الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العمل التطوعي.. خبرات ومهارات وخدمة مجتمعية

العمل التطوعي.. خبرات ومهارات وخدمة مجتمعية
3 سبتمبر 2010 00:30
برزت في الآونة الأخيرة ثقافة العمل التطوعي والخدمة المجتمعية بشكل كبير بعد انتشار المجموعات والبرامج التي تعني به، بالإضافة إلى اهتمام بعض المؤسسات باستقطاب جيل الشباب للانخراط في هذا النشاط لاكتساب الخبرات وتعزيز القدرات. وأوضحت ميثاء الحبسي مديرة برنامج «تكاتف» للتطوع الاجتماعي الحاصل على جائزة الشارقة للعمل التطوعي أن التطوع يساعد على إيجاد جو من الإخاء والقيم النبيلة والتكاتف الاجتماعي بن الأفراد، كما أنه كفيل بتنمية القدرات الذهنية وتأصيل المبادئ الإسلامية والتعاطف المبني على الأسس الدينية التي أوصى بها ديننا الحنيف كالمبادرة إلى الأعمال الإنسانية والتفاني فيها، نظراً لما للعمل التطوعي من أهمية كبيرة وجليلة تؤثر بشكل إيجابي في حياة الفرد والأسرة والمجتمع. وأشارت إلى أن البرنامج شهد خلال العامين الماضيين نمواً كبيراً سواء على صعيد عدد المتطوعين المشاركين في أنشطته أو على صعيد البرامج والمبادرات التي قام بإطلاقها، حيث بلغ عدد المتطوعين المسجلين فيه 14 ألفاً و652 متطوعاً ومتطوعة، ووصل عدد الساعات التي تم إنجازها إلى ما يزيد على 423 ألفاً و946 ساعة خدمة تطوعية. وأضافت أن برنامج «تكاتف» يعمل على إرساء ثقافة التطوع وتطويرها كأسلوب حياة بين مختلف أفراد مجتمع الإمارات، ويتبنى العديد من القيم من أهمها الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، والخدمة العامة والأخلاق، والوحدة الوطنية والانتماء للمجتمع، والمساهمة في حل المشاكل التي يواجهها المتطوعون. حب الشباب للتجديد وأشارت الحبسي إلى أن انجذاب الشباب للعمل التطوعي في الفترة الأخيرة وإقبالهم عليه بشكل لافت ينبع من كونهم يتميزون في هذه المرحلة من العمر بالنشاط والحيوية ويمتلكون طاقات كامنة يحتاجون لتفريغها واستثمارها حتى لا يستغلها أصدقاء السوء، كما أن إيقاع الحياة السريع اليوم جعل الناس تمل الأشياء المتكررة، لذا نجد الشباب يبحثون دائماً عن الجديد والتجديد في الحياة والتغيير نحو الأفضل متى ما تم توجيههم والإشراف عليهم وفق برامج وطنية معتمدة ومؤهلة ومقننة تأخذ بهذه الطاقات وتستثمرها في خدمة المجتمع، وتوجهها وتبني فيها الروح الوطنية للحفاظ على المكتسبات وتقدير الرعاية القيادية التي تجدها في كل المجالات. مشاركات داخلية وخارجية وقد حقق البرنامج نقلة نوعية على صعيد نطاق عمله ومجالات اهتمامه الرئيسة، حيث نجح خلال عام 2008 في تنفيذ أنشطة وبرامج تطوعية أبرزها مشروع «منح تكاتف للتطوع المدرسي» و»برنامج تكاتف للتطوع الدولي» الذي تم إطلاقه في المملكة المغربية، كما تم التوسع في أنشطته ليضم إلى جانب المغرب دولاً أخرى أبرزها الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا وألمانيا ومصر وتايلاند والصين. كما تم في العام الماضي إطلاق «البرنامج الوطني التطوعي للاستجابة للطوارئ (ساند)» ومشاريع «نجوم التغيير» و»تكاتف الرمضاني» و»تكاتف للتطوع الدولي» و»تكاتف في خدمة البيئة» و»مشروع الخوي» بالإضافة إلى المشاركة في سباق «الفورمولا -1» ومشاريع تكاتف في المستشفيات والتطوع مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنظيم منتدى التطوع الخليجي والمشاركة في كأس العالم للأندية «الفيفا». تعزيز الهوية الوطنية بدوره أوضح مدير مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالفجيرة سلطان مليح أن المركز يحث على ثقافة