الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إيطاليا وأوروجواي.. «إرادة البقاء» في «حرب الأعصاب»!

إيطاليا وأوروجواي.. «إرادة البقاء» في «حرب الأعصاب»!
24 يونيو 2014 11:03
تتجه الأنظار اليوم إلى ملعب «أرينا داس دوناس» الذي يحتضن «موقعة البقاء والأعصاب» بين المنتخبين الإيطالي ونظيره الأوروجوياني في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال البرازيل 2014. ولم يكن أحد يتوقع المسار الذي سلكته هذه المجموعة، التي أطلق عليها لقب مجموعة الموت، بسبب ضمها ثلاثة أبطال عالم سابقين، ومن المؤكد أن أشد المتفائلين في كوستاريكا لم يتوقعوا أن يكون منتخب بلادهم في الدور الثاني قبل حتى خوضه الجولة الثالثة الأخيرة. وقد رسم المنتخب الكوستاريكي بخطفه البطاقة الأولى بعد فوزه الافتتاحي على أوروجواي 3-1 ثم بإسقاطه إيطاليا 1- صفر، سيناريو موقعة نارية بين المنتخبين العملاقين، فيما سيكتفي الإنجليز بمواجهة شرفية مع ممثل الكونكاكاف يبحثون خلالها عن توديع البرازيل بفوز معنوي بعد أن سقطوا أمام «الآزوري» و«لا سيليستي» بنتيجة واحدة 1-2 في مباراتيهما الأوليين. وسيكون المنتخب الإيطالي بحاجة إلى تعادل من مواجهته مع نظيره الأوروجوياني، لكي يتجنب تكرار خيبة مونديال جنوب أفريقيا 2010 حين ودع الدور الأول دون أي انتصار، وتنازل بالتالي عن اللقب الذي توج به في ألمانيا 2006، وذلك لأنه يتفوق على منافسه الأميركي الجنوبي بفارق الأهداف. ووضعت إيطاليا نفسها في هذا الموقف الحرج «التقليدي» بالنسبة لها في دور المجموعات بعد أن قدمت أمام كوستاريكا أداءً مغايراً تماماً لذلك الذي قدمته في الجولة الأولى أمام إنجلترا. واعتادت إيطاليا على المعاناة في دور المجموعات، بغض النظر عن مستوى منافسيها إن كانوا أبطال عالم سابقين أو منتخبات مغمورة تبحث عن ترك أثر صغير لها في العرس الكروي العالمي، وأبرز دليل على ذلك مونديال 1982 في إسبانيا عندما تعادلت في مبارياتها الثلاث أمام بولندا (صفر- صفر) والبيرو (1-1) والكاميرون (1-1) ونجحت في نهاية المطاف بالتأهل إلى الدور التالي بفضل فارق الأهداف المسجلة الذي فصلها عن الأخيرة، إذ سجل «الآزوري» هدفين، وتلقى هدفين فيما سجلت الكاميرون هدفاً وتلقت شباكها هدفاً، ورغم ذلك واصل الإيطاليون مشوارهم ووصلوا إلى النهائي وتوجوا باللقب على حساب ألمانيا (3-1). ومن المؤكد أن «الآزوري» لا يريد تكرار التجربة المريرة التي عاشها في جنوب أفريقيا 2010 أو في مشاركاته الأربع التي تلت تتويجه بلقبه الثاني عام 1938 أو تجربة مونديال 1974، ولكي يتجنب ذلك عليه الارتقاء إلى مستوى التحدي أمام منتخب مندفع منتشي من انتفاضته أمام إنجلترا بقيادة هدافه «القاتل» لويس سواريز. ولا يمكن لإيطاليا أن تلعب من اجل التعادل لأنها تدرك تماماً بأن فريق المدرب أوسكار تاباريز يملك أسلحة فتاكة قد تصل إلى شباكها في أي لحظة قاتلة على غرار سواريز الذي خطف هدف الفوز المصيري على إنجلترا في الدقيقة 85، أو أدينسون كافاني أو حتى المخضرم دييجو فورلان في حال دخل الى اللقاء في الشوط الثاني. ولم يكن المدرب تشيزاري برانديلي موفقاً في خياراته التكتيكية أمام كوستاريكا إذ عجز لاعبوه عن التعامل مع مصيدة التسلل التي نصبها لهم منافسيهم، أو في تبديلاته، خصوصاً أنتونيو