الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«روضة الشطرنج» موهبة فاحت زهورها بين مربعات لعبة الأذكياء

«روضة الشطرنج» موهبة فاحت زهورها بين مربعات لعبة الأذكياء
8 نوفمبر 2016 19:26
مصطفى الديب (أبوظبي) تحلم بارتداء «البالطو» الأبيض، الزي الرسمي للطبيب، من أجل خدمة وطنها ومواصلة تميزها على الصعيدين العلمي والرياضي، ولم يكن حلم الطبيبة هو الوحيد الذي يراود روضة السركال ابنه السبعة أعوام بطلة آسيا للشطرنج، ولكن راودها حلم الترصع بذهب العالم للصغار والكبار في لعبة الأذكياء. وتمتلك السركال إمكانيات هائلة في هذه اللعبة، مما يجعل حلمها ليس بعيد المنال، خصوصاً أنها أصبحت حديث القاصي والداني في رقعة الشطرنج العالمي والمحلي والقاري. ورغم أن عمرها لم يتجاوز السبعة أعوام، فإن مشوارها مع عالم الشطرنج بدأ منذ أن كانت في سن الرابعة، ما أذهل الجميع سواء عائلتها أو منتسبي نادي أبوظبي للشطرنج والثقافة. وعندما بدأت روضة السركال مشوارها الرسمي مع اللعبة كادت أحلامها تتكسر عند صخرة البداية عندما رفض مدربها قبولها بسبب صغر سنها ويقينه بأنها لا تعرف أي شيء عن اللعبة ولا حتى مسميات القطع ولا طريقة رصها. المفاجأة كانت عندما نجحت في الاختبار الأول وهي لم تبلغ الرابعة وقامت بوضع القطع في أماكنها السليمة وتعرفت على أسمائها، والأكثر من ذلك أنها خاضت مباراة أمام مدربها، الشيء الذي غير الانطباع تماماً، وبدلاً من الرفض جاء التمسك بها إلى أبعد الحدود يقيناً بأنها ستكون واحدة من ألمع نجوم اللعبة مستقبلاً، ومع مرور الزمن تحقق ذلك فعلياً عندما نجحت في حصد ذهبية آسيا للصغار في سن السادسة وتفوقت فيها على من يسبقونها في العمر والخبرة. وأصبحت روضة السركال عنواناً للتفاؤل ومشروعاً كبيراً يسعى جميع منتسبي اللعبة إلى المساهمة في بنائه بشتى الطرق. «الاتحاد» حرصت على المساهمة في مشروع «روضة» الشطرنج لكي تتزين الإمارات بزهورها، من خلال التعرف على مشوار اللاعبة منذ البداية وحتى النهاية وطموحاتها المستقبلية على لسانها ومن حديث عائلتها. في البداية أكدت روضة السركال أنها تعشق الشطرنج إلى أبعد الحدود، مؤكدة أنها منذ أن كان عمرها ثلاث سنوات كانت ترى والدها وإخوانها يمارسون اللعبة ومن هنا جاءت البداية وجاء العشق الكبير للعبة الأذكياء. وأشارت إلى أنها عندما طلبت اللعب معهم كانت تشعر بمتعة كبيرة خصوصاً أن الجميع كان يشجعها بشكل كبير للغاية، وهو ما زاد من حبها للعبة. وأشارت إلى أن بدايتها الحقيقية مع اللعبة كانت من خلال الانتساب لنادي أبوظبي للشطرنج والثقافة الذي منحها كثيراً من الدعم وحفزها بدرجة كبيرة للغاية. وأكدت أنها لم تصدق نفسها عندما تم ترشيحها لتمثيل النادي في أول بطولة خارجية، مشيرة إلى أن الجميع شجعها ووقف خلفها، الأمر الذي جعل تفكيرها ينضج بدرجة كبيرة. وتابعت: لقد بدأت أعرف معنى تمثيل الوطن ورفع رايته وعرفت المسؤولية مبكراً للغاية الشيء الذي جعل الأمور تسير بشكل أكثر سهولة ويسر، وتتمتع روضة السركال بعقلية تسبق عمرها بكثير سواء على مستوى التفكير أو التعرف على الأمور المحيطة والمصطلحات الكبيرة، وهو ما سهل عليها التأقلم مع مسألة تمثيلها للوطن خارجياً. وتطرقت السركال للحديث عن طموحاتها المستقبلية، مؤكدة أنها على الصعيد العلمي تحلم بارتداء «البالطو الأبيض» رداء الطبيبة حتى تخدم وطنها وترفع رايته في مضمار العلم، وعلى الصعيد الرياضي فقد أكدت أن ذهبية العالم للصغار والكبار عند الاستمرار مع اللعبة هو هدفها الرئيسي من ممارستها للشطرنج. أما عن هواياتها الأخرى فقد أكدت أنها تعشق القراءة وتهوى السباحة بدرجة كبيرة مؤكدة أنها لا تدخر جهداً للتعرف على كل ما هو جديد، وأكدت أن نادي أبوظبي للشطرنج والثقافة يدعمها بشكل كبير للغاية، ويوفر لها كل متطلبات النجاح من خلال تخصيص مدرب لها ودعمها بالمعسكرات الاستعدادية للبطولات الخارجية. من جهته، أكد عيسى السركال والد روضة أن موهبتها أجبرت الجميع على الانتباه لها داخل البيت، مؤكداً أنا تعرفت على اللعبة من خلال ممارسته هو وأشقائها وبدأت تتعمق فيها، وهو الشيء الذي جعلنا نبحث عن طريقة لتنمية موهبتها بشكل رسمي، وكان نادي أبوظبي للشطرنج هو البيت الذي احتضنها ووفر لها كل متطلبات النجاح. وفيما يخص العوائد المادية من ممارستها للعبة فقال: نحن لا ننظر إلى المادة بقدر ما ننظر إلى التفوق الرياضي والسعي إلى تشريف الوطن من أجل رد الجميل له خصوصاً أن وطن زايد خيره على الجميع. أما إسماعيل خوري المدير التنفيذي لنادي أبوظبي للشطرنج فقد وصف موهبة السركال بأنها روضة فاحت زهورها في كل أنحاء مربعات الشطرنج الإماراتي. وأكد أنها موهبة فذة للغاية وأجبرت الجميع على الانتباه إليها والاهتمام بها من أجل استكمال مشوارها. وأضاف: من دون شك روضة السركال مشروع وطني يسعى الجميع إلى استكماله، متوقعاً أن تكون واحدة من ألمع نجوم اللعبة على مستوى العالم، وأكد أن مثل هذه المواهب لا تتكرر إلا كل عشرين عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©