الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المصالح تفسر التحرك الصيني في ليبيا

11 يونيو 2011 00:10
بعد أشهر من دعوتها عبثاً إلى وقف إطلاق النار، دخلت الصين الساحة الدبلوماسية الليبية عبر اتصالات مع نظام العقيد معمر القذافي، ولأول مرة مع معارضيه الثوار على أمل صيانة مصالحها أكثر من سعيها إلى تسوية النزاع. وقام وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي مؤخراً بزيارة إلى بكين استغرقت 3 أيام. وبعد اتصال أول في الدوحة مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض مصطفى عبد الجليل في الثاني من يونيو الحالي، تقابل دبلوماسيون صينيون مجدداً مع رئيس المجلس الانتقالي الذي يمثل الثوار في معقله ببنغازي. وأعربت بكين أمس الأول، عن استعدادها «في مستقبل قريب» لاستقبال ممثلي تلك الهيئة السياسية للثوار. ويتزامن دخول بكين (آخر الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن الدولي يلتقي الثوار)، إلى الميدان مع تغيير اتجاه الرياح في ليبيا حيث بات ينظر إلى الثوار على أنهم «طرف شرعي» بعد حصولهم على دعم سياسي ومادي من كبرى الدول. وغالباً ما تحرص الصين في البلدان غير المستقرة على «تنويع» علاقاتها بالتواصل مع حركات التمرد مثل ما جرى في السودان وبورما وباكستان. لكن منذ بداية الانتفاضة الليبية في فبراير الماضي، تمسكت بموقف عدم التدخل والحياد. وبعدما تركت مجلس الأمن الدولي، من خلال امتناعها عن التصويت، يصادق على القرار 1973 الذي أجاز الغارات الجوية، عادت وانتقدت بعد ذلك ودعت مراراً إلى حل سلمي. واعتبرت فاليري نيكيه الباحثة في مؤسسة البحث الاستراتيجي أنه «بعد أن كانت تأمل بلا شك في فشل التدخل، أدركت بكين أن الوضع تغير فعلاً فقررت الحفاظ على مصالحها وعلى وجودها في المنطقة». وأضافت نيكيه في حديث لفرانس برس إنه «على المدى القريب تستأنف الصين اتصالاتها مع المعارضين وستقيم مواقع لها، اقتصادياً وبلا شك سياسياً». واعتبر جان بيار كابستان من جامعة هونج كونج باتيست، أنه إذا كانت بكين خلافاً لواشنطن وحتى موسكو، لم تدع إلى تنحي العقيد القذافي ذلك لأنها تريد «صيانة المستقبل بالتقارب تدريجياً مع ثوار بنغازي دون الانسياق إلى الموقف الغربي». وقال لفرانس برس إن «للصين مصالح كثيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا» و»ليبيا تقع عند تقاطع طريق الاثنين رغم علاقة معقدة مع العقيد القذافي» الذي تعود آخر زياراته لبكين إلى نحو 30 سنة. ويجب على الصين أن تصون صداقاتها الثمينة في أفريقيا كما في الجامعة العربية في مشهد انقلب رأساً على عقب بسبب ثورات تتابعها بقلق. واعتبرت نيكيه أن «بكين لا تريد قطيعة مع قاعدة تسمح لها أيضاً بكسب مزيد من النفوذ على الساحة الدولية لا سيما في وجه الولايات المتحدة». وقد ردت واشنطن ببرودة على المبادرة الصينية حيث ذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر بأن «هناك وسيط للأمم المتحدة في هذا الملف». وقال جوناثان هولسلاج من معهد بروكسل للأبحاث الصينية المعاصرة لفرانس برس إن «الأهم بالنسبة للصين ليس من الذي يتولى الحكم بل الطريقة التي تخدم بها مصالحها وكيف تحمي مواطنيها».
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©