الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس ونتنياهو يؤكدان على قيام دولتين خلال عام

عباس ونتنياهو يؤكدان على قيام دولتين خلال عام
3 سبتمبر 2010 00:37
خيمت أجواء إيجابية على انطلاقة المفاوضات المباشرة في واشنطن امس بعد توقف استمر نحو اكثر من 20 شهرا، حيث اعلن المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفقا على الالتقاء في المنطقة كل اسبوعين على ان يعقد اول اجتماع في 14 و15 سبتمبر في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركته ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، كما اكدا بعد اجتماع منفرد عقب لقاء ثلاثي ضم كلينتون على هدفهما المشترك المتمثل في اتفاق على قيام دولتين لشعبين خلال عام. واوضح ميتشل ان عباس ونتنياهو سيعملان على التوصل الى اطار اتفاق لتحقيق السلام في الشرق الاوسط، لكنه رفض الخوض في تفاصيل الموضوعات التي تجري مناقشتها، قائلا “انه بالنسبة الى الجانبين فإن المرحلة المنطقية المقبلة ستكون البدء بالعمل على اتفاق اطار تمهيدا للوضع الدائم، وهدف الاتفاق الاطاري سيكون وضع التسويات اللازمة التي تتيح لهما التوصل الى معاهدة شاملة تضع حدا للنزاع وتحقق السلام الدائم لاسرائيل والفلسطينيين”. واضاف ميتشل “ان هدفنا هو حل جميع مواضيع الخلاف الرئيسية خلال عام، ومضمون المباحثات يجب ان يبقى خاصا وان يعامل بأكبر قدر من الدقة”. الا انه اقر بأن الاجتماع الاول لم يتح اجراء مناقشة تفصيلية لاي موضوع محدد. كما شدد على ان الزعيمين دانا كل شكل من اشكال العنف الذي يستهدف المدنيين الابرياء. ورغم اقراره بأن الامور كلها توحي بوجود اختلافات واسعة جدا بين الجانبين مشيرا بشكل خاص الى تأثير الرأي العام الوطني، الا ان ميتشل شدد على ان البديل للسلام يطرح تهديدا اكبر بكثير من مخاطر البحث عن سلام دائم”، مضيفا “ان اي تقييم واقعي لمصلحة الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني يظهر انه من الافضل لهما بكثير العيش جنبا الى جنب في سلام”. وكانت كلينتون اقرت خلال افتتاحها المفاوضات المباشرة بمقر وزارة الخارجية الأميركية بـ”الريبة والتشكك” طويلي الأمد اللذين شابا الماضي، لكنها قالت “إن الوقت قد حان للتركيز على المستقبل”، وأضافت مخاطبة عباس ونتنياهو “بحضوركما اليوم اتخذتما خطوة مهمة في تحرير شعبيكما من قيود تاريخ لا نستطيع تغييره والتقدم نحو مستقبل سلام وكرامة لا يمكن لأحد تهيئته سواكما”. وقالت كلينتون “إن قضايا الوضع النهائي الصعبة التي طالما كانت نقاط خلاف في المفاوضات السابقة، لن يصير حسمها أكثر سهولة مع مرور الوقت”، داعية الزعيمين إلى العمل سريعا. واضافت “الوقت قد حان للقيادة الجريئة ولرجال الدولة لاتخاذ قرارات صعبة.. لديكما الفرصة لإنهاء هذا الصراع وعقود العداء بين شعبيكما إلى الأبد، وواشنطن ستعمل على إنجاح المفاوضات المباشرة لكن لن تفرض أي حل لتسوية الصراع.. اذا تقدمتم بنية صادقة فإننا سنتمكن من معالجة كل الموضوعات الاساسية في مهلة عام”. وقال نتنياهو “إن التوصل إلى تسوية لتحقيق السلام سيتطلب تقديم تنازلات متبادلة ومؤلمة من الإسرائيليين والفلسطينيين”، لكنه اعرب عن ثقته في إمكانية التوفيق بين الطموحات الفلسطينية بشأن إقامة دولة مستقلة والمتطلبات الأمنية لإسرائيل، وقال “إن شعب إسرائيل مستعد لسلك هذا الطريق وقطع طريق طويل في وقت قصير لتحقيق سلام حقيقي”. واضاف نتنياهو “أنه يجب أن يأخذ السلام الشامل في الاعتبار التهديدات التي تواجهها إسرائيل في المنطقة، بما في ذلك التهديد الذي تشكله الأنشطة الصاروخية الإيرانية والجماعات الإرهابية الفلسطينية مثل حماس”، وقال “الأمن هو أساس