السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إقبال كبير على استفتاء انفصال كردستان العراق

إقبال كبير على استفتاء انفصال كردستان العراق
26 سبتمبر 2017 21:21
سرمد الطويل، وكالات (بغداد، أربيل) انتهت رسمياً عملية التصويت في استفتاء انفصال كردستان العراق مساء أمس، الذي أجري في المحافظات الثلاث من الإقليم أربيل والسليمانية ودهوك، كما في مناطق متنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، مثل كركوك وخانقين في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، على الرغم من تأكيد الحكومة العراقية عدم دستوريته، ورفض عالمي واسع له. وبدأت عملية فرز الأصوات وسط أنباء عن نسبة مشاركة كثيفة بلغت 78%، وسط أنباء عن أن النتيجة شبه محسومة وستكون لمصلحة الانفصال. وجدد رئيس الإقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني، تأكيده أن الاستفتاء لن يجري إعلاناً تلقائياً للاستقلال، لكنه سيشكل نقطة انطلاق «لمفاوضات جدية مع بغداد» حول هذه المسألة، بينما عبر المشاركون في الاستفتاء لـ «الاتحاد» عن فرحهم بالخطوة الأولى نحو الانفصال. وأعلنت المفوضية العليا المستقلة لانتخابات واستفتاء كردستان العراق، أمس، أن نسبة المشاركة في التصويت الذي بدأ في الساعة الثامنة من صباح أمس بالتوقيت المحلي، بلغت حتى الساعة الخامسة عصراً 76%، من نحو 5 ملايين دعوا للاستفتاء. وأكدت تمديد الاقتراع لساعة إضافية واحدة ليستمر حتى الساعة السابعة، وذلك بسبب الإقبال الواسع للناخبين. وأشار مسؤول من المفوضية، إلى عدم تسجيل أي انتهاكات في عملية التصويت التي أغلقت في موعدها المحدد لتبدأ بعدها عملية فرز الأصوات. وأوضحت أن 6846 مركزاً للاقتراع تم فتحها للمشاركين، فيما جرى تشكيل 1737 لجنة انتخابية لمراقبة التصويت. وأكد شيروان رزار المتحدث باسم المفوضية لـ «الاتحاد»، أن حوالي 5000 موظف موزعين على كل مناطق كردستان والمناطق المتنازع عليها هم من قاموا بتنظيم الاستفتاء. وأوضح أن «محطات الاستفتاء توزعت بواقع 500 محطة في أربيل، و266 في دهوك، و483 في السليمانية، و27 محطة في حلبجة، و298 محطة في كركوك، و38 محطة في صلاح الدين، و106 في دوانة، و295 محطة في نينوى. وأكد وصول 136 مراقباً دولياً و142 إعلامياً من كل دول العالم. وأشار إلى أن الوقت المحدد لإظهار النتائج سيكون خلال 72 ساعة حسب القانون، لكنه وأعضاء المفوضية كما يقول مصرين على إنجازها في اليوم نفسه. واعتبر رئيس الإقليم مسعود بارزاني قبل إدلائه بصوته أمس، أن الاستفتاء لن يجري إعلاناً تلقائياً للاستقلال، لكنه سيشكل نقطة الانطلاق «لمفاوضات جدية مع بغداد» حول هذه المسألة. من جهته، أكد رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني، أمس، أن إقليم كردستان ليس مسؤولاً عن ما يسمى بتقسيم العراق، بل السياسات الخاطئة لبغداد هي المسؤولة، مشيراً إلى أن الموقف الدولي ومجلس الأمن من الاستفتاء أصابنا بالإحباط. وقال في مؤتمر صحفي بأربيل قبل إدلائه بصوته، إن «من الأفضل للمجتمع الدولي ودول الجوار بالأخص، أن يسألوا بغداد عما آلت إليها العلاقات مع أربيل». وأضاف أن «كثيراً ما يتحدثون عن الدستور وكأنه مقدس، واعتبار استفتاء كردستان غير دستوري، ولكن بصراحة أن من لم يلتزم بالدستور الذي توافقنا عليه، ولم يعر أهمية لأكثر من خمسين مادة دستورية، هي الحكومة العراقية». ووصف التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء حيدر العبادي وتهديداته لكردستان «أشبه ما تكون بقرارات مجلس قيادة البعث»، متابعاً «هذه العقلية هي التي نخاف منها، وهي التي أوصلت علاقاتنا إلى ما نحن عليه الآن». وبشأن تهديدات دول الجوار بالمقاطعة الاقتصادية والسياسية، قال «نتمنى من دول الجوار أن يتفهموا موقفنا وخطوتنا هذه، ومن الأفضل أن يسألوا بغداد، لماذا وصلنا إلى قرار الاستفتاء بدل لومنا وتهديدنا وفرض العقوبات الاقتصادية علينا». وأضاف أن «كردستان أثبتت للجميع ولدول الجوار، خاصة أنها عنصر استقرار في المنطقة، وليست مصدر تهديد لأحد، ونتطلع إلى الحوار الجاد مع جميع دول الجوار، وعلاقات جوار مبنية على المصالح المشتركة والتفاهم والاحترام المتبادل». وعن الموقف الدولي والأمم المتحدة المعارض لإجراء الاستفتاء، قال بارزاني إنه «أصابنا بالإحباط». وكانت رئاسة الإقليم دعت المواطنين أمس، إلى تجنب أي استفزازات أو إطلاق نار للتعبير عن فرحتهم بإجراء استفتاء الانفصال. وتوافد