الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كلينتون تحدد أسس مرحلة انتقالية لما بعد الأسد

كلينتون تحدد أسس مرحلة انتقالية لما بعد الأسد
8 يونيو 2012
أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أبلغت دولاً غربية وعربية في اجتماع في اسطنبول الليلة قبل الماضية، أن خطة انتقالية في سوريا يجب أن تتضمن نقلاً كاملاً للسلطة من الرئيس بشار الأسد، محددة مجموعة عناصر ومبادئ أساسية ينبغي الاسترشاد بها في عملية الانتقال بعد مرحلة الأسد، بما في ذلك نقل كامل للسلطة منه. كما أبدت كلينتون في تصريحات صحفية باسطنبول استعداداً للعمل مع كل أعضاء مجلس الأمن الدولي، بمن فيهم روسيا بشأن مؤتمر حول مستقبل سوريا السياسي، لكنها شددت على أن هذا المؤتمر ينبغي أن ينطلق من مبدأ أن يفسح الأسد المجال أمام حكومة ديمقراطية. من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف إن موسكو ستقبل انتقال السلطة في سوريا على غرار ما حدث في اليمن إذا قرر الشعب هذا وذلك في أحدث تصريحات تستهدف فيما يبدو إظهار أن الكرملين ينأى بنفسه عن الرئيس الأسد. وتزامن ذلك، مع إعلان وزارة الخارجية التركية أن ممثلي البلدان الـ16، وبينهم الولايات المتحدة ودول عربية وأجنبية، قرروا في ختام اجتماع اسطنبول الليلة قبل الماضية، إنشاء “مجموعة تنسيق” للمعارضة السورية، موضحة في بيان أن المشاركين اتفقوا على عقد أول اجتماع لمجموعة التنسيق لدعم المعارضة السورية وتنسيق جهودها، مع “مجمل المعارضة السورية”، في 15 و16 يونيو الحالي في اسطنبول نفسها. بالتوازي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن اجتماع لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” سيعقد بباريس في 6 يوليو المقبل، مبرراً الدعوة إلى الاجتماع “بالتفاقم المقلق للوضع في سوريا”. بينما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن إيران لا يمكن “بأي شكل من الأشكال” أن تشارك في مؤتمر حول سوريا، وذلك رداً على سؤال حول اقتراح روسي يقضي باشراك طهران ودول أخرى بالمنطقة، إضافة إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والأمم المتحدة، في مؤتمر موسع حول الأزمة السورية. وأبلغ المسؤول الأميركي الصحفيين بعد الاجتماع اسطنبول بقوله “الليلة.. حددت (كلينتون) مجموعة من العناصر والمبادئ الأساسية نعتقد أنه ينبغي الاسترشاد بها في عملية الانتقال بعد مرحلة الأسد، بما في ذلك نقل كامل للسلطة منه”. وأبلغت كلينتون الاجتماع أيضاً بأن المرحلة الانتقالية في سوريا يجب أن تتضمن حكومة انتقالية تمثل جميع الأطياف وتقود إلى انتخابات حرة ونزيهة. وكانت كلينتون تتحدث في اجتماع وزاري بشأن سوريا، حضره وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، ووزراء خارجية آخرون، ومبعوثون على مستوى عالٍ من 15 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي. وأشار المسؤول مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إلى أن كلينتون تحاول تحديد الحد الأدنى لمجموعة من المعايير لكيفية حدوث عملية انتقال في سوريا على أمل أن روسيا ربما تساندها. وكشف المسؤول أن كلينتون أوفدت فريد هوف المسؤول الكبير بوزارة الخارجية عن الملف السوري، إلى موسكو أمس، لمتابعة المناقشات معها. وتحاشى المسؤول الإجابة على سؤال عما إذا كانت روسيا مستعدة لزيادة الضغط على الأسد للرحيل، قائلاً إن أحد أسباب إيفاد هوف إلى موسكو هو “الوقوف على مدى التقارب فيما بيننا”. وبدا أن المسؤول الأميركي يسلم بفشل خطة المبعوث الدولي كوفي عنان للسلام المؤلفة من 6 نقاط. وقال “نحن جميعاً كنا نأمل ونتوقع ونضغط على الأسد لتنفيذ تعهده للوفاء بخطة عنان ذات النقاط الست”. وأضاف “في غياب أي تحرك مهم من الأسد في أي من المسارات بل وفي الواقع زيادة العنف.. حان الوقت لأن يبدأ المجتمع الدولي بالتعاون مع الشعب السوري في تحديد البدائل لحكم الأسد وكيفية السير في هذا المسار”. وكشف المسؤول نفسه، إن فرنسا أيضاً أعلنت في اجتماع اسطنبول أنها ستعقد اجتماعاً موسعاً “لأصدقاء الشعب السوري” في باريس في 6 يوليو المقبل. وفي بيان مكتوب قالت تركيا الدولة المضيفة للاجتماع إن ممثلي الدول الـ16 الذين شاركوا في لقاء اسطنبول، وافقوا