عصر الخليفة المأمون من العصور الذهبية في الحضارة الإسلامية، فقد اشتهر عنه إرسال البعثات إلى المدن العالمية كالقسطنطينية وغيرها في ذلك الوقت للبحث عن مؤلفات علماء اليونان، والفرس والهند وترجمتها إلى اللغة العربية حتى أن ترجمة الكتاب القيم كان أجرها وزنه ذهباً، وأنشأ مجمعاً علمياً في بغداد، ومرصدين للكواكب كانت أعجوبة الزمان، كما أمر برسم خريطة جغرافية دقيقة للعالم وهي الأقرب للخريطة الحديثة الآن، وكان لتشجيعه حركة الترجمة السبب المباشر في ظهور عدد كبير من العلماء المسلمين في الطب والكيمياء والرياضيات وفي مجال الزراعة والصناعة والملاحة أثرت على المجتمعات في كل أنحاء العالم وتسببت فيما بعد بالنهضة الأوروبية الحديثة.
لذلك كان جهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عظيماً حينما أطلق مبادرة «تحدي الترجمة» ضمن مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي، فاستعان بشباب من مختلف أنحاء الوطن العربي والذين وصلوا في يومين إلى 12000 ألف متطوع خصوصاً الطلبة والمختصين بالترجمة في مجالات العلوم والرياضيات، حيث تخدم هذه المبادرة 50 مليون طالب عربي ويقوم المتطوعون بترجمة 5000 مقطع فيديو علمي و11 مليون كلمة تم اختيارها بعناية ليتم نشرها بعد الترجمة على منصة إلكترونية متكاملة للاستفادة منها في المجالات التعليمية، فالكل يعلم أن واقع التعليم في العالم العربي لا يرضي أحداً، فمعظم المدارس مزدحمة بالطلاب وفقيرة بالمختبرات والمعدات التوضيحية، بالإضافة إلى ضعف مستوى المدرسين وتخلف المناهج، خاصة في المواد العلمية الحديثة، لذلك دعا الشيخ محمد بن راشد الجميع للمشاركة في هذا المشروع الحضاري، بحيث يتم في المنصة الإلكترونية شرح أغلب مناهج العلوم الحديثة بالفيديو مترجمة ومدبلجة بالعربية، ويقوم بشرحها أفضل المدرسين المدعومين بأحدث الأجهزة والمختبرات التعليمية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاشتراك في هذه المنصة التعليمية سوف يكون بالمجان ليستفيد منها المعلم العربي ليتعلم أفضل أساليب التدريس ويطور أدواته، بالإضافة إلى السماح للطالب بالتعلم من دون التأثر، سواء بالمعدات أو المباني في المدرسة أو بزحمة الفصول أو جهل الطالب باللغة الأجنبية، فكل هذه التحديات تم وضعها في الحسبان وحلها عند عمل هذه المنصة التعليمية، فقط يحتاج الطالب أو المعلم لكومبيوتر أو هاتف جوال ليرتبط بهذه المنصة من أجل أن يحصل على أفضل محتوى تعليمي.
عدد اليوم
