أصبحت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر السوري هدفا لرصاص الجيش السوري؛ وذلك لمنع عملية إجلاء ومعالجة المصابين في الاحتجاجات التي تشهدها سوريا. وكان نبيل أحمد آخر مسعفي الهلال الأحمر السوري الذين تحدوا شدة القمع في مدينة جسر الشغور شمال غرب سوريا قبل إصابته برصاصة في الظهر ونقله إلى تركيا، حيث يروي تجربته ممددا في سرير المستشفى. يقول الشاب البالغ من العمر 29 عاما، والذي نقل منذ الاثنين إلى أحد مستشفيات انطاكيا جنوب تركيا “عملي هو انتشال أقصى عدد ممكن من الجرحى ووضعهم في سيارة الإسعاف، ولم يكن لدي الوقت للنظر إلى ما يجري من حولي”. ولا يمكنه بالتالي إعطاء تفاصيل حول القوات والأسلحة المنتشرة في مدينة جسر الشغور البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة. كل ما يذكره هذا المسعف هو سماع تحليق مروحيات. ويتابع “لكنني شاهدت الكثير من الجرحى، بالمئات. وعشرات القتلى، ربما مئة”. ويوضح “كانوا من الرجال بمعظمهم. كل النساء وضعن في مأمن خارج المدينة. لكن رغم ذلك كان هناك أحيانا سيدات مسنات بين الجرحى”. وأفاد عن إصابات بالرصاص بعضها من صنف خاص ويقول “رأيت قتيلا انشق دماغه إلى اثنين مثل كتاب. لا بد أن ذلك كان نتيجة رصاصة متفجرة. فرصاص الكلاشنيكوف لا يحدث عادة نتيجة مماثلة”.
عدد اليوم