كاسانو الذي كان من المفترض أن يؤمن بخبرته المساندة اللازمة في خط المقدمة، لكنه أثقل كاهل بلاده بعد أن فشل حتى في السيطرة على الكرة في الكثير من المواقف. كما أن المهاجم ماريو بالوتيلي الذي كان بطل المباراة الأولى أمام إنجلترا، لم يقدم شيئاً، بل أنه لعب دوراً سلبياً في تحول مجرى المباراة لمصلحة كوستاريكا وليس لفريقه، بعد أن حاول التفنن في تسديد الكرة فوق الحارس، وهو وجهاً لوجه معه عوضاً عن تسديدة أرضية أو تخطي الأخير والتسجيل في الشباك الخالية. «الآن يجب التركيز وحسب على ما نحتاج القيام به ضد سواريز ورفاقه»، هذا ما قاله كاسانو، المرجح جلوسه هذه المرة على مقاعد الاحتياط حتى نهاية المباراة ضد الأوروجواي بسبب أداءه المخيب الجمعة الماضي. وبدا المنتخب الإيطالي متأثراً بالمجهود الذي قام به ضد الإنجليز، كما أنه تواجه الجمعة مع منتخب معتاد على الأجواء المناخية الصعبة. وقد اكد لاعب وسط يوفنتوس كلاوديو ماركيزيو معاناته وزملاؤه من الأجواء المناخية التي أثرت على أدائهم في الشوط الثاني من مباراتهم مع كوستاريكا، مضيفاً «لكننا تجنبنا تلقي هدف ثانٍ، وبالتالي حافظنا على آمالنا بالتأهل». وبدوره اعترف برانديلي بأن عدداً من لاعبيه عانوا بدنياً ضد كوستاريكا، وفي ظل اعتياد الأوروجواي على اللعب في أجواء مماثلة، شدد المدرب الإيطالي على ضرورة تقديم جهود مضاعفة ضد أبطال أميركا الجنوبية، مضيفاً في معرض رده على سؤال حول تراجع عطاء صانع الألعاب أندريا بيرلو، خصوصاً في الشوط الثاني: «رأيت الكثير من اللاعبين المرهقين، ليس أندريا وحسب، من بين المشاكل التي يجب معالجتها الآن، المحافظة على تنظيم الفريق على أرضية الملعب لكي نتمكن من توزيع طاقاتنا بشكل أفضل». وأضاف «قلتها سابقاً، نحن لسنا مندفعين بقدر منتخبات أميركا اللاتينية، ستكون مباراة صعبة للغاية، تواجهنا معهم العام الماضي في كأس القارات، وبعد أن لعبنا جيداً لمدة 35 دقيقة، سيطروا على المباراة، لكن الآن، علينا التخلي عن كل الأفكار السلبية، يجب أن نتحضر ذهنياً ونفسياً». وكان المنتخبان تواجها الصيف الماضي في كأس القارات على المركز الثالث عندما تقدمت إيطاليا مرتين لكن الأوروجواي عادت وأدركت التعادل بفضل هدفين من أدينسون كافاني، ثم احتكم الطرفان إلى التمديد الذي بقيت فيه النتيجة 2-2 رغم طرد ريكاردو مونتوليفو من إيطاليا التي حسمت اللقاء في نهاية المطاف بركلات الترجيح. وستكون المواجهة الثالثة بين الفريقين في كأس العالم بعد عام 1970 حين تعادلا صفر- صفر في دور المجموعات، و1990 حين فازت إيطاليا 2-صفر في الدور الثاني. والتقى الفريقان بالمجمل في 8 مناسبات على الصعيدين الرسمي والودي وفاز كل منهما بمباراتين وتعادلا في اربع، لكن «الآزوري» يتفوق في البطولات الرسمية بفوزه مرتين مقابل تعادل من اصل ثلاث مواجهات. ومن المؤكد أن مهمة الأوروجواي ستكون أصعب من إيطاليا لأنها مطالبة بالفوز من أجل التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي ومواصلة مشوارها نحو تكرار إنجاز 1950 حين توجت بلقبها الثاني والأخير على الارض البرازيلية بالذات وعلى حساب صاحب الضيافة، وهذا ما اعترف به تاباريز الذي اعتبر بأن الضغط سيكون على أبطال أميركا الجنوبية. وقال تاباريز الذي نجح في جنوب افريقيا في قيادة «لا