الناخبون منذ الصباح إلى صناديق الاقتراع بكثافة، وأدلى بارزاني بصوته في ساعة مبكرة من الصباح في أربيل، وبدا مبتسماً وهو يرتدي الزي الكردي. وفي مدينة كركوك، علا التكبير في مساجد المدينة كما في أيام العيد، وتباينت المشاعر بين مؤيد ورافض، فيما طبقت إجراءات حظر التجوال على حركة المركبات داخل المدينة. وذكرت مصادر في قيادة شرطة كركوك أن «أوامر صدرت من القيادة الأمنية بفرض إجراءات حظر التجوال وسط كركوك لحركة العجلات المركبات وحتى إشعار آخر». وأوضحت «أن القوات الأمنية أغلقت طريق بغداد - كركوك لضمان أمن الاستفتاء». وفي السليمانية، ثانية مدن الإقليم، توافد الناخبون إلى مركز كانيسكان في شرق المدينة، بعدما غيرت كتلة التغيير و«الجماعة الإسلامية» المعادلة بإعلان مشاركتهما في الاستفتاء. ورصدت «الاتحاد» توافد الآلاف من أهالي السليمانية بمجرد سماعهم بتصويت رئيس حركة التغيير ورئيس كتلة «الجماعة الإسلامية». وفيما خيرت «التغيير» أتباعها بالتصويت بـ «نعم أو لا»، دعت «الجماعة الإسلامية» للتصويت بنعم. وفي جولة لـ «الاتحاد» بالسليمانية، قالت الحاجة بيخال عمر بكر بعد أن صوتت لمصلحة الانفصال، إن الأكراد «عانوا كثيراً من الحكومات العراقية المتعاقبة، وقد آن لهم التمتع بحقهم لتقرير مصيرهم وإقامة دولتهم». وقال ريبوار حمه أمين، وهو يتعكز على جهاز يساعده على الحركة، إن الاستقلال يشكل «طموحاً مشروعاً لشعب كردستان الذي دفع الكثير من الدماء الزكية للحصول عليه»، مبيناً أن «الكرد سئموا من التبعية للغير». على صعيد متصل، ذكرت الشابة سيفر كاوة، وهي تلوح بعلم كردستان، إن «شباب السليمانية يتوقون للحظة إعلان الدولة الكردستانية». وتوقع المتقاعد رزكار عبد الله، أن «تتصاعد الضغوط على إقليم كردستان بعد الاستفتاء لمنعه من تحقيق استقلاله»، مستدركاً لكن ذلك «لن يوقف عجلة التاريخ، ولن يعيد عجلة الساعة إلى الوراء». وشهدت أسواق السليمانية حركة نشطة لشراء المواد التموينية والوقود، مع حدوث زيادة بسيطة في الأسعار، إذ ارتفع سعر البنزين المحسن من 700 إلى 800 دينار. إلى ذلك، قال الأكاديمي الدكتور يحيى عمر ريشاوي من أربيل، إن من «حق أي شعب المطالبة بحقوقه وإقامة كيانه المستقل»، مبيناً أن الشعب الكردي «ظلم من قبل المجتمع الدولي والاتفاقات الدولية غير العادلة التي قسمته بين دول عدة»، واعتبر الاستفتاء «ممارسة ديمقراطية طبيعية، سواء كانت النتيجة لمصلحة التأييد أم الرفض». بدوره، أعرب الفنان التشكيلي محمد فتاح عن أمله أن «يسفر الاستفتاء عن ولادة دولة كردستان التي تلتزم بمبادئ حقوق الإنسان والسلام وحسن الجوار بعيداً عن الحقد والتهميش والتعصب والعنصرية». في حين أبدت الباحثة والناشطة منار عز الدين، فرحها بالاستفتاء، معتبرة أن مثل هذه الفرصة لكرد العراق «لن تتكرر»، لكنها رأت أن &rlmمن «الصعوبة بمكان تنفيذ مشروع بناء دولة منفصلة حالياً لعدم توافر مقوماتها الأساسية داخلياً، فضلاً عن المناهضة الإقليمية والدولية والعراقية». إلى ذلك، قال الشاب آري محمد نوروز إن «تصاعد مشاعر العداء والكراهية للأكراد، دفعتني للتصويت بنعم على الانفصال بعد أن كنت معارضاً، لعدم توافر الظروف الموضوعية لتحقيق هذا الهدف السامي حالياً»، مشدداً على أن تبدل موقف حركة التغيير والجماعة الإسلامية في اللحظة الأخيرة «شكل عاملاً حاسماً لمصلحة المؤيدين للاستفتاء والانفصال». من جهة أخرى، كشف المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن السلطات الأمنية التابعة لإقليم كردستان العراق، مارست ضغوطاً كبيرة على العوائل النازحة إلى كركوك من أجل التصويت لمصلحة الاستفتاء أو مغادرة كركوك. ونقل المرصد شهادات مرحلين أفادوا فيها بأنه جرى سحب الأوراق الثبوتية من بعضهم، مشيراً إلى أن أكثر من 250 عائلة خرجت خلال اليومين الماضيين من كركوك بعد رفضها المشاركة في الاستفتاء والخروج بتظاهرة مؤيدة لمحافظها نجم الدين كريم المقال. وفي محافظة نينوى، كشف مصدر محلي مطلع لـ «الاتحاد» أمس، عن قيام البيشمركة بإجبار المواطنين في قضاء شيخان على المشاركة بالاستفتاء. وقال إن «عناصر البيشمركة أجبروا بعض العائلات العربية على التوجه لصناديق التصويت على الاستفتاء»، مبيناً أن «مجاميع كردية مسلحة تجوب الشوارع والطرقات لبث الرعب بين الأهالي». وأضاف أن «حالة من التوتر والقلق يشهدها القضاء منذ الساعات الماضية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©