الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء وأكاديميون: على الدوحة الالتزام بما وافقت عليه في اتفاقات سابقة

خبراء وأكاديميون: على الدوحة الالتزام بما وافقت عليه في اتفاقات سابقة
26 سبتمبر 2017 15:06
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) توقع أكاديميون وخبراء علوم سياسية وجود أربعة سيناريوهات لحالة الأزمة القطرية: الخيار الأول أن تقع المصالحة الكاملة الشاملة، وهو خيار بعيد للغاية، حيث إنه مرتبط بموافقة قطر، ولا يبدو أن هذا الأمر مطروح حالياً، والسيناريو الثاني للخيار العسكري، وهو مستبعد أيضاً نظراً لطبيعة المنطقة، والخيار الثالث هو استمرار الأزمة، وهو سيناريو من الصعب استمراره، حيث إن تأثير المقاطعة قوي جداً على قطر، فيما يكون السيناريو الرابع الذي يتجسد في «التهدئة»، وهو الخيار المطروح، والرجوع إلى خيار الأزمة الصامتة، والرجوع إلى المستوى الأدنى المقبول من العلاقات، ولكن مع استمرار عوامل الأزمة، في الوقت الذي أكد فيه مشاركون أهمية احترام قطر الجدي لما وقعت عليه من اتفاقات سابقة في اجتماعات الرياض، وضرورة إدراك أن المطالب الـ13 لم تمس سيادتها كدولة. جاء ذلك خلال الجلسات النقاشية لورشة العمل التي نظمها، أمس، «مركز الإمارات للسياسات»، والتي سلطت الضوء على تبعات السياسات المنفردة لقطر، في ضوء أزمتها الراهنة مع كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والأكاديميين والإعلاميين، في فندق جميرا - أبراج الاتحاد في أبوظبي. وأكد مشاركون في المناقشات أن الأزمة، في جوهرها، هي أزمة في قطر وليست مع قطر، وأنه كما تحدث منظرون استراتيجيون عن الدول الكبرى التي تقع ضحية طموحاتها يمكن الحديث عن مأزق الدول الصغرى التي تقع ضحية أوهامها وتصوراتها لدورها وقدراتها، وأن قطر من هذا النوع الأخير من الدول، حيث اتضح منذ أكثر من عقدين أن الدوحة رهنت بقاء النظام فيها بتصورها عن ذاتها كدولة صغيرة وبالدور المطلوب منها. وإذا جاز القول إن الإنسان قد يقع فريسة عقده النفسية، فإن الدول يصيبها ذلك أيضاً. وفي الكلمة الافتتاحية للورشة، قالت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة «مركز الإمارات للسياسات»، إن أزمة قطر تقترب من شهرها الرابع، من دون أن يتراءى أفق لحلها أو تظهر بوادر لتسويتها، مضيفة أن الدوحة في سعيها إلى التغريد خارج السرب الخليجي، وحتى العربي، لم تعبأ بأن تقوم بانعطافات دراماتيكية في تحالفاتها وعلاقاتها، وأن تنتقل في سياساتها من النقيض إلى النقيض، بغية لعب دور«إقليمي»، سواء أكان هذا الدور يتحقق باستضافة قواعد عسكرية أجنبية أو بالانفتاح على دول صديقة وعدوة، بالتقرب إلى ما يسمى «تيار الممانعة»، والمتمثل في إيران و«حزب الله» ونظام الأسد، أو بالتحول عن هذا التيار والمراهنة على جماعات الإسلام السياسي والجهادي «السنية» إبان «الربيع العربي» أو بالتحالف مع قوى إقليمية مهيمنة غير عربية، كتركيا وإيران. جلسات ونقاشات ضمت الورشة أربع جلسات، وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان «حيثيات قرار مقاطعة قطر الأخير.. قراءة إماراتية»، بينما ناقشت