضة الشرقية آخر معاقل المسلحين في منطقة القصير سقطت». وأضافت «مع سقوط البويضة الشرقية، انتهى ريف القصير». وأضاف أن «مرحلة جديدة قد بدأت» بعد السيطرة على البويضة الشرقية. وييدي المحللون والناشطون المعارضون اعتقادهم أن القوات النظامية، مدفوعة بالتقدم الذي تحققه مؤخراً، تسعى إلى استعادة مناطق أخرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة لا سيما في مدينة حمص وحلب. من جهته، أعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قلقه على مصير مقاتلي المعارضة والمدنيين الموجودين في البويضة الشرقية. وسأل مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي «أين هم مئات المدنيين والجرحى الذين فروا من القصير ليلجأوا إلى البويضة الشرقية؟ ليس لدينا أي أخبار عنهم»، مؤكداً أن أي اتصال بالناشطين كان متعذراً. وفي شرق لبنان، أفاد مصدر أمني لبناني بأن مروحيات تابعة للجيش السوري النظامي نفذت غارة ليل الجمعة على منطقة قريبة من الحدود اللبنانية السورية في البقاع بشرق لبنان. وقال المصدر إن «مروحيات سورية ألقت ستة صواريخ على منطقة وادي حميد القريبة من بلدة عرسال من دون تسجيل وقوع إصابات». وأضاف المصدر أن «عشرات من المقاتلين المعارضين المصابين» في معارك القصير «باتوا في عرسال»، وهي بلدة حدودية ذات غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية. وأشار المصدر إلى أن «الصليب الأحمر اللبناني نقل أمس 28 مقاتلاً معارضاً على الأقل في اتجاه مستشفيات البقاع». إلى ذلك، وصلت إلى عرسال أمس «نحو 30 عائلة قادمة من القصير»، بحسب ما أفاد نائب رئيس البلدية أحمد الحجيري. وأشار إلى أن حالة العائلات «سيئة جداً، وصلوا منهكين ولا يملكون شيئاً»، مشيراً إلى أن بعضهم «وصل سيراً» إلى عرسال التي تفصلها عن سوريا مناطق جردية وعرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©