عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل 23 متشددا، على الأقل، أمس الخميس، بمعارك مع مسلحين قبليين، موالين للجيش اليمني، وغارات جوية استهدفت مواقع وأهداف متحركة لتنظيم القاعدة في محافظة أبين الجنوبية، فيما لقي جندي مصرعه، الليلة قبل الماضية، برصاص مسلحي “اللجان الشعبية” اشتبهوا بانتمائه للتنظيم المتطرف، الذي كشفت تقارير أمنية عن مخطط له بمهاجمة مقر وزارة الدفاع في صنعاء. وأعلنت وزارة الدفاع، في بيان، مساء أمس الخميس، “مصرع 15 إرهابيا” من عناصر تنظيم القاعدة، في مواجهات عنيفة، أمس، مع رجال المقاومة الشعبية، في منطقة “باتيس” على ضواحي بلدة “جعار”، المعقل الرئيس للتنظيم المتطرف في محافظة أبين.
وأوضح البيان أن المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف “اللجان الشعبية” الذين تمكنوا من تدمير سيارتين تابعتين للمتشددين، والاستيلاء على “منظومة اتصال وعدد من الدراجات نارية وأسلحة شخصية”.
كما قتل خمسة متشددين في مواجهات من قوات حكومية ومسلحين قبليين عند المدخل الرئيسي لمنطقة “باتيس”، حسب بيان وزارة الدفاع. وقصف المتشددون بقذائف “آر بي جي” عددا من المنازل في “باتيس”، من بينها منزل وكيل محافظة أبين، أحمد الرهوي. وذكر البيان أن الطيران الحربي نفذ غارة جوية على موقع تابع لتنظيم القاعدة في منطقة “الدرجاج” شرق بلدة “جعار”، ما أدى إلى إحراق سيارة “وقتل من عليها من الإرهابيين”.
وذكر سكان محليون في أبين لـ(الاتحاد)، إن “عددا من عناصر القاعدة قتلوا في غارة جوية استهدفت سيارة” كانت تمر على الطريق الذي يربط بين بلدة “جعار”، ومدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، التي سقطت أغلب مناطقها بأيدي المتشددين العام الماضي.
ورجحت مصادر محلية أن السيارة المستهدفة كانت تقل ذخائر ومؤن غذائية للمسلحين في زنجبار، التي استعاد الجيش، أواخر الشهر الماضي، السيطرة على أغلب مناطقها. وذكرت صحيفة الصحوة الإلكترونية، لسان حال حزب “الإصلاح” الإسلامي، المشارك في الحكومة الائتلافية، أن ثلاثة متشددين قتلوا في “هجوم” استهدف تجمعاً لـ”القاعدة” في “جعار”، المعقل الرئيس للتنظيم المتطرف في أبين، منذ مارس 2011.
ويوم الاثنين الماضي، أعلن الجيش اليمني، الذي يشن منذ 12 مايو الماضي هجوماً واسع النطاق على معاقل المتطرفين في أبين، حظر التجول والتنقل في سبع طرق رئيسية في هذه المحافظة، من بينها الطريق الذي يربط بين جعار وزنجبار. وقال مصدر عسكري في أبين لـ(الاتحاد) إن الطيران الحربي سيستهدف “كل السيارات التابعة” للمتشددين التي تتنقل بين المناطق التي شملها قرار الحظر.
كما قُتل وجُرح عدد من مقاتلي تنظيم القاعدة في غارة جوية استهدفت، صباح الخميس، تجمعاً لمسلحين متشددين، شرقي بلدة “مودية” شمال أبين، حسب سكان محليون. وذكرت مصادر صحفية يمنية أن غارة جوية استهدفت، الليلة قبل الماضية، منطقة خاضعة للمتشددين في بلدة “رفض” بمحافظة شبوة، المجاورة لأبين، من دون أن ترد أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في هذه الغارة.
وكان جندي يمني قُتل، الليلة قبل الماضية، برصاص مسلحين من “اللجان الشعبية” التي خاضت معارك عنيفة ضد المتشددين في بلدة “لودر” شمالي أبين. وذكر مصدر في “اللجان الشعبية”، لـ(الاتحاد) إن مسلحين مرابطين في نقطة تفتيش، خارج البلدة، أطلقوا النار على جندي، ينتمي إلى اللواء 26 “حرس جمهوري”، بعد اشتبهوا بأنه “انتحاري من القاعدة”، الذي توعد، قبل أيام، بشن هجمات انتحارية في مناطق عدة لتخفيف حدة الهجوم العسكري الكبير عليه في أبين. وعلى صعيد متصل، كشف مصدر أمني في مدينة عدن الساحلية، عن تسلل متشددين من “القاعدة” إلى المدينة، التي تعد كبرى مدن جنوب اليمن.
وقال المصدر لـ(الاتحاد)، إن الأجهزة الأمنية “تقوم حالياً بتعقب تلك العناصر التي من المحتمل أن تقوم بتنفيذ عمليات انتحارية”.
وحذرت تقارير أمنية من هجوم انتحاري محتمل يستهدف مقر وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء، حسبما أفادت أمس الخميس صحيفة “اليمن اليوم”، المملوكة للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأشارت التقارير إلى معلومات أولية “تشير إلى نوايا لعناصر التنظيم في أمانة العاصمة بإرسال أحد الانتحاريين لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف وزارة الدفاع”. وكشفت السلطات اليمنية، ليل الأربعاء الخميس، عن خطة لمراقبة تحركات عناصر “القاعدة” في خمس محافظات جنوبية وشرقية.
وقال الناطق باسم “لجنة الشؤون العسكرية”، اللواء ركن علي سعيد عبيد، إنه تم بموجب هذه الخطة “وضع العديد من الخلايا النائمة للعناصر الإرهابية تحت المراقبة”، موضحاً أن خطة المراقبة تهدف إلى “قطع أي إمدادات للعناصر الإرهابية (في أبين) من محافظات أخرى”.
عدد اليوم