الجلسة الثانية «السياقات الإقليمية والدولية للعلاقة بين قطر ودول مجلس التعاون ومصر»، وبحثت الجلسة الثالثة في «خيارات طرفي الأزمة»، واختتمت الورشة بجلسة رابعة عن «سيناريوهات الأزمة ومساراتها وتداعياتها»، تلتها الخلاصات والتوصيات. وقدّمت الدكتورة ابتسام الكتبي، وجهة النظر الإماراتية لأزمة قطر، موضحة أنّ الدوحة أقامت دورها الإقليمي وتوجهات سياستها الخارجية على كلِّ ما يُعاكس التوجهات العامة لـ«مجلس التعاون» ومصالح دوله، مؤكدة أن مسوغات المقاطعة لقطر تتمثل في تدخل الدوحة في الشؤون الداخلية للدول الأربع المقاطعة وغيرها ولتمويل الدوحة الإرهاب وقوى التطرف في المنطقة إلى جانب إقامة الدوحة علاقات خاصة مع إيران. وأضافت: «إن إقامة الدوحة علاقات مع إيران يبدو أنه شأن سيادي، إلا أنه يبدو غير ذلك حين يصبح مهدداً لمصالح (مجلس التعاون)، وهو المنظمة التي تنتمي إليها قطر، والتي مطلوب منها (أي قطر) أن ترفض تدخل إيران في شؤون دول المجلس الداخلية أو تهديد أمنها واستقرارها»، مشيرة في ورقتها إلى أنه من وجهة نظر دولة الإمارات فإن هناك سببين مباشرين قادا الدول الأربع لمقاطعة قطر، أولهما سياسات قطر كمهدد لأمن واستقرار الخليج، والآخر رؤية قطر لمستقبل المنطقة. وأشارت إلى أن دولة الإمارات تنظر إلى أن الحفاظ على أمن السعودية واستقرارها ركيزة أساسية لأمن الخليج واستقراره، وأن السعودية هي أيضاً عمق استراتيجي لدولة الإمارات، لافتة إلى أن هذه الرؤية لا تتبناها قطر، ولا تتبناها إيران كذلك. وبشأن الدور الإعلامي التخريبي الذي تقوده قطر في المنطقة أوضحت أن قطر حركت بدلاً من «الجزيرة» عشرات المنصات والمواقع الإلكترونية الإعلامية، التي ارتبطت بجهاز الأمن القطري، الذي يديرها ويمدها بالتسريبات والمواد التي تدافع عن «الإخوان» والكيانات المتطرفة، والفبركات التي تشوه صورة السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وتحرض على حكوماتها، عبر التخصص في فبركة كل ما يسيء لهذه الدول. وأعادت الكتبي تأكيد ما قاله سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة، حين تحدث في مقابلة تلفزيونية عن أن رؤية قطر لمستقبل الشرق الأوسط تختلف بشكل كبير عما تريده الدول التي قطعت علاقاتها معها، وهذا يؤكد وفق الرؤية الإماراتية أن تلك الإجراءات التي اتُخذت ضد الدوحة ليست وليدة اللحظة أو نتيجة زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للمشاركة في قمة الرياض في مايو الماضي، ولعل ذلك يبيّن أن وجود قيادات حركة «حماس» وجماعة «الإخوان» وسفارة «طالبان» في الدوحة، ليس «مصادفة» أو مجرد طلب أميركي، كما تقول الدوحة. سياقات الأزمة كما تم مناقشة السياقات الإقليمية والدولية لأزمة قطر مع «مجلس التعاون» ومصر، وتحدث الإعلامي والكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، وأكد أن الأجدى أن نتحدث عن سياسات قطرية متعارضة مع دول الخليج وليس عن سياسات متفردة، مضيفاً أنها ليست اجتهادات سياسية تهدف إلى تحقيق مصالح قطرية، وإنما هي سياسات تتقصد الإضرار بالسعودية وأمنها الوطني. وشرح الراشد قوله بتأكيده أن إشكالية السعودية