سيليستي» إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1970، «من الواضح أننا سنكون تحت الضغط لأنه من النتائج الثلاث المحتملة (الفوز أو التعادل أو الهزيمة) لا تفيدنا إلا نتيجة واحدة، لكننا لن نلعب كيائسين، أملك مجموعة معتادة على مقاومة الضغط وعلى التجاوب معها بشكل إيجابي، الضغط كان أسوأ في مباراتنا ضد إنجلترا، أليس كذلك، أم تعتقدون أننا كنا نتسوق؟». ويعرف تاباريز الكرة الإيطالية كما حال عدد كبير من لاعبيه، إذ درب ميلان (1996) لفترة وجيزة وكالياري في مناسبتين (1995-1996 و1998-1999)، وذلك في عز أسلوب «كاتيناتشيو» الدفاعي الذي عرف به المنتخب الإيطالي والأندية الإيطالية على حد سواء. لكن المدرب الأوروجوياني البالغ من العمر 67 عاماً والذي يخوض غمار النهائيات للمرة الثالثة مع بلاده (قادها إلى الدور الثاني عام 1990 في إيطاليا ونصف النهائي في 2010)، استبعد أن يكتفي الإيطاليون بالدفاع ضد فريقه: «الأمر منوط بنا، اي تحقيق الفوز، سنبالغ إذ قلنا إننا نتوقع إيطاليا في موقف مدافع ونحن في الهجوم (طيلة المباراة)، انهم أبطال العالم أربع مرات ونحترهم كثيراً، سيكون تحدياً صعباً بالنسبة لنا، لكني أعتقد بأننا سنحظى بفرصنا». واعتبر تاباريز أن واقع وجود العديد من لاعبي فريقه في الدوري الإيطالي أو مرور عدد آخر فيه لن يؤثر كثيراً في هذه المباراة، مضيفاً «صحيح أننا نملك معرفة ببعض النواحي (في طريقة لعب الإيطاليين) أفضل مما كان عليه الوضع ضد كوستاريكا التي لا يلعب فيها أي من لاعبينا، لكن إيطاليا تعرف أيضاً اللاعبين الأوروجويانيين». (ريو دي جانيرو - أ ف ب) ورقة المباراة اليوم والتاريخ: الثلاثاء 24 يونيو 2014 التوقيت: 8 مساءً المجموعة: الرابعة الجولة: الثالثة الملعب: أرينا داس دوناس الحاضر يرتبط بالماضي موسليرا يتغزل في لاعبي «الأزوري» تدخل أوروجواي إلى مواجهتها مع إيطاليا اليوم في ناتال، وهي تعول على معرفتها التامة بالكرة الإيطالية، نظراً إلى روابط التاريخ والحاضر بين الطرفين، لطالما كانت إيطاليا محطة للاعبين الأوروجويانيين في القارة الأوروبية، كما كانت الأوروجواي كبلد محطة للمهاجرين الإيطاليين اعتباراً من 1870 أو حتى القرن السابع عشر، عندما حل أول إيطالي، جورجيو بورجيزي من جمهورية جنوه، في كولونيا دل ساكرامنتو، نشطت الهجرة الكروية الأوروجويانية إلى إيطاليا منذ الثلاثينات وبدءاً من بدرو بتروني (فيورنتينا من 1931 حتى 1933) وكارلوس جرينجا (فيورنتينا ولوتشيزي 1932-1939) وماكسيميليانو فاوتو (باليرمو ولاتسيو ونابولي 1932-1936 و1937-1942) وخوان ألبرتو تشافينو (ميلان، روما 1954-1960 و1960-1962 ومثل إيطاليا أيضاً بين 1954 و1958). ثم مرورا بانزو فرانشيسكولي (كالياري وتورينو 1990-1994) وروبن سوزا (لاتسيو، الإنتر 1988-1995) وألفارو ريكوبا (الإنتر، فينيسيا، تورينو 1997-2008) ودانيال فونسيكا (كالياري، نابولي، روما، يوفنتوس، كومو 1990-1999 و2000-2001 و2002-2003) وباولو مونتيرو (أتالانتا، يوفنتوس 1992-1994 و1995-2005). وتعتبر «الجالية» الكروية الأوروجويانية الأكثر تمثيلاً في الدوري الإيطالي بعد نظيرتها الأرجنتينية وصولاً إلى يومنا هذا وتحديداً إلى مباراة ناتال اليوم والتي ستحدد أياً منهما يودع النهائيات. ويوجد خمسة لاعبين في التشكيلة الحالية