أمل المهيري:
تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، انطلقت أمس فعاليات ورشة عمل بعنوان: استطلاعات الرأي في العالم العربي·· الفرص والتحديات والتي ينظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقره في أبوظبي، وتستمر خلال الفترة من 17-18 أبريل الحالي ، بمشاركة نخبة من الخبراء العرب والأجانب في مجال استطلاعات الرأي·
وألقت عايدة عبدالله الأزدي، نائب مدير عام المركز لشؤون خدمة المجتمع، الكلمة الافتتاحية بالنيابة عن سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، معتبرة أن ظاهرة استطلاعات الرأي في العالم العربي قد انتشرت في الآونة الأخيرة، رغم أنها ليست ظاهرة جديدة بحد ذاتها في العالم· وأضافت أن العالم العربي بحاجة إلى هذا النوع من وسائل المعرفة؛وذلك لأن استطلاعات الرأي وفعاليات قياس الرأي العام تبين الواقع الفعلي لما يريده الجمهور وما يفكرون به، وما يرغبون فيه أو ما يعرضون عنه في فترة زمنية معينة، في مختلف القضايا المجتمعية التي تهمهم،والقيمة الحقيقية لها أنها تبين ما يتطلع له الرأي العام، وتكشف مواقفهم من القضية المطروحة، وهذا يؤدي بصورة تدريجية إلى أن تصبح العلاقة بين الحاكم والمحكوم أكثر قرباً بسبب الصورة الموضوعية لما يفكر به الرأي العام؛ مما يؤدي إلى الأخذ بهذه الآراء والتوجهات في الخطط التنموية؛ واعتبرت الأزدي أنه وبالرغم من أن استطلاعات الرأي قد دخلت بكل ما فيها إلى العالم العربي، ولكنها ما تزال في صورتها التجريبية الأولى رغم كثرة الاستطلاعات التي تم إجراؤها في العالم العربي، وقد تبدو هذه في كثرة المراكز والمؤسسات ومواقع الإنترنت التي تتعامل مع هذا الموضوع، بل دخلت المحطات الفضائية في هذا الميدان، وشملت كل الجوانب في حياة المجتمع سواء السياسية أو الاقتصادية أو الإعلامية أو الثقافية·
أهواء وقواعد
وقالت الأزدي تتميز هذه المؤسسات بحداثة التجربة وافتقادها لعامل الخبرة، لذا فإن هذه المؤسسات تسعى الى رصد آراء الجمهور ومعرفة توجهاتهم، ومادام القائمون عليها أشخاصاً تحكمهم غايات وأهداف متنوعة وتسيرهم الأهواء وتسيطر عليهم الآراء الفردية والأخطاء والتقديرات القابلة للخطأ والصواب؛ تحتم الحاجة إلى إيجاد القواعد المهنية والتقاليد العلمية الأساسية والقواسم المشتركة التي تجعل من هذا العمل عملاً احترافياً مقبولاً موثوق النتائج· وأكدت الأزدي على أهمية استطلاعات الرأي كوسيلة مهمة من وسائل المعرفة بسبب الوسائل الموضوعية في إجرائها واستخراج نتائجها، خصوصا ما يتعلق منها بعلم الإحصاء، ولكنها في المقابل تعتبر وسيلة مهمة جداً في عملية التعلم، فالأفراد الذين يشاركون في الإجابة على أسئلة الاستطلاع يمارسون سلوكاً حراً في الاختيار والتعبير عن موقفهم ويتم ذلك دون قسر أو خوف أو توجيه، مما يؤدي بالتالي إلى إيجاد المواطن الذي يعبر عما يريد، وهذا الأمر هو الذي يقود إلى وجود المجتمع الديموقراطي·
المعرفة والمجتمع
تناولت ورشة العمل أوجه عدة من الفرص المتاحة لتنفيذ استطلاعات الرأي في العالم العربي والتحديات التي تواجهها، وذلك تحت العناوين التالية: المعرفة والمجتمع: الدور المعرفي لمسوحات الرأي، ويتناول الأسس المفاهيمية لبحوث الرأي العام، والقضايا المنهجية وغير المنهجية المرتبطة بتصميم بحوث الرأي العام وتنفيذها، معالجة بحوث الرأي العام في العالم العربي مع إيراد أمثلة على مشروعات في دول مختلفة بالإضافة الى مشروعات أخرى تسعى لإدخال الدول العربية ضمن برامج بحوث أوسع تشمل دولاً عدة، وبناء القدرات وتطوير المؤسسات بما يشمل الجهود من بينها التعاون مع جامعة ميتشيجان الأميركية·
عدد اليوم