مع قطر أن الأخيرة دعمت جبهة النصرة وفيها أعداد كبيرة من المواطنين السعوديين، فكان التمويل القطري لنشاطات مناهضة للسعودية، بمن فيها جبهة النصرة، وكذلك المعارضون السعوديون في الخارج. ولفت إلى أن الأزمة سوف تطول ما دامت قطر ستستمر على سياساتها الحالية نفسها، والأزمة ستطول حتى لو كانت هناك هدنة ما بفعل ضغوط خارجية، والأزمة ستطول ما دام الأمر يتعلق بالأمن الخليجي والعربي. وقال الباحث السعودي سالم اليامي، إنه لدى الكلام عن أزمة قطر تحضر إشكالية القبول أو عدم القبول بالوزن الجيوسياسي لدولة قطر، وعند تفحص السياسات القطرية نراها متعارضة مع السعودية، وقد يكون هذا حق سيادي لقطر، لكن حين يضر بأمن السعودية ومصالحها فإنه يبتعد عن حقوق السيادة ما دام يضر بسيادة الجيران والأشقاء، وأضاف أن السعودية ترى أن تأسيس «مجلس التعاون» أكسب المنطقة قيمة استراتيجية، وهو أصبح حجر الأساس في أمن المنطقة، وهذا الفهم بعيد عن فهم قطر، التي أصبحت تهدده ولا ترى مصيرها مربوطاً ببقاء هذا المجلس وتطوره. وقال الإعلامي البحريني يوسف البنخليل، إن البحرين كانت من أكثر الدول الأربع المقاطعة تضرراً من السياسات القطرية ابتداءً من الخلاف الحدودي البحريني القطري الذي حسم لمصلحة البحرين منذ سنين، وقد أسهمت قطر في تشويه صورة البحرين من خلال قناة الجزيرة. وقالت الباحثة المصرية إيمان حسن، إن رؤية الدولة المصرية بالنسبة لقطر لم تختلف كثيراً منذ عام 2011 وما قبلها، أي عهد مبارك وعهد الرئيس السيسي، فالعهدان اعتبرا قطر دولة غير صديقة، وإنْ أصبح هذا في عهد السيسي أكثر تشدداً إلى درجة اعتبار السيسي أن قطر بسياساتها تجاه مصر يمكن اعتبارها دولة عدوة. إلى ذلك، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الخالق عبدالله، أنه يتفق فعلاً بأن الأزمة في قطر وليست مع قطر، وهذا يتضح من طموح النظام في قطر منذ عشرين عاماً، وهذا الطموح الذي تبناه الشيخ حمد بن خليفة يقوم على ازدراء السعودية والإمارات والبحرين، ويسخر من الدور الإقليمي لمصر. الكتبي: الأزمة كشفت حقيقة قطر وحجم تدخلاتها في شؤون دول المنطقة أبوظبي (وام) أكدت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات حرص دولة الإمارات على دعم السياسات الإقليمية التي ترسخ الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة. وأوضحت الكتبي في تصريح لها هامش ورشة عمل «السياسات المنفردة.. تقييم المخاطر السياسية للطموحات القطرية» أن للدول الأربع «دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية ثلاثة مسوغات دفعتها إلى مقاطعة قطر.. الأولى، تدخل الدوحة في الشؤون الداخلية لدول الخليج ودول عربية أخرى في صدارتها مصر.. والثانية، دعمها وتمويلها الجماعات المتطرفة والإرهابية في المنطقة.. والثالثة، إقامتها علاقة خاصة مع إيران تهدد مصالح دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالنظر إلى أن إيران تتدخل في شؤون دول المجلس الداخلية وتهدد أمنها واستقرارها وقطر ملزمة بوصفها عضواً في المجلس أن تتوافق مع سياساته تجاه إيران.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©