الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أثر الخصام

3 سبتمبر 2010 22:47
يقول عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، «معلومات الرواة» إنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ أَصْحَابَهُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ، فَاخْتُلِجَتْ مِنِّي، فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى». في هذه الحادثة أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخبر الصحابة بليلة القدر ‏فتلاحى‏ (وهو التنازع والمخاصمة) رجلان فرفعت ولعل في رفع علمها خيرا للأمة. ومرادنا من الحادثة اثر الخصام والتنازع في رفع الخير ومنع وصوله ومن الأمثلة على منع وصول الخير بسبب الخصام والتشاحن: 1. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: («تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) مسلم 2.قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) ابن ماجه فهذه الأحاديث تبين لنا خطر الخصام والتشاحن إذ أنها تمنع الرحمة والمغفرة ولذا كان على العاقل أن يحذر أسبابها والتي منها: 1- حظوظ النفس فحب الانتصار لها، وحب الظهور على الآخرين آفة ابتلي بها البعض في سبيل أن يصل إلى مراده ورغباته الشخصية. 2- سوء الظن في الآخرين قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ). 3- الغضب: فالغضب مفتاح كل شر وقد أوصى صلى الله عليه وسلم رجلاً بالبعد عن الغضب فقال: (لا تغضب ) رددها مراراً.البخاري. ?4.سوء الخلق: فالبعض إذا خاصم فجر. ولعل من المناسب أن أذكر بعض آثار الشحناء: - التفرق والضعف والهوان، وقد بين لنا ربنا ذلك في قوله: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}. - تأخير مغفرة الذنوب ولربما أدى أحيانا إلى حجبها، كما سبق في الحديث، - ما يقع في القلب من الأذى والهم والغم الذي يتلظّى به صاحبه الشحناء والبغضاء. فينبغي للمسلم أن يحسن الظن بأخيه، وأن يعذره، وأن يستعيذ بالله من الشيطان عند حدوث الخصام قال تعالى: (وَقُل لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِي أحسَنُ إنّ الشَيطَانَ يَنَزَغُ بَيَنَهُم إن الشَيطَانَ كَانَ للإنَسانِ عَدُوّاً مُبِيناً ) وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ) مسلم. وفي الختام يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ) البخاري ومسلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©