الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سحر الماء يجذب الصغار لتعلم الحرف البحرية

سحر الماء يجذب الصغار لتعلم الحرف البحرية
9 يونيو 2013 19:52
(أبوظبي)- يمثل الصيف موسماً لممارسة الأنشطة البحرية، لما للماء من سحر يجذب الجميع، خاصة الأجيال الصاعدة، بعيداً عن الصيف وأجوائه الحارة، وألعابه التي لا تتجاوز غالباً حدود المراكز التجارية أو السفرات الخارجية بصحبة الأهل. ومن خلال نادي تراث الإمارات، وأنشطته المختلفة، يتعلم الطلاب الكثير من الحرف والمهارات البحرية التي اشتغل بها أهل البحر في الإمارات عبر الزمن، وظلوا يعتمدون عليها بشكل أساسي في حياتهم حتى منتصف القرن الماضي، وبدء عصر دولة الاتحاد، وإرهاصات النهضة الكبيرة التي تعيشها الإمارات حالياً، على حد قول الوالد والخبير في التراث البحري حثبور بن كداس الرميثي. ويتابع: يمثل البحر أهمية خاصة لكل أبناء الإمارات عبر العصور، كونه المجال الاقتصادي الأول الذي اعتمد عليه الكثيرون من خلال الخيرات التي يجود بها البحر، وفي مقدمتها اللؤلؤ والأسماك بأنواعها، ونتيجة للارتباط بالبحر نشأت العديد من الصناعات البحرية التي يمارس أغلبها الآن داخل نادي تراث الإمارات ومراكزه المختلفة، ومن هذه الأنشطة التي تحرص إدارة النادي على تعليمها للأجيال الجديدة، الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وفلق المحار، وكيفية عمل المراكب باختلاف أحجامها وأنواعها، وصنع شباك الصيد المعروفة لدى أهل الإمارات باسم القراقير. ويوضح أن القراقير الآن باتت مهددة بالانقراض، ولم يعد يستخدمها أحد في الصيد إلا كبار السن ممن ألفوا هذه الأداة، واعتبروها جزءاً مهماً من حياتهم اليومية، وليس مجرد أداة للصيد، والقرقور عادة عبارة عن شكل نصف دائري، تصنع يدوياً من أسلاك معدنية، ويستغرق العمل فيه فترة لا تتجاوز ثلاثة أيام، نصفها الأول يتم خلاله إنجاز الشكل الطولي للقرقور، وبقية الوقت لعمل ارتفاع القرقور، ويتم استخدام القرقور عبر إنزاله إلى عمق المنطقة المراد الصيد فيها من خلال حبل متين، وبعد أن يوضع في مدخله طعم، عبارة عن أسماك صغيرة الحجم أو مجموعة من الحشائش التي تفضلها الأسماك، ويذكر الخبير التراثي أن القراقير نوعان، منها ما يتم صنعه بأسلاك غليظة تستخدم في الشتاء، وأما الرفيعة فتستخدم في الصيف. أما الغوص عن اللؤلؤ، فهو من الحرف التي مثلت أهمية خاصة، نظراً لما يمتع به اللؤلؤ من قيمة اقتصادية كبيرة، حتى أن اللؤلؤ المستخرج من منطقة الخليج كان الأشهر عالمياً، ووفقاً لما ذكره الوالد حثبور يتم استخدامه في تصنيع أرقى أنواع الحُليّ، وللغوص مواسم ومواقيت محددة، يحمل كل منها اسماً معيناً، منها الغوص العود، وهو موسم الغوص الرئيسي، الذي يبدأ من شهر مايو ويستمر حتى سبتمبر، وفيه يغوص الغواصون 20 متراً في عمق البحر، وتستغرق الغطسة الواحدة ثلاث دقائق، وينفذ الغواص أكثر من أربعين غطسة في اليوم الواحد، حسب خبرته وقدرته على كتم الأنفاس خلال عمليات الغوص، وهناك أيضاً موسم غوص الردة، الذي يقوم به الغواصون بعد عودتهم من غوص العود. أما أكثر أنواع الأنشطة البحرية التي تهتم بها الأجيال الجديدة خلال أنشطة نادي التراث، وفقاً للرميثي، فتتمثل في فلق المحار، بما فيه من إثارة واستكشاف لهذا الكائن الجميل الذي استخدم ولا يزال في أغراض الزينة، وتدفع فيه مبالغ كبيرة، إذا كانت الحلي مزودة بأشكال اللؤلؤ الطبيعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©