التفكك الأسري الذي تعاني منه معظم المجتمعات العربية والمجتمعات الخليجية على وجه الخصوص حقيقة مسلم بها لا نستطيع إنكارها مهما كانت التبريرات، فهناك هوة كبيرة بين الأبناء والأبوين في الأسرة الواحدة، فكل طرف قد انشغل عن الطرف الثاني بهمومه ومشاكله الحياتية اليومية التي يواجهها وبالتالي فقد تاه الأبناء في متاهات انشغال الوالدين من جانب وسائل الإعلام المختلفة عربية كانت أم أجنبية التي تلقفت أمثال هؤلاء الشباب التائه واحتضنتهم بين ذراعيها لما تقدمه لهم من مواد إعلامية خبيثة وسامة كمن يدس السم في العسل فتولد جيل من الشباب فقدوا ذلك الاتصال المباشر والكبير بينهم وبين والديهم مما نتج عنه انفصال في مفهوم· وتفكير الطرفين في بناء الأسرة الواحدة المتماسكة الأطراف، وفي نفس الوقت حدث انحسار واضح وشديد في الابتعاد عن طبائع وموروثات المجتمعات الخليجية التي تقوم أساساً على منهج وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتفكك في العادات والتقاليد الموروثة وهي في مجملها تحث على الاحترام المتبادل بين الطرفين أي بين الابن وأبويه في الأسرة، فعندما حدث ذلك صارت هذه الهوة الكبيرة فيما بين أفراد الأسرة الواحدة· فهل يمكننا القول عن ذلك إنها ضريبة الطفرة الصناعية الحديثة والثروة المالية الكبيرة التي تنعم بها اليوم الدول الخليجية· إن المجتمعات العربية عموما والخليجية على وجه الخصوص إن لم تكن لديها أسر قادرة على إمداد وضخ عقول شبابية قادرة على التفاعل بالشكل الإيجابي والصحيح في تكوين نواة الأسرة السليمة والمعافاة من أمراض هذا العصر الاجتماعية، فالمحتم عليها إذاً هو الرجوع مرة أخرى، والتمسك بتلك العادات والتقاليد الاجتماعية التي تناساها أبناء المجتمع الخليجي، والأهم من ذلك هو الرجوع مرة أخرى لاقتباس الفيض الكبير من القرآن الكريم، والسيرة النبوية المطهرة فإن ذلك هو الخط المستقيم الذي سيوصلنا حتماً إلى الهدف المنشود وهو وجود أسرة آمنة مطمئنة وبالتالي وجود مجتمع خال من الجريمة وكذلك، فإن هذا الجانب يمثل الجدار القوي الذي يمكننا أن نتكئ عليه دون خوف أن يقع علينا·
حمدان محمد ـ كلباء
عدد اليوم