للأوروجواي يلعبون في إيطاليا وخمسة آخرين مروا في «سيري آ»، ومن بينهم الحارس فرناندو موسليرا الذي دافع سابقا عن ألوان لاتسيو، «إنهم منتخب يتمتع بشخصية كبيرة»، هذا ما قاله موسليرا عن المنتخب الإيطالي الذي سيكون بحاجة إلى التعادل لضمان تأهله، مضيفاً «يملك هجوماً رائعاً ودفاعاً ممتازاً». ويرى موسليرا الذي دافع عن شباك لاتسيو من 2007 حتى 2011 قبل الانتقال إلى جلطة سراي التركي، أن فريق المدرب تشيزاري برانديلي ببساطة قوي في جميع النواحي، أندريا بيرلو بطل، لكن من يفاجئني دائماً هو الحارس جانلويجي بوفون، أنه في السادسة والثلاثين من عمره، ويظهر كأنه في الخامسة والعشرين». أما النجم الثالث في المنتخب الإيطالي بالنسبة لموسليرا، فهو مهاجم ميلان ماريو بالوتيلي «اللاعب الذي يجب أن يحترس منه حارس المرمى، أنا سأضمه إلى فريقي (لو كان باستطاعته ذلك)، لأنه يعجبني، يتمتع بشخصية». هناك ثلاثة لاعبين أساسيين في تشكيلة الأوروجواي، مارتن كاسيريس وألفارو جونزاليس وولتر جارجانو، يعرفون جيدا الكرة الإيطالية. ستكون المباراة مميزة جداً بالنسبة لقلب الدفاع كاسيريس لانه سيواجه زملاءه في يوفنتوس القائد بوفون واندريا بارزاجلي وجورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي كلاوديو ماركيزيو وبيرلو، في الوسط، يعتمد المدرب أوسكار تاباريز على ألفارو جونزاليس (لاتسيو) وولتر جارجانو (بارما) الذي كان زميل نجم المنتخب أدينسون كافاني ( سان جيرمان) في نابولي قبل أن ينتقل كل منهما إلى فريق آخر. (ناتال - أ ف ب) موتا: ليس أمامنا إلا استعادة التوازن قال اللاعب تياجو موتا المولود بالبرازيل لاعب خط وسط المنتخب الإيطالي «ندرك تماماً أن المباراة أمام أوروجواي لن تكون سهلة، علينا أن نستعيد نشاطنا واتزاننا، ونقدم مباراة رائعة أمام أوروجواي». وكان من بين الأسباب التي ساقها البعض على الأداء المتواضع للمنتخب الإيطالي في لقاء كوستاريكا أن المباراة أقيمت في الحادية عشرة ظهراً بالتوقيت المحلي، حيث الشمس الحارقة بمدينة ريسيفي، كما أقيمت أمام فريق من منطقة الكاريبي اعتاد على هذا الطقس، وبالتالي لم يكن من السهل التعامل مع هذه الأجزاء وخاصة ارتفاع درجة الحرارة. ولكن المشكلة التي تواجه الآزوري أن مباراة اليوم ستقام في التوقيت نفسه، وبمدينة ناتال ذات الطقس الحار أيضاً وأمام منتخب آخر من أميركا اللاتينية. وإذا كرر كل من بالوتيللي ولويس سواريز مهاجم أوروجواي الأداء الذي قدمه في المباراة الماضية لفريقه، سيكون الآزوري في خطر حقيقي، حيث كان سواريز في قمة التألق وسجل هدفي فريقه في المباراة التي فاز فيها 2 - 1 على منتخب إنجلترا. (ناتال - د ب أ) تاباريز: اللعب في منتصف النهار «عذاب» أكد أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي لكرة القدم أن إقامة المباراة في منتصف النهار، حيث الحرارة الشديدة والرطوبة، يضاعف من صعوبة المواجهة، وقال « المباراة صعبة على الفريقين»، أضاف «نكن كل التقدير والاحترام للمنتخب الإيطالي، ونحن ندرك أننا سنخوض اختباراً كبيراً، ولكننا أيضاً لدينا فرصة». وكانت أوروجواي تلقت خسارة مفاجئة 1- 3 أمام كوستاريكا، قبل أن تحقق فوزاً ثميناً على إنجلترا 2 - 1 . (بيلو هوريزونتي - د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©