السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسرحية الحصـار

مسرحية الحصـار
26 سبتمبر 2017 00:54
تعرض في الدوحة حالياً مسرحية تحت مسمى الحصار، هذا المسمى الذي أطلقه «تنظيم الحمدين» على إجراءات المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع لمكافحة الإرهاب القطري، والمتأمل جيداً يجد أن الحصار فعلاً هو مسرحية من قبل النظام القطري لتخدير شعبه والظهور أمامه بمظهر المظلومية، لتغطية الحقيقة الواضحة وضوح الشمس بمعاداته لأشقائه ووقوفه في صف التطرّف والإرهاب بهدف زعزعة استقرار المنطقة وتقويض السلم والأمن العربي والعالمي، وتسخير إمكانيات قطر وثروتها المالية لدعم وتمويل جماعات وتنظيمات متطرفة وإيواء قادة التطرّف والإرهاب، ومن ثم الارتماء في أحضان كيانات إقليمية ودولية لديها تاريخ حافل بالتطرف وتهديد الأمن والاستقرار في العالم، كل ذلك بهدف الظهور بمظهر المؤثر وصانع القرار في المنطقة، ومحاولة إضعاف القوى الإقليمية المحيطة به، للتخلص من عقدة النقص التي تسيطر على نظامه الحاكم والمتمثلة في صغر الحجم وضعف القدرات العسكرية، رغم الموارد المالية الكبيرة. حالة التوهان والفصام السياسي والتخبط في التصريحات عند «نظام الحمدين» جعله يمارس سياسة التصعيد والتجييش الإعلامي، فتارة يتحدث عن حصار وهمي تمارسه دول المقاطعة عليه، وتارة أخرى يكابر ويدعي بأن وضعه ثابت لم يتزعزع أو يتأثر جراء هذه المقاطعة. إن إصرار هذا النظام على انتهاج منطق التحريف وتزوير الحقائق ووصف المقاطعة المفروضة من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بالحصار، هو محاولة منه لكسب استعطاف الشعب القطري والتهرب من الالتزامات والاتفاقيات الموقعة منه. ولا شك أن المقاطعة حق سياسي تمارسه كل الدول إذا تعرض أمنها القومي للخطر أو اقتضت المصلحة ذلك، إلا أن الإعلامي القطري المرتزق ورغم علمه بالمفهوم الحقيقي لمعنى الحصار، إلا أنه يحاول الالتفاف واللعب بالمصطلحات وإظهار دولته بأنها تقع تحت حصار جائر من الدول الأربع، علماً بأن الحصار يعني فرض طوَّق كامل على البلد وإحاطته بشكل تام بما في ذلك الممرات الدولية، وعزل الإمدادات والمساعدات عنه، ووفقاً لهذا المفهوم، فإن الحصار لا ينطبق بأي حال من الأحوال على قطر لا من قريب ولا من بعيد، فأجواؤها الجوية مفتوحة ومطارها الدولي وموانئها تعمل ولا يوجد ما يمنع من وصول الإمدادات والبضائع لها من مختلف دول العالم. إذاً، فالدوحة تلعب دور الضحية وتحاول إظهار نفسها بأنها تخضع لحصار ظالم، محاولة منها لاستنفار المشاعر وحشد الرأي العام متبعة في ذلك أسلوبا سبق لتنظيم الإخوان الإرهابي استخدامه في الكثير من الدول. أخيراً، فإن المراوغة وممارسة أسلوب التسويف والهروب إلى الأمام أصبح مكشوفاً، وورقة التوت التي طالما تخفى وراءها «تنظيم الحمدين» سقطت وظهرت معها عورتهم، فلا مصداقية ولا قبول لهم بعد اليوم، فالواقع يشير إلى أن النظام القطري غير قادر على الإيفاء بالالتزامات المطلوبة منه لوقف دعم وتمويل الإرهاب، والسبب لأن هذا النظام مختطف ومسيطر عليه من قبل تنظيمات الإسلام السياسي، التي احتضنها ودعمها مالياً وسياسياً، بل وعسكرياً لسنوات طويلة، فاستطاعت التغلغل في الدولة العميقة بقطر، وأصبحت حكومة ظل تسيطر من خلف الكواليس. وعلى هذا النظام أن يتأمل ما حدث للأنظمة التي تخلت عن محيطها لأجل أجندات خفية، وسعت وراء أوهام كلفتها الكثير، كما على العقلاء في قطر أن يدركوا بأن مشروع الحمدين انتهى ويجب أن ينجوا بوطنهم من السقوط والغرق في مستنقع الإرهاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©