القاهرة-الاتحاد: عاد الهدوء الى مدينة الإسكندرية أمس بعد ثلاثة أيام من المصادمات الدامية بين الأقباط والمسلمين التي أعقبت الاعتداء على ثلاث كنائس في المدينة يوم الجمعة الماضي، حيث أكد محافظ الاسكندرية اللواء محمد عبد السلام المحجوب استتباب الأمن في المدينة وخروج آلاف المسلمين والمسيحيين في مسيرة سلمية رددوا خلالها هتافات 'يحيا الهلال مع الصليب'· في وقت قرر المحامي العام لنيابات الاسكندرية حبس 52 متهما في الأحداث الأخيرة هم 47 مسلما و5 أقباط لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات حيث وجهت النيابة لهم 7 اتهامات بالتجمهر والسرقة والحريق العمدي واتلاف الممتلكات العامة والخاصة وإحراز أسلحة بيضاء وبث دعايات مثيرة من شأنها إثارة الفتنة ومقاومة السلطات· فيما تقرر إخلاء سبيل 3 أحداث لم يكملوا سن 18 عاما من المسلمين·
وواصلت النيابة أمس التحقيق مع 50 متهما آخرين معظمهم من الاقباط ألقي القبض عليهم في أحداث أمس الاول بتهمة التجمهر وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وإصابة المواطنين ورجال الشرطة وبث دعايات من شأنها اثارة الفتنة الطائفية· في وقت نفى مصدر أمني مصري مسؤول ما بثته وكالة 'رويترز' عن إحباط أجهزة الأمن محاولة اعتداء على كنيسة العذراء بشارع طومان باي بحي الزيتون في القاهرة، وقال إنه لا صحة إطلاقا لما بثته الوكالة، وقال موضحا انه يوم الجمعة الماضي اشتبهت الخدمات الأمنية المعنية بكنيسة العذراء في أحد الأشخاص أثناء محاولته دخولها ضمن المترددين للصلاة بصورة تدعو الى الريبة وبمناقشته تبين انه يدعى زكريا السيد زكريا زكي مرسي (21 عاما) وسبق ضبطه واتهامه في 7 قضايا سرقة ونصب، مشيرا الى انه اعترف بشروعه بدخول الكنيسة بقصد السرقة ولم يكن يحمل أي أدوات أو سلاح، ولافتا الى أن النيابة قررت حبسه 4 ايام على ذمة التحقيقات·
الى ذلك، اعترف محمود صلاح الدين حسين (28 عاما) المتهم باقتحام الكنائس في الاسكندرية يوم الجمعة الماضي خلال تحقيقات النيابة أنه هجم على كنيسة ماري جرجس الصغرى في الصباح الباكر يوم الجمعة وطعن ثلاثة أشخاص في ساحتها ثم تخلص من 'الشبشب' الذي كان يرتديه بعد أن طارده المواطنون واستقل الترام من منطقة الحضرة وهو حافي القدمين الى محطة مصر وكان ذلك في الثامنة والنصف صباحا ومن هناك استقل سيارة أجرة لكنيسة القديسين حيث أخفى السلاح الابيض الذي يحمله وهناك طعن ثلاثة آخرين·
وتبين من التحقيقات أن المتهم لم يكن يعرف من قتل ومن أصاب حيث كان يضرب بشكل عشوائي عنيف دون تمييز وعندما انتهى من الكنيسة الثانية نظف السلاح المستخدم واستقل ميكروباص حتى كنيسة العذراء بجناكليس دائرة الرمل وحاول اقتحامها إلا أن الأمن قام بمطاردته ولاذ بالفرار ثم استقل ترام الرمل في طريقه للهجوم على كنيسة ماري جرجس الكبرى الواقعة بين منطقتي سبورتنج والإبراهيمية ونزل في محطة سبورتنج حتى يتجنب كمائن الشرطة على محطة ترام الإبراهيمية وأثناء سيره فوجىء بالأمن يمسك به فأخذ يصرخ 'اتركوني لأقتل 5 أو 6 آخرين'· وأوضح المتهم أنه لم يكن يشعر بأي ألم في قدميه الحافيتين بينما كانت تنتابه حالة هياج كلما رأى السكينتين المستخدمتين في الحادث، كما رفض تناول أي طعام أو شراب خلال التحقيقات لإحساسه بأن هناك من سيقوم بدس السم له وهو هاجس ظل يطارده طوال فترة التحقيقات·
وكان البرلمان قرر تشكيل لجنة تقصي حقائق برلمانية حول الاحداث بناء على اقتراح تقدم به 80 نائبا على أن تنتهي اللجنة من إعداد تقريرها خلال شهرين على الاكثر وان تضم في عضويتها نائبة مسيحية وترأسها وكيلة البرلمان زينب رضوان· وطالبت النائبة المسيحية جورجيت صبحي بمعرفة حكاية المختل عقليا التي تظهر بعد كل حادثة خطيرة، وتساءلت:'هل نسكت حتى يقع اعتداء من مختل عقليا على البرلمان'·
من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية في محافظة أسيوط إن السلطات اعتقلت امس 35 من أعضاء جماعة 'الإخوان' المحظورة في المحافظة أغلبهم من طلاب جامعة أسيوط حيث وجهت النيابة العامة اتهامات إلى 30 بينهم 14 كانوا يقفون قرب محكمة أسيوط في محاولة لمقابلة زملاء لهم بعد عرضهم على النيابة و21 اعتقلوا في مقاهي الإنترنت والمنازل·
وقال متحدث باسم طلاب 'الاخوان' في جامعة أسيوط إن الطلبة المعتقلين من كليات الهندسة والتجارة والحقوق والزراعة، مشيرا إلى أن الطلبة سيتظاهرون ما لم يتم الافراج عن زملائهم خاصة وأنهم على أبواب امتحانات نهاية العام· فيما رفضت أجهزة الأمن التعليق على الاعتقالات مكتفية بالقول إن الطلاب أعضاء في جماعة محظورة ويمارسون أعمالا تثير الطلاب وتحفزهم على التظاهر·
عدد اليوم
