مأزق سوق السمك·· الأسعار نار والهامور مُقَلَّد!
من تفاصيل الزحام نكتب ·· من آلاف الأرواح التي تعيش معنا دون أن نشعر بها نقرأ ما لا يبوحون به · من أسواق دبي نتجول ونرصد ونسأل ونكتشف ونفتح ملفات مثيرة، من هنا وهناك نعود بأربع حلقات عن سوق الخضروات والفاكهة ، سوق السمك، سوق العطارين، سوق المواشي، ونعيد قراءة كل شيء في ذلك العالم الواسع ·· هل أنت مستعد؟ قصة السمكة المعجزة التي أبهرت السوق!
دبي- علي مرجان:
سوق السمك تحول من كونه المصدر الرئيسي لوجبة لابد منها على المائدة الإماراتية إلى عزف منفرد لسيمفونية لذيذة تعكس ما تتفرد به دبي من معالم سياحية، ولكنه يعاني من ارتفاع الأسعار والسمك المزيف!
يقول فيصل عبد الله لنجاوي مشرف السوق: يعتبر سوق السمك من أهم الأسواق المتخصصة في الخليج العربي، وترتفع به القوة الشرائية إلى جانب ما يتميز به من رواج سياحي حيث زاره العام الماضي أكثر من 40 ألف سائح ·
ويرى مشرف السوق أن الطابع الشعبي وصغر مساحته هما أهم ما يميزانه، موضحا أنه كانت هناك تجربة لإنشاء سوق الشندغة للسمك في بر دبي وفق تصميم حديث، لكن المحاولة فشلت وتم نقله إلى كار فور، وهذا يدل على أن سوق السمك ذا الطابع الشعبي هو معلم بارز من معالم الحياة هنا ·
ويضيف: يعمل بالسوق أكثر من 2000 بائع مقسمين على ورديتين ، ويعمل على الدكة الواحدة ثلاثة عمال وراعينا أن يرتدي جميع العاملين بالسوق زيا رسميا مع إيجاد رقابة ومتابعة مشددة على البائعين لتحقيق الانضباط داخل السوق·
التوطين يتراجع
وعن مسألة التوطين يرى مشرف السوق أن إقبال الشباب على العمل بالسوق شهد انخفاضا ملحوظا في الفترة الأخيرة مقارنة بما كنا عليه قبل 10 سنوات، فلا يوجد بالسوق حاليا إلا4 مواطنين فقط، مبررا ذلك بأن الشباب يفضلون ركوب البحر والصيد ومن ثم البيع بالجملة في ساحة المزاد التي تقع خلف السوق·
ويتمنى مشرف السوق أن يكون الشباب أكثر حضورا بالسوق في الفترة القادمة·
ومن بين آلاف العمال، كان المواطن عبد الوهاب عبد الكريم يمارس عمله كبائع في السوق ·· سألناه وأجاب: أنا هنا منذ عام واحد ، وأعمل على الدكة التي يمتلكها أحد المواطنين مقابل إيجار شهري'
كلمات عبد الوهاب هي جزء من قصة تتلخص في قيام مالكي 'الدكك' بتأجيرها للباكستانيين نظير إيجار يحصلون عليه إما أسبوعيا أو شهريا·
'سمان' أم 'هامور'؟
ويقول حسين أحمد الذي اعتاد الحضور إلى السوق قادما من منطقة المزهر: السمك الطازج وتفاوت الأسعار هما من مميزات السوق ، إضافة إلى وجود أقسام أخرى مثل اللحوم ، والخضروات والفاكهة، والتمور، الأمر الذي يجعل تلك المنطقة مثالية للتسوق وشراء مستلزمات المائدة الإماراتية في وقت واحد·
وتتساءل سيدة اعتادت الحضور إلى السوق عن السر وراء ارتفاع الأسعار منتقدة استغلال الباعة لعدم معرفة الكثير من الزبائن بالفروق بين أنواع السمك ولتجدهم يبيعون سمك 'السمان' على أنه 'هامور'·
الطريف وكما يؤكد أحمد سعدة أن بعض الزبائن يتخيلون أنهم نجحوا في شراء نوعية السمك التي يريدونها بأقل الأسعار ·
وعندما يسأل بائع آخر عن سعرها يكتشف بسرعة أنه ضحية ·· وأنه لم يشتر إلا سمكا من نوع آخر ·
هنا يقول عبد الرازق محمد ويعمل مفتشا بالسوق : بلدية دبي لا تتدخل في تحديد أسعار السمك، انطلاقا من كونها تجارة حرة وحرية البيع بأي سعر مكفولة للجميع، وكذلك فإن الاحتكار ممنوع على الجميع·
ويضيف: كثيرا ما يأتي إلينا الزبائن للسؤال عن نوعية السمك الذي اشتروه ·· ونفاجأ في تلك اللحظة بأنهم لم يشتروا ما يريدون، وأن البائع منحه نوعية أخرى أقل في السعر بعد مسلسل من الفصال بين الطرفين، وهنا نتدخل بصورة ودية لإنهاء المشكلة بينهما·
ارتفاع الأسعار
وفي الوقت الذي يؤكد فيه الكثيرون على ارتفاع أسعار السمك بالسوق في الفترة الأخيرة، فإن مشرف السوق فيصل لنجاوي يرى أن إيجاد بلدية دبي لمصادر متنوعة للسمك يعتبر سببا في عدم تأثر السوق بارتفاع أسعار السمك على مستوى الإمارات الأخرى·
ويرى أن مواسم تكاثر السمك تلعب دورا في مسألة الارتفاع الإجباري في أسعاره وتحديدا في فصل الصيف ، فما كان يباع قبل شهرين بحوالي 25 درهما يصل في الصيف إلى 80 درهما للكمية ذاتها ·
لكن هل اللجوء إلى التصدير قبل تحقيق الاكتفاء الذاتي السبب في ارتفاع الأسعار؟··
سؤال أجاب عنه مشرف السوق قائلا : إلى جانب الناتج المحلي من السمك تأتي 50% من استهلاك السوق من سلطنة عمان، إضافة إلى ما يأتينا من الهند وباكستان وبنجلاديش، وهذا يتيح لنا تصدير الفائض إلى دول مجلس التعاون وفي مقدمتها السعودية·
عدد اليوم
