عمران جانا يستكشف تاريخ باكستان في 14 لوحة «بلا عنوان»

يقام في دبي حالياً معرض بعنوان «الذاكرة هي الرسالة» للفنان الباكستاني عمران جانا، وفيه يقدم عشرين لوحة يجسد فيها عاملين مهمين، وهما الوقت والحركة. وفي المعرض المقام في غاليري «إكس في إيه»، ويستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري يستخدم الفنان عمران جانا في بعض أعماله قلم الرصاص فقط لصنع مناظر وأشكال معينة يجري محوها، بعد أن يمر عليها قطار الوقت السريع لتبدو مشوشة لا تترك بعدها سوى الذكريات. المعرض يسلّط الضوء على الجوانب المنسية لباكستان، حيث تتضمن أعمال جانا وصفاً فنياً بالأحبار والألوان لتاريخ حافل بالمشاكل والنزاعات، ومن دون مباشرة نجد آثار هذه المشاكل عبر لمسات الخراب والدمار الذي تخلفه، أو عبر الفراغ الذي يصنعه الفنان في لوحته تعبيراً عن الفقدان والخسارة، فنحن أمام هذه الأعمال التي تجمع الأبيض والأسود، فتشعرنا بحال من الإحباط والموات، حالة لا هي سوداء تماماً ولا بيضاء تماماً. ففي أربعة عشر عملاً من أعماله التي تركها «بلا عنوان»، نحن حيال أعمال مشغولة بطريقة فن الجرافيك بأصباغ تشبه تلك التي نشاهدها على جدران الكثير من المدن تعبيراً عن آراء الناس وأوضاعهم، وهي هنا تعبر عن رؤية الفنان إلى مدينته وعالمه المليئين بآثار الحروب والصراعات. فليس ثمة الكثير من التكوينات، بل الطاغي في صورة أساسية هو صراع الأبيض والأسود. لكننا قد نعثر على أشباح أشخاص، أو أمكنة أو بيوت مهدمة. أما الأعمال الستة الأخرى فهي تشكل متوالية من اللوحات المشغولة باللونين الأخضر والأحمر، ويعمل فيها الفنان على استحضار شخوص في وضع يحيل على الحرب وحال الرعب، حيث يظهر أشخاص بالبزة العسكرية مقابل أشخاص وأطفال منهم طفلة بزي أحمر جميل والكل منهمك في البحث عن مفقود ما، والجميع في صور صغيرة لا يكادون يظهرون. وأخيرا هي دعوة يوجهها الفنان في إبداعاته لاستكشاف الثقافة والتاريخ في باكستان، والتي غالباً ما تعد منسية من قبل وسائل الإعلام الجديد. وعلى غرار أعماله السابقة، يستمر جانا في استكشاف جوانب متعددة من تاريخ باكستان، بما فيها العادات والتقاليد، والتي تفتقر إليها أعمال زملائه الآخرين من الفنانين المعاصرين.