التطوع من خلال استقطابه طوال العام الشباب من الجنسين الذين أنهوا مرحلة الثانوية العامة والأشخاص الذين لديهم القابلية لتقديم خدمة للوطن. وقال إن المركز أطلق برنامج «عطاء» وهو برنامج متكامل يعنى بالخدمة التطوعية، بما ينعكس على المتطوع الذي يخدم وطنه ويعزز هويته. من جانبها قالت المتطوعة نورة محمد سيف حماد، وهي طالبة في كلية تقنية الفجيرة إنها تعلمت خلال تطوعها للمرة الأولى هذا الصيف أموراً جديدة، كما اكتسبت كذلك مهارات العمل الجماعي وكيفية التعامل مع الناس. وأشارت أختها مريم إلى أن التطوع عمل ذاتي ينبع من داخل الفرد، وقالت إنها تحمست هذا العام لخوضه لتستغل فترة إجازتها الصيفية بما هو مفيد، ولتكسر من خلاله حاجز الخجل الذي اعتادت عليه، حيث تدربت هذا العام على تنظيم الفعاليات. اكتساب الخبرات وتقول زينب سعيد سالم إن العمل التطوعي يكسب المشاركين فيه الكثير من المهارات والصفات الجديدة مثل تحمل المسؤولية والالتزام وتعلم النظام، كما يمنحهم خبرة عملية في التعامل مع الناس بمختلف شرائحهم. وتضيف: «علينا كمتطوعين أن نحفظ أسرار المكان الذي نتواجد فيه، وأن نضع في حسباننا ترك المشاكل الشخصية جانباً لنكون قادرين على تقديم الخدمة المجتمعية التي دخلنا هذا المجال من أجلها». وأوضحت هند راشد الشامسي، الطالبة في كلية التقنية العليا بالفجيرة أنها تطوعت تلبية لرغبتها في الانخراط بالمجتمع الخارجي وكسر حاجز الخجل، مؤكدة أنها تنصح جميع الشباب للانخراط في العمل التطوعي خاصةً وأن الإقبال عليه في الفترة الأخير زاد بشكل كبير. التوعية بأهميته ويرى سعود الهطالي أن التطوع يساعد الشخص على إفراغ طاقته لخدمة مجتمعه ووطنه، وتقديم المساعدة والعون للناس المحتاجين وبالتالي يكسبه حب الناس كما يقوي لديه حب الوطن. ويقول: «يمكن للجهات والمؤسسات أن تعمل على جذب الناس لتقديم الخدمات التطوعية من خلال الاهتمام بهذا الجانب وتوعيتهم بأهميته، وفي الآونة الأخيرة زادت البرامج التطوعية التي تعمل على نشر هذه الفكرة بين أوساط الناس، كما يمكن أن يلعب الإعلام بمختلف وسائله دوراً كبيراً ومهماً في استقطاب أعداد كبيرة لهذا المجال المجتمعي». صغار في عالم التطوع التقت «الاتحاد» خلال جولتها في مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالفجيرة أصغر المتطوعين فيه ممن تقل أعمارهم عن سن الخامسة عشرة. وقال خليفة مراد عبد الله الذي يبلغ من العمر 13 عاماً إنه التحق بالمركز لتلبية رغبته في صقل هوايته المتعلقة بالتصوير الفوتوغرافي التي يحب ممارستها، ومعرفة كيفية العمل في المؤسسة وليكتسب من خلال تطوعه مهارة التعامل مع الناس وحسن التصوف معهم. وطالب المؤسسات بأن تفعل من دورها في هذا المجال خدمة للمجتمع من خلال تنظيم المحاضرات التي تركز على أهمية العمل التطوعي لتجذب إليه مختلف الأعمار خصوصاً وأن الحاجة له أصبحت ملحة في هذا العصر. بدوره يقول خالد محمد سعيد بن خادم أحد المتطوعين الدائمين في المركز إن التطوع يزيد من تكوين العلاقات الاجتماعية، ويرى أن التحفيز للإقبال على هذا الأمر يقع على عاتق المؤسسات وذلك من خلال منح المتطوعين مكافآت وإعطائهم شهادات تقدر جهودهم. أما المتطوع عبد العزيز جمعة الذي يشرف على تنظيم الطلاب في المسرح، فقال: «بعد سنتين من تواجدي في البرنامج الصيفي الذي تطلقه الوزارة أحببت أن أكون من ضمن الأشخاص الذين يتواجدون في هذا الحدث عبر انضمامي للمركز وتطوعي فيه هذا الصيف، حيث تعرفت إلى أناس جدد وكونت صداقات جديدة».
المصدر: ابوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©