الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلغاء البرامج الثقافية من القنوات الفرنسية يثير جدلاً

إلغاء البرامج الثقافية من القنوات الفرنسية يثير جدلاً
9 يونيو 2013 20:00
أبوظبي (الاتحاد) - في خطوات متتالية أوقفت المحطات التابعة لشبكة التلفزيون الفرنسية الوطنية عدداً من البرامج الثقافية والفنية العامة، مما أثار جدلاً واسعاً حول مصير هذه الفئة من البرامج وعلاقتها بالعمل التلفزيوني، في وقت برزت فيه احتجاجات شرائح واسعة من الجمهور والمهتمين، وبينما تسعى وزيرة الثقافة والاتصال الفرنسي أورللي فيليبيتي لتهدئة الخواطر، ضمن مشروع لتنظيم جديد لقطاع المرئي والمسموع، رأى معنيون أن ذلك يندرج ضمن إطار التحول، والتغيير الثقافي الحاصل نتيجة سيادة ثقافة السوق والترفيه. وتجاه التأكيد على أن إيقاف هذه البرامج جاء نتيجة ضعف عدد مشاهديها، مقابل كلفتها المالية، شدد المحتجون على أهمية المحتويات الثقافية والفنية الهادفة كنوع من «الخدمة العامة» التي يجب استمرارها وتعزيزها لأهداف اجتماعية وفكرية، ويجب ألا تخضع بالتالي للقواعد والمعايير التجارية المعتادة. أعمال سينمائية وشبكة «تليفزيونات فرنسا»، هي شبكة وطنية عامة تعود ملكيتها للدولة، وتضم نحو سبع محطات وطنية وشبكة بث خارجية، إضافة إلى الاهتمام بأعمال سينمائية وأنشطة تلتزم تشجيع الشباب والثقافة والفنون، وهي تموّل عبر واردات الرسوم والإعلانات التجارية، وتُعتبر مجتمعة أول مجموعة إعلام مرئي مسموع في فرنسا، حيث يقدر عدد مشاهديها اليوميين نحو أربعة ملايين مشاهد. ووفق صحيفة لوموند، فقد أتت إجراءات إيقاف هذه البرامج ارتباطاً ببرنامج توفير مالي للمجموعة التي تسعى لتحقيق وفر قدره 150 مليون يورو، وصولاً إلى توازن الحسابات في 2015. ومن البرنامج التي شملتها إجراءات الإيقاف ولاقت أصداء واسعة برنامج «كلمات من منتصف الليل»، وبرنامج «تاراتاتا»، (من قناة «فرنس 2»)، وجاء إيقاف هذين البرنامجين مؤخراً بعد أن كانت القناة الثالثة التابعة للشبكة نفسها أوقفت برنامج «شابادا» آخر أبريل الماضي، كذلك شملت الإجراءات إلغاء برنامج «سي دي أوجورديويه» اليومي للموسيقى القصيرة الذي يبث على القناتين الثانية والرابعة. عريضة احتجاج وقام مؤيدون ومشجعون للبرنامج الموسيقي «تاراتاتا»، بإطلاق عريضة احتجاج على شبكات الإنترنت (على موقع «تشانج. أورغ»)، وقد بلغ عدد الموقعين عليها أكثر من مائة ألف يوم الثلاثاء الماضي (4 يونيو يونيو الجاري)، كذلك فتحت صفحة فيسبوك للغاية نفسها. وعلى موقع «آيبيتيشين.كوم» ظهرت عريضة أخرى ضد إيقاف البرنامج الثقافي المفتوح على مختلف أصناف الفنون «كلمات من منتصف الليل»، وقد استقطبت آلاف المحتجين بعد ساعات من إطلاقها، كذلك شارك عدد من الفنانين، بينهم ميشال ساردو وسيلين وباتريك برويل في التوقيع على عريضة ثالثة ضد إيقاف برنامج «شابادا» للمنوعات. وفي مقابلة صحفية قال فيليب لوفي، منتج ومقدم برنامج «كلمات من منتصف الليل»، إن أول أسباب توقيف البرنامج تتعلق بمسائل مالية، «حيث إننا نكلف الميزانية غالياً مقارنة بجمهور المشاهدين، فكلفة الحلقة تبلغ 64 ألف يورو في المتوسط، مقابل عدد مشاهدين يبلغ معدله 140 ألفاً لكل حلقة». وأضاف: إذا تحدثنا بمنطق الأرقام يكون ذلك بالفعل مكلفاً، في المقابل، وبلغة الخدمة العامة، فإن ذلك لا يكلف بالضرورة كثيراً، فبين الثمن والجمهور، هناك بالطبع شيء يسمى الخدمة العامة». وإذا ما كان إلغاء مثل هذه البرامج يندرج ضمن حركة أوسع تسعى لتفضيل برامج التسلية والترفيه والاستعراض على حساب الثقافة قال لوفي إنه في هذه اللحظة من «الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، أعتقد أننا دخلنا فعلياً في عصر، حيث السوق هو الأيديولوجيا الوحيدة التي تستحق الاهتمام، وحيث تفرض الأرقام ديكتاتورية قانونها حتى فيما هو أبعد من التلفزيون، وهو قانون يصبح معه المجتمع شركة تسلية عامة، إنها القاعدة القديمة عن الخبز والألعاب التي تم تحدثيها عبر انتصار السوق». واعتبر «أننا اكتشفنا متأخرين نهاية شيء ما كنا نؤمن به جميعاً، وهو الخدمة العامة، بما تمثله من مكان أكيد للمجتمع والديمقراطية»، مشيراً إلى إمكان انتقال البرنامج إلى مرحلة الهجينة «أكثر اقتصاداً وتوفيراً». الترفيه على حساب الثقافة جاء تعليق إدارة الشبكة التلفزيونية، التي تتمتع بالاستقلالية، ملتبساً وغير بعيد عن التوجه نحو مزيد من سياسة الترفيه على حساب الثقافة، حيث إنها وعدت «بعرض موسيقي تجديدي وضخم» لموسم برامج الشبكة ما بعد عطلة الصيف. وقال مديرها العام والعضو المنتدب المسؤول عن البرامج والهوائيات، برونو باتينو، إن «فرانس 2 ستطلق مجلة تلفزيونية موسيقية جديدة في القسم الثاني من السهرة لثلاث مرات شهرياً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©