الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم عبيد: كنا نستقبل رمضان بالاحتطاب وتجهيز «الدهنة الخنينة» وخلطة «البزار»

أم عبيد: كنا نستقبل رمضان بالاحتطاب وتجهيز «الدهنة الخنينة» وخلطة «البزار»
3 سبتمبر 2010 22:43
شهر رمضان مثل غيره من الشهور العربية يأتي في الصيف تارة وفي الشتاء تارة أخرى، وقبل ثلاثين عاماً أو أكثر كان رمضان الكريم يمر في الأيام الصيفية الحارة نفسها التي يمر بها هذا العام، وهناك بالطبع من عاصروه وحفظوا ذكرياته في قلوبهم. الوالدة “أم عبيد” الكتبي من سيدات مدينة العين اللواتي يتذكرن تلك الأيام الجميلة، تتحدث عن ذكرياتها فتقول: كان رمضان “القيظ” قاسياً جداً بالنسبة للوقت الحالي، فنحن كنا نسمي فصل الصيف الحار “قيظاً”، وقبل ثلاثين عاماً وأكثر لم تكن المكيفات منتشرة في البيوت، ولم تكن الكهرباء قد وصلت كل مكان، ولكنّ الصيام في شهر رمضان جميل وممتع حتى في حر الصيف. تكمل: كانت الحياة طبيعية، نستيقظ قبل وقت السحور لنتسحر، ثم نصلي الفجر ويخرج الرجال بعدها إلى أعمالهم، ويبقون فيها إلى “الضحى العود”، وهو ما يوازي الساعة العاشرة أو الحادية عشرة صباحاً، ثم يعودون إلى البيوت، ليصلوا الظهر ثم يجلسون فوق “السبلة أو المنامة” (تسميات تراثية لمصطبات سعفية ترتفع عن سطح الأرض وتفرش بالحصر لتكون مكان جلوس أو نوم) ترش الأغطية والمخدات والبطانيات بالماء المبرد نوعاً ما لتوفير بعض البرودة في المكان، وهناك يجلس الرجال قليلاً ثم ينامون، وعندها نحرص على إرسال الصغار بين فترة وفترة لرش بعض الماء على الفراش وتبريده. وبعد صلاة العصر يستيقظ الرجال ليذهبوا إلى المزارع أو الأسواق، يحضر بعضهم أطعمة شعبية من السوق، أو ثلجاً؛ لأن الثلج في تلك الفترة كان يباع بسيارات في السوق، فيشترونه ليضيفوه على اللبن ويشربونه بارداً. وآخرون “يخرفون” الرطب من على النخل، وغيرهم يحضرون حبات البطيخ التي تركوها في أحواض الماء طوال النهار لتبرد. وتتابع “أم عبيد”: من بعد صلاة الظهر، تبدأ النساء في طبخ الإفطار وتجهيزه، كان “السمك” هو الوجبة الرئيسة المتوافرة، أما اللحم فيتم توفيره عن طريق المشاركة، تتشارك بيوت الفريج الواحد في الذبائح، كي يستطيع الجميع تناول اللحم، ولعدم وجود ثلاجات للاحتفاظ باللحم طازجاً. وكانت الجارات يتشاركن في إعداد الأطباق الشعبية المعروفة مثل الساجو، البلاليط، العصيد واللقيمات. وفي الصيف كان الرطب سيد الفواكه الإماراتية، وهناك أيضاً الفرصاد ـ وهو مسمى فصيح للتوت ـ واليح “البطيخ الأحمر”، فلم يكن الشمام “البطيخ الأصفر”، معروفاً في بعض المناطق، وكان اليح “البطيخ الأحمر” يزرع في المزارع والبيوت، تقطف ثماره وتوضع في الماء كي تبرد، ويتناولها الصائمون. وفي بعض الأحيان كان الهمبا “المانجو المحلي” متوافراً، وهناك أيضاً (البيذام) “اللوز المحلي”، وغيرها من الفواكه المحلية. وعن تجهيزاتهم لاستقبال الشهر الفضيل، تقول “أم عبيد”: كنا نستعد لرمضان قبل شهرين من حضوره، فنبدأ الاحتطاب وجمع الخشب لاستعماله في الطبخ منذ شهر رجب، ونشتري أيضاً بعض الأواني الجديدة، والمقتدرون منا يشترون “بقرة” للحصول على الحليب والسمن واللبن و”الدهنة الخنينة”، أي الزبدة طوال الشهر الفضيل، وكذلك نعد خلطة “البزار”، وهي توابل الطبخ، بينما يذهب رجل البيت للسوق ليشتري حصراً جديدة للصلاة، وأباريق للوضوء. وتشمل الاستعدادات أيضاً التجهيز للعيد، فتشتري النساء قطع الأقمشة قبل رمضان بعدة أشهر، لتخيطها الخياطات المعروفات، أو لخياطتها بأنفسهن، وكانت الخياطة تتم باليد، ولكن ماكينات الخياطة بدأت بالظهور في ذاك الوقت أيضاً، لتوفر الوقت والجهد ليفرح الجميع بملابس العيد التي ينتظرها الصغار والكبار.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©