الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تشعل المنافسة على شبكات الجيل الثالث

الصين تشعل المنافسة على شبكات الجيل الثالث
19 ابريل 2006

إعداد - محمد عبد الرحيم:
تستعد الصين لاستثمار 37 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة على عمليات شاملة للترقية والتحسين في نظامها للهاتف الخليوي· ولكن امكانية الفوز بقطعة من كعكة الأعمال التجارية المتوقعة أصبح يشعل المنافسة في أوساط بائعي معدات الاتصالات الهاتفية العالميين بقدر غير مسبوق· وبعد فترة من غياب التحرير في القطاع فقد بات المحللون والتنفيذيون في الصناعة يشيرون الى أن بكين اصبحت في طريقها للبدء في منح التراخيص الخاصة بما يعرف بشبكات الجيل الثالث في غضون فترة الأشهر الثلاثة المقبلة من أجل أن تمنح شركات الهاتف الحكومية الوقت اللازم لتقديم خدمات إبان فترة استضافة بكين للألعاب الأولمبية لعام ·2008 ويذكر أن الصين أصبحت أكبر سوق في العالم للموبايل كما أن هذه الترقية من شأنها ان تخلق منها أكبر شبكة لاسلكية في العالم أيضاً·
وأوردت صحيفة الوول ستريت جورنال إنه عبر استخدام تكنولوجيا الجيل الثالث سوف يصبح بإمكان المستخدمين إرسال واستقبال البيانات بواسطة الهواتف الخليوية والأجهزة المتنقلة الأخرى بسرعة أكبر بكثير مما كانت عليه في السابق وبشكل يتيح ايضاً الدخول بسهولة لخدمات مثل الفيديو اللاسلكي وتحميل الموسيقى والرسائل اللحظية وتصفح الإنترنت عالي السرعة·
ويذكر ان هذه التكنولوجيا عرفت طريقها أصلاً الى أماكن أخرى وبخاصة في أوروبا واجزاء من القارة الآسيوية كما بدأت لتوها في الدخول الى الولايات المتحدة· ولكن تبني الصين لتكنولوجيا الجيل الثالث من شأنه أن يجلب التكنولوجيا اللاسلكية المتقدمة الى السوق التى تحتوي على أكبر عدد من مستخدمي الهواتف في العالم بلغ 398,8 مليون مشترك في نهاية يناير للعام 2005 قبل ان تتمكن الصين من إضافة 59 مليون مشترك جديد في الخدمة اللاسلكية·
ونتيجة لذلك فإن كبار بائعي معدات الاتصالات الهاتفية في العالم بمن فيهم شركات تيليفون ايه بي ال ام ايريكسون ومؤسسة نوكيا ومؤسسة موتورولا ومؤسسة نورتيل نيت ويركز وسيمنز ايه جي والكاتل اس ايه ولسينت بتكنولوجيز أصبحت تتدافع فيما بينها لكي تجد لنفسها موضعاً متقدماً قبيل اطلاق تكنولوجيا الجيل الثالث حيث أشار التنفيذيون في هذه الشركات الى ان هذا الأمر سوف يتسبب في إحداث تغيرات هائلة في داخل الساحة التنافسية في الصين· وبات من المتوقع ايضاً ان تصبح الشركات الصينية مثل هواوي تكنولوجيز ومؤسسة زد تي ئي من كبار المنافسين·
الا ان الفوز بحصة سوقية مبكرة اصبح عاملا حاسما كما يشير التنفيذيون طالما ان من المرجح ان شركات تشغيل اللاسلكي مثل مؤسسة تشاينا لاتصالات الموبايل سوف تستمر في عمليات الشراء من نفس المزودين في الوقت الذي يوسعون فيه من شبكاتهم المتقدمة خلال فترة العقد المقبل·
ويقول ديفيد هاو رئيس إدارة العمليات الصينية في شركة نوكيا ثاني أكبر بائع للمعدات اللاسلكية بعد اريسكون السويدية' إن الفوز في البداية يمثل أمراً شديد الأهمية كما ان التحرك باتجاه الجيل الثالث سوف يعمل على إحداث هزة وتغييرات مزلزلة '·