السلام”. ودعا نتنياهو عباس الى الاعتراف باسرائيل دولة للشعب اليهودي”، مضيفا “من الممكن التوفيق بين دولة فلسطينية وامن اسرائيل”. وشدد على انها فرصة فريدة لوضع حد لنزاع قرن”، محذرا في الوقت نفسه من ان التوصل الى السلام لن يكون سهلا”، واضاف “نتوقع اياما صعبة قبل ان نتوصل الى السلام”. وضرب نتنياهو مثالا لذلك بما جاء في التوراة من “ان ابني ابراهيم اسحق ابا اليهود، واسماعيل ابا العرب، وحدا جهودهما لدفن والدهما”، وقال مختتما “شالوم، سلام، بيس”. وأعرب عباس عن تفاؤله بشأن إمكانية تحقيق هدف الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتوصل إلى اتفاق في غضون عام، يدفع إلى بدء عهد جديد للإسرائيليين والشعب الفلسطيني يجلب السلام والعدل والأمن للجميع. وجدد مطالبته بوقف كامل للاستيطان اليهودي ورفع الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة. وقال “اننا ندعو الحكومة الاسرائيلية الى تنفيذ التزاماتها بوقف كافة النشاطات الاستيطانية ورفع الحصار وبشكل كامل عن قطاع غزة ووقف كافة أشكال التحريض”، ملوحا بأنه “لا مفاوضات اذا استؤنف الاستيطان”. واضاف عباس “سوف نعالج جميع قضايا الوضع الدائم القدس والمستوطنات والحدود والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين، لكي ننهي الاحتلال الذي تم عام 1967 للأراضي الفلسطينية ولكي تقوم دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل”. وشدد على اهمية الامن والامان للشعبين وقال “إنها مسألة حيوية وأساسية لنا ولكم ولا نقبل من احد أن يقوم بأي أعمال من شأنها الإساءة لأمنكم والإساءة لأمننا”. وقال عباس بينما كان ينظر الى نتنياهو “إن الجانبين لن يبدآ من الصفر نظرا لأنه كانت هناك عدة جولات من المفاوضات بين منظمة التحرير والحكومة الإسرائيلية”، مضيفا أنه تمت دراسة كافة الآفاق وتحديد كافة القضايا العالقة. غير أنه دعا الحكومة الإسرائيلية إلى المضي قدما في تنفيذ التزامها بإنهاء كافة الأنشطة الاستيطانية ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة من أجل إنهاء الصراع وتحقيق السلام والأمن لجميــع الشعــوب في المنطقة. وقال عباس “لقد آن أوان صنع السلام وآن أوان إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 ونيل الشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال والعدالة.. آن الأوان لأن تقوم دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة إلى جانب دولة إسرائيل.. آن الأوان لوضع حد نهائي للصراع في منطقة الشرق الأوسط”. الى ذلك، قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبس ان الرئيس باراك اوباما يشعر بالارتياح للجدية التي بدأ بها الاسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات السلام المباشرة، وكان اوباما حذر مساء امس الاول لدى استقباله نتنياهو وعباس والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك على عشاء في البيت الابيض “من اننا لسنا سوى في بداية عملية مليئة بالعقبات لا شيء مضمونا فيها لا النجاح ولا الفشل”. لكنه دعا الطرفين الى انتهاز فرصة قد لا تتكرر ابدا لاحلال السلام واقامة دولة فلسطينية وضمان امن اسرائيل خلال سنة”، وقال ان “فرصة السلام هذه قد لا تتوافر مرة اخرى.. لا يمكنهم (الاسرائيليين والفلسطينيين) ان يفوتوا هذه الفرصة والوقت حان للقادة الشجعان واصحاب الرؤية، ان يفتحوا الباب امام السلام الذي تستحقه شعوبهم”. والمح الى ان الجانبين اكدا له امكانية التوصل الى السلام خلال عام، حيث ابدى نتنياهو استعداده لتسوية تاريخية، فيما دعا عباس الى وقف إراقة الدماء.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©