زيادة الضرائب تجبر شركات غاز أميركية على عرض نفسها للبيع

عرضت عدة شركات استخلاص غاز طبيعي أميركية نفسها للبيع في الأشهر القليلة الماضية أملاً في الاستفادة من الاهتمام المتزايد بثروات حقول الغاز الصخري المنتشرة في الولايات المتحدة. ووصف خبراء هذه الشركات بأنها محدودة العمليات من حيث حجمها الأمر الذي دفعها إلى البحث عن مشترين لها، وهناك عامل آخر يدفع هذه الشركات إلى بيع نفسها هو الزيادات المتوقعة في نسب الضريبة على الكسب الرأسمالي في عام 2011. من ضمن هذه الشركات تشيف أويل اندجاز المتمركزة في دالاس والتي تعتبر أكثر شركات الاستخلاص نشاطاً في حقل مارسيلوس للغاز الصخري على الساحل الشرقي بالولايات المتحدة، وينتظر أن تطلب سعراً قد يصل إلى 3 مليارات دولار بحسب مصادر علمية. وهناك شركتان أصغر تبحثان عن مشترين أيضاً هما تالون أويل اندجاز في دالاس التي لديها عمليات في ثلاث مناطق في تكساس وانشوتز اكسبلوريشن المتمركزة في دنفر التي لديها منشآت في منطقة الغاز الصخري في باكن في نورث داكوتا ومونتانا. وينتظر أن تطلب انشوتز اكسبلوريشن نحو مليار دولار ثمناً لها بحسب نفس المصادر بينما قد تطلب تالون المدعومة من شركة انكاب انفستمنتس المساهمة الخاصة ما بين مليار دولار ومليار ونصف مليار دولار. وتطمح هذه الشركات وغيرها من شركات تشغيل حقول الغاز الصخري التي تنتهج ذات النهج في بلوغ أسعار جيدة رغم ما حدث مؤخراً من تراجع أسعار الغاز الطبيعي والذي جعل من عمليات الحفر البرية أقل ربحية، وقد تتراجع تلك الشركات عن خطط بيعها ما لم تكن الأسعار مجزية. لدى تشيف أويل التي تأست عام 1994 على يد ريز جونز امتياز استغلال أكثر من 560 ألف فدان في مارسيلوس المنطقة الغنية بالغاز الممتدة من جنوبي نيويورك عبر بنسلفانيا إلى غربي فرجينيا. وفي عام 2006 باع ريز منشآت شركته في منطقة بارينت المحتوية على الغاز الصخري في جنوبي تكساس إلى شركة ديفون اينرجي مقابل نحو 2.2 مليار دولار ووظف جزءاً من هذا المال في شراء امتيازات استغلال في مارسيلوس. أما انشوتز اكسبلوريشن التي تعتبر إحدى وحدات انشوتز كورب التي يملكها الملياردير فيليب انشونز فلديها مشاريع تنقيب أو إنتاج في كل من نيويورك وبنسلفانيا واوهايو ونورث داكوتا ومونتانا ووايومينج. وهناك اثنتان من منصات الحفر بموجب عقد طويل الأجل في نورث داكوتا ومشاريع حفر مخططه لعام 2010 في جميع الولايات الست. وقامت الشركة بما لديها من 30 موظفاً وعاملاً بحفر ما يزيد على 80 بئراً في السنوات الخمس الماضية، وتعتبر تالون شركة أحدث كثيراً تأسست عام 2007 على يد مجموعة من تنفيذيي النفط السابقين باستثمار ابتدائي من قبل شركة انكاب المتمركزة في تكساس والتي تستهدف شركات النفط والغاز المستقلة. وقامت شركة تالون ببناء منشآت الغاز الصخري في جنوبي وسط تكساس وشرقي تكساس من خلال سلسلة من عمليات الاستحواز التي بلغت في مجملها 551 مليون دولار، واشترت العام الماضي حصة في حقول بارنيت للغاز الصخري التي تملكها دنبرى ريزورسز انك. يذكر أن وجود الغاز الطبيعي في الصخور الصفحية معروف منذ عقود غير أن تقنية استخراجه لم تكن منخفضة التكلفة حتى سنوات قليلة مضت. وعملت التقنيات الجديدة على تقليص تكاليف إنتاج الغاز الصخري تقليصاً كبيراً الأمر الذي شجع شركات التنقيب على الخوض في هذا المجال وإبرام العديد من الصفقات. ومن المنتظر أن يزيد الغاز غير التقليدي الذي يشكل الغاز الصخري معظمه من 42 في المئة من إجمالي إنتاج الولايات المتحدة عام 2007 إلى 64 في المئة عام 2020 بحسب مؤسسة اي سي اف انترناشيونال الاستشارية. وشكل عقد شراء اكسون موبل لشركة اكس تي او اينرجي أكبر هذه الصفقات، وفي مايو 2010 قامت رويال دتش شل بشراء ايست ريزورسز انك الشركة المساهمة الخاصة بما لديها من عقود امتياز استغلال 650 ألف فدان في مارسيلوس مقابل 4.7 مليار دولار. كما تأسست مجموعة من شركات الائتلاف بين مستخرجي الغاز الصخري وشركات نفط غير أميركية منها عقد ريلاينس اندسترير ليمتد البالغ قيمته 1.35 مليار دولار لشراء حصة نسبتها 45 في المئة في منطقة ايجل فورد التي كانت تملكها (بايونير ناتيورال ريزورسز). (عن وول ستريت جورنال) ترجمة: عماد الدين زكي