على تشكيل “مجموعة تنسيق” لتقديم الدعم للمعارضة السورية. ووافقت كل دولة على إرسال مبعوث إلى اسطنبول في 15 و16 يونيو الحالي لحضور الاجتماع التنسيقي لجميع جماعات المعارضة السورية. وفي تصريحات خلال مؤتمر اسطنبول أمس، حثت كلينتون الرئيس الأسد على تسليم السلطة ومغادرة بلاده، ووصفت المذبحة التي وقعت بريف حماة أمس الأول بأنها فعل ينم عن انعدام الضمير. وخلال تصريحاتها في المؤتمر الصحفي أبدت كلينتون استعداداً للعمل مع كل أعضاء مجلس الأمن، بمن فيهم روسيا بشأن مؤتمر حول مستقبل سوريا السياسي. لكنها ذكرت أن هذا المؤتمر ينبغي أن ينطلق من مبدأ أن يفسح الأسد المجال أمام حكومة ديمقراطية. وقالت كلينتون “العنف الذي يرعاه النظام والذي شهدناه مجدداً في حماة الأربعاء ينم عن انعدام الضمير. الأسد ضاعف من وحشيته وازدواجيته وسوريا لن ولا يمكن أن يسودها الهدوء أو الاستقرار ولا الديمقراطية بالطبع إلى أن يرحل الأسد”. كما حثت كلينتون المجتمع الدولي على الاتحاد وراء خطة “قابلة للتنفيذ”، وقالت إن واشنطن تريد التعاون مع أي دولة ما دام هناك اتفاق على أن الأسد يجب أن يتخلى عن الحكم. وأضافت “لدينا استعداد للعمل مع أي دولة، بمن في ذلك أعضاء مجلس الأمن وسنفعل ما دام هذا التجمع سيبدأ من منطلق أن على الأسد ونظامه أن يفسحا الطريق أمام سوريا جديدة ديمقراطية”. وأشارت إلى أن خطة مبعوث السلام الأممي العربي كوفي عنان التي كان محورها وقفاً لإطلاق النار لم يصمد قط، يجب أن تمنح فرصة أخيرة قائلة: إن الدول الأخرى (يحتمل أنها تقصد روسيا والصين) لن تؤيد اتخاذ إجراءات أقوى ما لم يكن فشلها محققاً. وأضافت “نعتقد أن من المهم بالنسبة لنا أن نعطي عنان وخطته آخر قدر بإمكاننا من الدعم لأننا ولكي نضع الآخرين في حالة ذهنية لاتخاذ إجراء في مجلس الأمن، يجب أن يكون هناك إدراك نهائي أنه لم يعد هناك جدوى”. وبجانب كلينتون ونظرائها التركي والبريطاني والفرنسي، شارك في اجتماع اسطنبول وزراء خارجية ألمانيا جيدو فسترفيله، والاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ووزراء من إيطاليا وإسبانيا والأردن ومصر والكويت وتونس والمغرب وقطر والسعودية. وقال متحدث بريطاني إن الغاية من الاجتماع هي “البحث.. عن وسائل زيادة الضغط على نظام الأسد لحمله على تطبيق وعوده المتعلقة بخطة عنان” للخروج من الأزمة. وتزامن اجتماع اسطنبول مع دعوة الصين وروسيا أمس الأول، إلى عقد مؤتمر دولي جديد حول الوضع في سوريا يجمع “الأطراف التي تمارس نفوذاً فعلياً على مختلف مجموعات المعارضة” السورية، أمثال تركيا وإيران والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن. من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنس أن إيران لن تشارك في أي مؤتمر حول سوريا “بأي شكل”. ورداً على سؤال حول اقتراح روسيا إشراك طهران في مؤتمر موسع حول الأزمة السورية، أجاب فابيوس “إيران لا يمكن أن تشارك بأي شكل لأن مشاركتها ستتعارض أولاً مع الهدف الذي ترمي إليه الضغوط القوية التي تمارس على سوريا، كما سيكون لهذا الأمر تأثير على المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني وهذا الأمر ليس مستحباً”. وقبل وصولها إلى اسطنبول، أعلنت كلينتون في أذربيجان “من الصعب أن نتصور دعوة بلد (إيران) ينسق عمليات نظام الأسد ضد شعبه”، إلى المشاركة في هذا المؤتمر. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أمس، إن مصير الرئيس السوري “ليس أمراً يتعلق بنا” بل أمر يرجع للسوريين أنفسهم، معتبراً النموذج اليمني لحل الأزمة بين المعارضة والرئيس السابق علي عبدالله صالح ملاءماً للمعضلة السورية. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن بوجدانوف قوله “تنفيذ ما يسمى سيناريو اليمن لحل الصراع في سوريا لن يكون ممكناً إلا اذا وافق عليه السوريون أنفسهم”. وأضاف “ناقش اليمنيون سيناريو اليمن بأنفسهم. إذا ناقش السوريون هذا السيناريو بأنفسهم وتبنوه فإننا لسنا ضده”. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ قمة مجموعة الثماني الشهر الماضي، بأن على الأسد أن يترك الحكم، وأشار إلى اليمن باعتباره نموذجاً لانتقال محتمل للسلطة.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©