الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

متحف عجمان يتواصل مع الحاضر ويستعد لمرحلة جديدة

متحف عجمان يتواصل مع الحاضر ويستعد لمرحلة جديدة
10 يونيو 2011 23:13
احتفلت دائرة الثقافة والإعلام بعجمان مؤخراً بمرور عشرين عاماً على افتتاح متحف عجمان الذي يعد واحداً من المعالم الأثرية والتاريخية المهمة في دولة الإمارات. وقامت إدارة المتحف بالتوازي مع المناسبة ومع مناسبة أخرى هي «اليوم العالمي للمتاحف» بتوسعة وتجديد قسم الصور الفوتوغرافية الذي بات يشتمل على عدد كبير من الصور التاريخية النادرة التي وثقت لافتتاح المتحف رسمياً في العشرين من شهر مايو عام 1991 وهو الافتتاح الذي شهده في تلك الفترة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي رعى حفل الافتتاح بصحبة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وعدد من أولياء العهود ونواب الحكام. كما ضم القسم الجديد في المتحف العديد من الصور القديمة التي تعود لبداية الأربعينيات ويظهر فيها المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن حميد النعيمي وأنجاله في مناسبات خاصة ورسمية عبرت وبشكل دقيق عن ملامح ذلك الزمن الجميل والمقبل على فترة زاهية من النهضة الشاملة التي تحققت مع ولادة الاتحاد وما زالت وتيرتها المتسارعة مستمرة إلى أيامنا الحاضرة. «الاتحاد» وتزامناً مع المناسبة التقت كلا من علي محمد المطروشي مدير المتحف، وإبراهيم صالح مسؤول التراث الشعبي بالمتحف، وذلك للتعرف عل الأبعاد الثقافية والقيم التوعوية والاجتماعية للمتاحف بشكل عام وبمتحف عجمان بشكل خاص. هدية لا تقدر بثمن أشار على المطروشي بداية إلى أن المتاحف في كل مدن العالم تعكس القيمة الثقافية وتروج لها وتمنح زوار هذه المدن معلومات مهمة حول السياق التاريخي والاجتماعي الذي يشكل منظومة الحياة في الفترات المبكرة ووصولا إلى الزمن الراهن، وأكد المطروشي أن مبنى متحف عجمان هو هدية لا تقدر بثمن قدمها مشكوراً صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان للأجيال الجديدة وأضاف «المتحف بأقسامه ومكوناته التي تشمل الظواهر التراثية القديمة وجانبا من الآثار المكتشفة في منطقة المويهات بالإمارة، بات يقدم لأبناء الإمارات صورا من واقع الحياة في الماضي. ويعكس أنماط المعيشة التي خبرها آباؤنا وأجدادنا في العهود البعيدة، وبالتالي كما أشار المطروشي ــ فإن المتحف يعتبر وعاء للذاكرة المحلية ومكانا حيويا وتفاعليا يقدم نماذج من الفلكلور المحلي والصناعات والمهن الشعبية التي اندثرت واختفت من واقعنا المعاصر. وفي سؤال حول وسائل التواصل المعرفي والعلمي والترفيهي التي يوفرها متحف عجمان لشرائح المجتمع المختلفة، قال المطروشي، إن متحف عجمان في طريقة عرضة للمقتنيات يحقق نوعا من الجاذبية والتنويع السمعي والبصري الذي يشبع الجانب الجمالي عند الزائر ويحقق المتعة والفائدة لكافة الفئات العمرية. وأضاف «هناك تواصل مستمر وممتد مع شرائح المجتمع المختلفة وخصوصاً مع طلبة المدارس والكليات والمعاهد والجامعات والذين فتحنا معهم قنوات تعليمية وتثقيفية تفيدهم في التعرف على طبيعة الحياة القاسية التي مر بها أجدادهم. رموز الثقافة ورداً على سؤال عن مدى إمكانية استحداث قسم مستقل في المتحف يعنى بتوثيق حياة ومسيرة رموز الثقافة والأدب والشعر الذين أنجبتهم إمارة عجمان ومنهم على سبيل المثال الشاعر الكبير الراحل راشد الخضر، قال المطروشي، « هو سؤال جيد خصوصاً وأن هناك مقتنيات ومخطوطات وآثار شخصية لأعيان الإمارة ولرجالات الأدب والتعليم الذين كان لهم دور بارز في الحياة الثقافية والاجتماعية في الإمارة وفي عموم الدولة. وسنعمل جدياً على استحداث هذا القسم الذي سيعد مرجعاً بصرياً وتوثيقاً ومعرفياً مهماً للجيل الذي لم يعاصر الفترة الذهبية لهذه الطبقة المميزة والمستنيرة والمبدعة من الراحلين الذين خلدتهم الذاكرة الثقافية في المكان». وحول البرامج الجديدة والمبتكرة التي يزمع المتحف في تنفيذها من أجل تطوير أقسامه وتوسعتها واستقطاب عدد أكبر من الزوار في المستقبل، قال المطروشي «هناك خطط كثيرة مطروحة لتطوير المتحف وتوسعته، وتنويع نشاطاته، لأن هناك نية بتطوير القطاع السياحي بالإمارة، ومتحف عجمان في هذا السياق يعتبر من أهم وأكبر وسائل الجذب للزائرين والسياح والجنسيات المختلفة المقيمة في الدولة». عن البدايات بدوره تحدث إبراهيم صالح مسؤول التراث الشعبي بالمتحف عن الاستعدادات الأولى التي سبقت افتتاح المتحف قبل عشرين عاماً، مستعيداً من خلال ذاكرته الحافلة بالصور، تلك المشاهد الحية والأثيرة التي رافقت تدشين المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمتحف، وأشار صالح إلى أن مشروع المتحف بدأ بفكرة طرحها صاحب السمو حاكم عجمان، خصوصاً بعد العثور على اللقى الأثرية المهمة في منطقة المويهات والتي لم تجد مكاناً مناسباً للحفاظ عليها ومن ثم عرضها على الجمهور،. وأضاف صالح « كان المتحف في البداية حصناً مهجوراً لسنوات طويلة من أواخر السبعينيات إلى أوآخر الثمانينيات، وبناء على توجيهات صاحب السمو حاكم عجمان تم ترميم الحصن من قبل البعثة البحرينية التي ساهمت بجانب الترميم في تنسيق وتجهيز بيئة العرض الداخلية». وقال «كنت أشارك البعثة في جمع واقتناء المواد التراثية بمختلف صنوفها والبيئات التي خرجت منها، كما كنت من المؤسسين الأوائل لأقسام وغرف وطرق تصميم العرض في المتحف بالتعاون مع أول مدير للمتحف وهو البحريني عبدالوهاب الخاجة». المتحف في الذاكرة كان مبنى متحف عجمان في الأساس حصناً ضخماً وفسيحاً ضم في غرفه ومرافقه المختلفة أفراد الأسرة الحاكمة في الإمارة، وكان للحصن في تلك الأيام البعيدة وبالتحديد في أواخر القرن الثامن عشر دوراً سياسياً واجتماعياً حاضراً وفاعلاً انعكس على منظومة الحياة العامة بكافة أبعادها الثقافية والتجارية القادمة من بيئتي الصحراء والبحر، كما كان الحصن في تلك الفترة بمثابة المبنى المهيب والشامخ الذي ينشر ظلاله السوسيولوجية الخاصة، ويحمل دلالاته العميقة في الذاكرة الشعبية.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©