وكذلك فإن القفزة نحو تكنولوجيا الجيل الثالث سوف تحدث تغييرات سريعة أيضاً في الطريقة التي تتحرك بها المعلومات في داخل الصين - وهو التحول الذي سيعمل على إيقاف عقود طويلة من السيطرة والرقابة الحكومية الصارمة· بل إن هذه التكنولوجيا الجديدة من شأنها أن تزاوج ما بين الهواتف الخليوية وخدمة الإنترنت وهما الأداتان اللتان جعلت من السهل اصلا على الصينيين تقاسم الأخبار والمشاركة في الآراء· ويتوقع التنفيذيون ان يندفع الصينيون بسرعة في تبني تكنولوجيا الجيل الثالث نسبة الى حرصهم الشديد لاستخدام المميزات القليلة التي ظلت تتيحها لهم التكنولوجيا حتى الآن· ففي العام الماضي وحده بعث الصينيون بعدد 329 مليار رسالة نصية عبر هواتفهم الخليوية· ويتنبأ البعض الآخر بأن الصينيين في نهاية المطاف سوف يفضلون الدخول الى الإنترنت عبر هواتفهم وبشكل أكبر مما درجوا عليه الآن عبر أجهزة الكمبيوتر· ونسبة لرغبة الصين في توفير خدمة الجيل الثالث قبل انطلاق أحداث الألعاب الأولمبية لعام 2008 لكي تظهر نفسها كقوة اقتصادية وتكنولوجية أمام العالم فقد أعرب العديد من المحللين عن تفاؤلهم بأن الدولة سوف تعمد في هذا العام لإطلاق التراخيص الخاصة بتكنولوجيا الجيل الثالث· وفي الوقت الذي اختلف فيه المحللون بشأن كمية الأموال التي سيتم انفاقها على خدمة الجيل الثالث الا انهم اتفقوا فيما يبدو على انها مبالغ هائلة·
ويتوقع هاي واي المحلل في أكاديمية الاتصالات الهاتفية للبحوث في الصين أن يصل إجمالي الانفاق على شبكات الجيل الثالث الى مبلغ 37 مليار دولار خلال فترة السنوات الخمس المقبلة على الرغم من أن هذا المبلغ سيتضمن تكاليفة التركيب بالإضافة الى تكلفة شراء المعدات· وتتوقع مؤسسة جارتنر المتخصصة في بحوث السوق أن تبلغ قيمة مشتروات معدات الجيل الثالث 10 مليارات دولار خلال الأربع سنوات المقبلة·
والى ذلك فإن من المتوقع ايضاً ان تصبح شركتا هواوي وزد تي ئي أكبر المستفيدين من جميع هذه الانفاقات بعد ان اصبحتا من كبار المنافسين في الساحة العالمية لصناعة الاتصالات الهاتفية في الأعوام الأخيرة - وظلت الشركتان تسهمان بقدر كبير من المصادر في شبكة الجيل الثالث حيث أدعت كل منهما بأن لديها حوالى 6 آلاف مهندس يعملون في تطوير المعدات والأجهزة اليدوية الخاصة بالجيل الثالث بالإضافة الى إبرام صفقات بالخصوص مع العديد من صغار المشغلين في وراء البحار· وفي الوقت الذي تقع فيه الشركات المشغلة الحكومية تحت ضغوط تهدف الى تفضيلهم للبائعين المحليين فإن المحللين باتوا يتوقعون ان ترتفع حصة هؤلاء المشغلين من إجمالي مبيعات المعدات الصينية الى نسبة تتراوح ما بين 20 الى 30 في المئة· ولكن المنافسة احتدمت أصلاً في الوقت الذي أصبح فيه بعض البائعين يعرضون فيه في بعض الأحيان معدات مجانية أمام المشغلين لإجراء التجارب على الشبكات· ويشير زهانج دونج مينغ مدير البحوث في مكتب بي دي ايه تشانيا لاستشارات الاتصالات الهاتفية في الصين الى ان اللاعبين الأجانب الذين لديهم أصلاً حصة سوقية كبيرة في الصين سوف يستمرون في الأداء بشكل أفضل مع دخول تكنولوجيا الجيل الثالث نسبة لما يتمتعون به من علاقات جيدة حالياً مع الزبائن·
وبالإضافة لذلك فإن دخول تكنولوجيا الجيل الثالث الى الصين سوف يعتبر علامة مهمة وخطوة كبيرة للأمام في جهود الصين لتطوير التكنولوجيا المعيارية الخاصة بها والمعروفة باسم ة-سحء وفي الوقت الذي ساهمت فيه شركة سيمنز وبعض الشركات الأجنبية الأخرى في تطوير هذا المعيار الا أن الحكومة الصينية والشركات المحلية هي التي قادت عملية التطوير· لذا فإن بكين أصبحت تأمل الآن في أن الخبرة والمعارف التي اكتسبتها محلياً سوف تساعد في تقليل حجم التراخيص التي ستذهب الى الشركات الأجنبية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©